في تحليل شخصية البرهان الغامضة والمركبة

 


 

 

هذا الرجل وطني قام بتحرير الفشقة بعد عقدين من الإحتلال الإثيوبي ، خاض الجنرال حربه والأوضاع السياسية والإقتصادية في قمة الهشاشة رُغم ماقدم له من حلول ومقترحات منها أن تصبح الفشقة مزرعة إماراتية لعقود وهذا دليل على وطنية الرجل وحرصه على تراب البلاد ؛ لقد حررت القوات المسلحة السودانية تراب الفشقة والشارع السوداني غارق في وحل الدعاية اليسارية المشككة في وطنيتها وقوميتها ونزاهتها واحترافيتها دون مَنٍ ولا أذى مقدمة الدم السوداني الطاهِر وحررت المواطنين السودانيين من نيرِ الإستعمار الحبشي ومجازر عصابات الشِفتة وأنهت استغلالا طويلا للأراضي السودانية دون أي مسوغات قانونية ، وهو احتلال سافر إستغلت فيه اثيوبيا ضعف نظام عمر البشير وعزلته وتصدع الجبهة الداخلية ..
لكن البرهان وعلى الجانب الآخر قام بارتكاب أخطاء إستراتيجية ندفع ثمنها اليوم ؛
الأول ممارسة الرجل لنفس سياسات نظام البشير في استخدام ميليشيا الدعم السريع كفزاعة ضد خصومه داخل الجيش السوداني وممارسة سياسة النفس الطويل في التعامل معها ومع تجاوزاتها ماسمح لقائد هذه الميليشيا المراوغ والإنتهازي واسع الحيلة في التمدد والتوسع في تسليح وتجنيد قواته وتشبيك علاقاته الدولية والإقليمية وشراء الولاءات السياسية والاجتماعية والتمدد الإقتصادي الطفيلي ماحوله إلى غول يهدد بقاء الدولة السودانية في ذاتها ..

ثانيا ؛ التنسيق لفض إعتصام القيادة العامة والتبرير للمجزرة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في ٢٠١٩ وماصاحبها من إذلال لضباط وجنود القوات المسلحة قليلي العدد والتسليح حينها باعتبارها خطأ عابر وغير مقصود و (حدث ماحدث) ما هز صورة القوات المسلحة في ذهنية الشارع السوداني وقلل من هيبتها واحترامها المعهود وفتح ثغرة واسعة نفذت منها أبواق اليسار والكارهين التاريخيين لمؤسسة الجيش السوداني باعتباره حامي المركز في جدلية المركز والهامش ..

نحن أمام شخصية معقدة مثيرة للجدل تشبه في تعقيدها وتركيبها شخصيات عسكرية وطنية أخرى كعبود والنميري ؛ يحملون الشئ ونقيضه وستكشف لنا الأيام المزيد عن أسرارها وسيذكرها التاريخ كأحد الشخصيات العسكرية الوطنية التي مرت على قيادة القوات المسلحة ورسمت ملامح المشهد السوداني المعقد والمتشابك ..

Mishal Altaib Albaseer

e.mishal@yahoo.com

 

آراء