في حاجتنا للحق والجمال

 


 

 

كيف لا

moaney [moaney15@yahoo.com]
خرج د. حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي من محبسه بعد ثلاثة أشهر من اعتقاله، وعندما يخرج  تتحسس الحكومة من كل كلمة هو قائلها .ففي منتصف الشهر الماضي صرّح المفكّر الإسلامي المجدِّد في مقابلة نقلتها وكالة رويترز ، بأن السودان سيتعرض لأزمة اقتصادية قد تؤدي لاحتجاجات وزعزعة للإستقرار مع تفاقم مشكلة التضخم . تحدث الترابي عن أن أثر خسارة عائدات النفط سيؤدي إلى تفاقم المشاكل الإقتصادية . المتابع لحديث د. الترابي الذي جاء نقلاً عن الوكالة العالمية في صحيفة سودانايل الإلكترونية والمتابع للصحف السودانية سيجد أن هذا التحليل ليس بدعة جاء بها الترابي وحده ، بل شأن عام تفاكر فيه أهل أهل الاقتصاد والسياسة  وغيرهم ممن كتبوا وحلّلوا وتوجسوا بأكثر مما جاء به الترابي.وأحس به المواطن العادي وإن لم يكتب ، وإن لم يصرّح.
وضوح د.الترابي وصراحته جاءت أيضاً على لسان محافظ البنك المركزي السابق وعضو المجلس الوطني الحالي د. صابر محمد الحسن  الذي أنذر بحدوث صدمة اقتصادية عقب إعلان انفصال الجنوب ، وصفها حسب صحيفة الرأي العام بتاريخ 25 مايو الماضي ، بأنها تفوق الأزمة المالية العالمية وزاد على ذلك بأنها ستكون مستدامة بخلاف الأزمة المالية العالمية .
كذّبت الحكومة قول د.الترابي ، ودعته بأن يقول خيراً أو فليصمت ، بينما صمتت هي عن قول د. صابر وذلك لأن الحكومة تعتقد أن في النفوس شيء من شماتة، ونسيت أن الحق حقٌّ ولو جاء على لسان عدو لدود.
كاتب قدير لكن مغرور. تراه يكرر على الأسماع ما قاله الروائي العالمي السير في إس الحاصل على جائزة نوبل للآداب :"لن يكون هناك أبداً أي امرأة تتساوى معي في القدرات الكتابية"  . ماذا سيقول لجيل الكاتبات اللائي تناثرن وضيئات يزينّ جيد الصحف وغيرهن ممن يتقنّ فن الرواية والقصيدة والنثر، وغيرهن كاتبات على طريقتهن يملأن سماء الأسافير . هذا الحق المعلوم لا يجب أن تقابله نون نسوة الكتابة بأشكالها بالاحتفاء ، لأن الاحتفاء بموهبة الكتابة تجعلها شيئاً فريداً وبعيداً لا تستحقه المرأة. أو تصنفه وكأنه معجزة تحققت في آخر الزمان هذا . وهو كأي شيء جميل تحققه المرأة يظل جميلاً لطبيعته ولأنها تركت بصمتها عليه ولكن ليس لأن فاعلته هي .إن كنت ُ ضد الإنبهار بما تفعله المرأة مهما يحمل هذا الشيء من إبداع ، فغيري يرى فيما تفعله يدعو إلى ذلك لأنه شيء جديد ومثير. فيكفى أن يتعدى أحدنا فاعلته إلى جمال وقيمة الشيء نفسه ولا يقف عند نقطة الاكتشاف هذه ليقول : ها هي إمرأة تكتب !
ماذا يفعل الناس على صفحات "الفيس بوك" و"التويتر". تواصل الشباب  على صفحات الفيس بوك على الانترنت ففجّروا عبر هذه التكنولوجيا التي لم تكن متاحة قبل زمن قصير ثورات عُرفت بالربيع العربي. ما زال العرب ينتظرون أن يزهر هذا الربيع الدامي ورود حرية يشتمون رياحينها بعد أن أغمّتهم رائحة الدماء والبارود.
"الفيس بوك"شاغل الناس والعالم قال مؤسسه مارك زوكربيرج  الذي لم يبلغ الثلاثين من عمره في مؤتمر قمة الثماني الأسبوع الماضي في دوفيل بفرنسا : " أنه من الغرور نسبة الثورات في العالم العربي إلى الفيس بوك".بينما يصرّ العالم العربي شيباً وشباباً أن الفيس بوك هو ما صنع الثورات في تونس ومصر ، وما زالت المعارك الكتابية دائرة :هل صنع الفيس بوك هذه الثورات أم هو كأداة للتواصل ساهم في قيامها.
تصدّرت مسألة الثورات العربية جدول أعمال قمة الثماني وأعلنت عن مساعدات مالية بقيمة 40 مليار دولار لدول الربيع العربي ، وما زالت الدول العربية تتحسس مواقع كراسي سلطتها ، أيها أقرب إلى الخلود ؟ تقيس ذلك بقرب شبابها أوبعدهم عن الفيس بوك!
عن صحيفة "الأحداث"


 

آراء