في ذكرى الراحل المقيم عباس سعيد

 


 

 

كلام الناس
نورالدين مدني
ودعت الجالية السودانية بسدني نهار الثلاثاء السابع من مايو العام ٢٠١٩م أحد أعمدتها، القامة السودانية الناشط في مجال العمل الإجتماعي والمجتمعي في السودان وفي أستراليا.
*إنه أخي وصديقي عباس محمد سعيد الذي عرفته منذ أن كان بالسودان حين كان يعمل في مجال العمل الإجتماعي وهو أحد مؤسسي مصلحة التأمينات الإجتماعية بالسودان وبعدها عمل بمنظمة العمل العربية، كنا نلتقي كوكبة من من رموز الخرطوم بحري من بيننا سفير النوايا الحسنة الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي أحد حفظة التراث الغنائي السوداني عليه رحمة اللهورضوانه.
* تعمقت علاقتي به في أستراليا وكان دليلي الإجتماعي في التعرف على أهم المناطق والاثار السياحية والتأريخية في سدني، كان يصحبني معه لزيارة أهم معالم سدني مثل الأبرا وجسر هاربر و الجبال الزرقاء حيث المنحوتة التأريخية الشقيقات الثلاثة و ودخلت معه في الكهوف الأثرية ومتحف الفن الحديث ومتحف الشمع ومتحف البحرية وحديقة الأحياء المائية The Aquarium والحديقة النباتية ... وغيرها من المعالم الشهيرة بسدني، كان يصحبني معه للأنشطة المجتمعية للجالية وهو أحد مؤسسي مهرجان السودان السنوي وعضو فاعل في المنتديات الأدبية والثقافية، كان حمامة سلام وأب للجميع هنا وظل يسعى لتوحيد الكيانات السودانية بكل مكوناتها العقدية والإثنية تحت مظلة سودانية جامعة.
*كنت أرسل له عمودي الصحافي" كلام الناس" قبل إرساله للصحف والمواقع السودانية لمراجعته وتصحيح الأخطاء الطباعية واللغوية إلى أن أقعده المرض، لكنه لم يحرمني من ملاحظاته ومداخلاته خاصة تلك التي إستفدت منها في التكيف مع المجتمع الأسترالي.
*كان يمدني بالنصائح المهمة التي أعانتني في التأقلم في الوسط الأسترالي وكان يرفض الإعتراف بأنها نصائح ويصر على أنها ملاحظات واراء يمكن الأخذ بها أو تجاهلها.
*كان لايحب الحديث عن إنجازاته وقد طلب مني أكثر من مرة عدم نشر صوره رغم أنها صور عامة وفي مناسبات تستحق التوثيق، كنا نلتقي معه جعفر عبد الله والدكتور نادر عبيد وشخصي عقب صلاة الجمعة بمسجد قالوبلي بأوبرن في جلسة ونسة بمقهى كريسبي krispy Kreme قبل أن يحرمنا المرض من صحبته، لكننا كنا نحرص على زيارته بمنزله كلما تيسرت الظروف.
*كان محل إحترام وتقدير كل أبناء الجالية التي كان يحرص على حضور منتدياتها وانشطتها ويشارك فيها، كان أحد الأباء المؤسسين لمهرجان السودان السنوي وظل على علاقة واحدة مع كل ألوان الطيف السوداني.
*إنتقل إلى رحمة الرحمن الرحيم مساء الإثنين السادس من مايو غرة رمضان المبارك بمستشفى سانت جونسون باوبرن، وظل المرحوم يحرص على أداء صلواته وقراءة القران الكريم الذي أصبح رفيقه الدائم في كل أوقاته.
* ودعته الجالية السودانية عقب صلاة الظهر على جثمانه الطاهر بمسجدعلي بن أبي طالب ووري الثرى في مقابر Narellan وسط حضور نوعي من عدد من الرموز السودانية بعد أن ترك بصمته المميزة بأعماله ومساهماته الطيبة في الجالية وفي المحيط الأسترالي.
*مرت أعوام على رحيله ومازالت ذكراه العطرة باقية في قلوبنا ولا تمر مناسبة عامة ولا خاصة وإلا تذكرناه كأنه مازال بيننا، نسأل الرحمن الرحيم اللطيف بعباده ان يتقبله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويجعل البركة في أسرته وذريته.
*إنا لله وإنا إليه راجعون

 

آراء