في ذكرى فارس الحوبة الشهيد صلاح جادات

 


 

 

في يوليو من العام 2017م ترجل الفارس المغوار الوطني الغيور الشهيد الأخ (صلاح جادات) عن صهوة جواده بعد مسيرة حافلة بتعرية حُكم العصابة الاسلاموية ومقارعته لكل أذنابها في مواقع التواصل المختلفة، كان هميمها في خدمة قضية الوطن كان شجاعا غير هياب في معاركه مع أفراد العصابة الحجة بالحجة وكان دائما هو المنتصر عليهم متمسكا دائما بالمنطقة والموضعية فيما يطرحه، وفيما يرد به عليهم من أكاذيب وتلفيق شهدنا عليها جميعا، إن علامة صدقه وإخلاصه لوطنه ونجاحه في تعرية فضائح العصابة الحاكمة قالوا باغتياله بشكل مفضوح بمدينة (جوبا) التي جاء إليها في مهمة إنسانية ودعوية تبع إحدى المنظمات الخيرية الخليجية.
إن خبر رحيله المؤلم شق علينا جميعا في تلك اللحظة المفصلية من تاريخ وطننا العزيز، الشهيد صلاح جادات كان من ضمن الذين يحركون العمل الوطني ويدفعونه للأمام حتى يرتاح شعبنا العزيز من حُكم النازيون الجدد الذين رفعوا رايات الاسلام وهم الذين ضربوا قيمه في مقتل كما قال أحد دهاقنتهم بأنهم "أضروا بالاسلام ضررا شديدا"، ومن خلال العلاقة العامة بالعمل الوطني في العقدين الأخرين شهدنا على الاخ الشهيد صلاح جادات بالاخلاص في عمله ومثابرته وفي فترة من الفترات كان يتصل بنا من اريتريا التي زارها في فترة من الفترات أثناء المفاوضات بين الفرقاء السودانيين.
الشهيد جادات أفنى سنين طويلة لتحقيق هدفه المتمثل في ازاحة العصابة من الحُكم في السودان، أبدا لم يعمل من أجل نفسه وزيادة مدخراته المالية برغم انه في حاجة لذلك مثل كل سوداني اغترب من وطنه، إن الطريقة التي تمت بها تصفيته في (جوبا) يوما ما بإذن الله ستكتشف للجميع وبتفاصيلها الدقيقة.


كتبت الأخت (أم اسرار) في ثراء شقيقها الشهيد صلاح قائلة:

كان لي اخين احدهما توفي فجاة كان من أحن أهل الأرض علي، حامل همي وشايل حزني ومادي لي أيادي بيضاء، شلت حزن الدنيا كلو فوق كتفي لانو مات في يدي قلت تاني مافي فرح وسعادة ولا أكل ولا شرب ولا حياة بعده حسيت بحزن ما أظن حساه احد علي عزيز مثلي، الدنيا مسخت لي، الحمد لله الإنسان سمي إنسان كان ما نسي يتناسا، واصلت حياتي وفجاة أيضا رحلت أمي خلفت ورائها حزن الدنيا، وتركت فراغ كبير وواصلت حياتي بعدها بقليل رحل أبي رحمه الله تعالى وامي بي رحمتو الواسعة.

فتح أخي صدره وضم كل أحزاني واحتوي معاناتي وأخذ بيدي وسلك بي دروب الحق والمحنة والمودة والرحمة والنصيحة والمواساة والشورة علمني كيف أحب وطني وكيف ادافع عنه، وعن كل مبدأ اعتنقه علمني كيف أمد يدي وامسح بها اوجاعا وهموما علمني أن اساعد بقدر ما عندي ولوبالقليل وأن لا آثر نفسي علي الآخرين.
علمني إن اقول كلمة الحق ولا اخاف احدا، وأن ادافع عن كل مظلوم، وإن لا اترك حقي أبدا علمني كيف أربي أجيال باخلاص وتضحية، علمني كيف أغض بصري واحمي نفسي، علمني عفة اليد واللسان، علمني القناعة، علمني طهارة الدنيا كلها، علمني كيف اصبر واستر واتحمل، وكيف احافظ علي كل حاجاتي داخلي، علمني كل هذا وهو بعيد في غربة فرضت عليه وعلينا، كان يتابعني يوم بيوم يحتويني يحميني يعينني يعلمني أعظم مبدأ في حب بلدي.
فجاة تتوقف بي الحياة باغتياله غدرا بأيدي حكومة الكيزان الحمد لله على كل حال. سحب البساط... مليانة حزن لمن... هل تستمر حياتي من دون معلمي حقيقة فقدت طعم كل شيء كل يوم كسابقه، نصرت وما زلت انصر قضيته وقضيتي هذا يشعرني ببعض الراحة، اخي واخي وأمي وأبي اتمنى ان يكون الملتقي عند جنات الخلد في الفردوس الأعلى يا رب العالمين اللهم نصرك وفرجك.

في منتدى (سودانيزأونلاين)
قال الاخ عبدالله الشقليني في وداع الكريم صلاح جادات، لا نعرف السر الذي يكمن في الرحيل -الموت نقاي- اختار من الصفوة الذين جمّلوا بالقلم معاني التوثيق في زمن كان أهلنا الطيبين في مواضي أيامهم ، لا يهتمون بالكتابة أو التوثيق، جاد العصر بأمثال فقيد الوطن كان موثقاً ومُتابعاً لهموم أبناء وبنات الشعوب السودانية، رحلت و خلفت تركة ثقيلة على المدونين والمدونات في عصرنا الذي راهن أعداء الشعب بالصمت، فجاءت صرخة القلم في حدها السَّيف يفعل فعله .
نم عزيزاً حيث أنت، فقد وفيت وكفيت وللراية من يحملها أو تحملها عزيز وعزيزة على النفس لتُصادم بها من أجل الحق والعدالة، لن نسى أياماً مضت كنتُ بيننا منارة إبداع، لم نستطع مُجاراة اللهب الساطع من قلب رؤوم مُحب لوطنه ولأبناء وبنات شعبنا .

كتب أبو الطيب المتنبي :
أمّا الفِراقُ فإنّهُ ما أعْهَدُ ... هُوَ تَوْأمي لوْ أنّ بَيْناً يُولَدُ
ولَقَد عَلِمْنا أنّنا سَنُطيعُهُ ... لمّا عَلِمْنَا أنّنَا لا نَخْلُدُ
مَن خَصّ بالذّمّ الفراقَ فإنّني ... مَن لا يرَى في الدهر شيئاً يُحمَدُ
**
وكتب الاخ عبداللطيف خليل محمد على:
كشهيد
و مناضل
و ثوري
كان يشعل شمعة في كل قضية من قضايا شعبنا ..
فلنوقد له ألف شمعة
تكريما لنضالاته ..
و تخليدا لروحه الطاهرة ..
كان الراحل العزبز صلاح جادات أحد أعمدة هذا المنتدى وكان لمساهماته الدؤوبة اثر عظيم تفرح المناضلين وتغيظ العدا، كان أحد المناوئين لحكومة الانقاذ المصادمين لها في ثبات فياله من فقد عظيم..


عزاءنا لاخوانه الطيب وخراساني ومحمد وعموم آل الامين، وأل جادات وآل ضبعة وال الحاج جابر وعموم الجوير ولكل أهله في مناطق شندي وأحبابه عبر العالم الذين ارتبط بهم الشهيد في نضاله الوطني ضد عصابة (الانقاذ)، ثم العزاء لكل الشعب السوداني الذي نضال من أجله الشهيد صلاح جادات.
في هذه الأثناء ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل كل شهدائنا الأبرار الأماجد الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل أن ننعم جميعا بالحرية والسلام والعدالة.
إن ذكرى الاخ الشهيد صلاح جادات تجدد فينا الروح والعزيمة على تحقيق الهدف مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن وقد مر من أمامنا أرتال من الشهداء.

khssen@gmail.com
////////////////////////

 

آراء