في ذكري رحيل فاطمة السمحة

 


 

صلاح الباشا
13 August, 2023

 

تمر علينا اليوم الذكري السادسة لرحيل الاستاذة السيدة الجليلة فاطمة احمد ابراهيم والتي توفيت بلندن في مثل هذا اليوم ١٢ اغسطس ٢٠١٧م وتم دفن جثمانها الطاهر بام درمان حيث شيعها الاف السودانيين من الرجال والنساء والشباب من منزل والديها المتواضع بحي الامراء بام درمان الي مثواها الاخير.
وها انذا اعيد نشر المقال الذي نشرناه في الوسايط في ذلك الزمان .. كما تفضل صديقنا الاستاذ الهندي عز الدين بنشره في اخيرة المجهر السياسي واسعة الانتشار وفي موقع عموده اليومي المعروف ( شهادتي لله ) ولم يزد عليه شيئا .. ووقتذاك استغرب الناس كيف يحتفي الاخ الهندي بالحديث عن فاطمة احمد ابراهيم وهو المحسوب علي تيار الانقاذ برغم عدم انتمائه للمؤتمر الوطني .
فقد كتبنا في ذلك الزمان :

ورحلت فاطمة السمحة بعد ان ادت رسالتها كاملة غير منقوصة
***
لكل انسان رسالة … ولكن رسالة من يضعهم القدر لخدمة قضايا المجتمع تكون رسالة عالية المقام .. خاصة في عالمنا الثالث حيث تقف ظروفه المعقدة حائلا دون تحقيق واكمال تلك الرسالة .
وحين نعي الناعي خبر رحيل فاطمة السمحة فان شريطا طويلا من نضالاتها المتواصلة قد جال بخاطري .. خاصة وان فاطمة السمحة كانت تمثل جيلا كاملا من حاملات وحاملي الهم النضالي الذي ظل ينحاز علي الدوام الي جانب الطبقات الكادحة من جماهير شعبنا والذي ظل يقدر هذا الموقف الجميل والنبيل وتلك الادوار الباذخة التي قامت بها فاطمة السمحة.
وحتي عند رحيل زوجها ( اب احمد ) المناضل التاريخي والمتجرد والراقي في نفس الوقت الشفيع احمد الشيخ في ابشع قرارات الاعدام المتعجلة.. ظلت زوجته فاطمة تسير في ذات خطه وهو خطها ايضا من اجل استعادة الحريات التي يعشقها شعبنا تماما .
ولعلها من محاسن الصدف ان تتبوأ فاطمة السمحة قبل اكثر من نصف قرن من الزمان مقعد نائبة رئيس الاتحاد النسائي العالمي وفي ذات الزمان يتبوأ زوجها ورفيق نضالها المرحوم الشفيع احمد الشيخ مقعد نائب رئيس اتحاد العمال العالمي… وهذا اعتراف من المؤسستين بان في عالمنا الثالث هناك من يضعون بصمات قوية الملامح والاثر في مسيرة الانسانية ويكون هذا الشرف فد تم منحه لاثنين من دولة فقيرة كالسودان وغنية في نفس الوقت بمواردها الضخمة التي لابد من ان يستثمرها الجيل القادم في الزمان القادم.
رحم الله النبيلة فاطمة احمد ابراهيم والتي اعطت ولم تستبق شيئا … فقد كانت واحدة من مناضالات بلادي والتي لم تلن لها قناة ولم تنكسر مثل انكسارات العديد من الرجال البلهاء.

** صلاح الباشا
الخرطوم

bashco1950@gmail.com

 

آراء