في شهرها الخامس ضرورة وقف الحرب

 


 

 

1
بعد أن اخرجت اثقالها من دمار وخراب ،دخلت الحرب في السودان شهرها الخامس دون حسم لها من أحد الطرفين المتصارعين على السلطة والثروة بدعم محاور اقليمية ودولية ،واصبح واجبا وقف الحرب ، ووضع حد لجرائمها ، فقد ارتفع عدد القتلي أكثر من 3900 شخص ، و وأكثر من4 ملايين نازح حسب الأمم المتحدة ، وتضرر المدنيين جراء القصف الجوي للآحياء السكنية، والنقص في الغذاء والدواء والوقود وانقطاع خدمات الماء والكهرباء لفترات طويلة، ونقص الدواء والعلاج ، واحتلال الجنجويد لمنازل المواطنين وعرباتهم وممتلكاتهم وارتفاع تكلفة المواصلات والسلع الضرورية، وتدمير البنيات التحتية وقصف المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والمصانع.
فضلا عن حالات العنف الجنسي والاغتصاب ،وتوقف العام الدراسي العام والجامعي، وتدهور الأوضاع المعيشية والزيادات في الأسعار، وحرق الأسواق ، وتدمير الإنتاج الزراعي حتى اصبحت البلاد مهددة بالمجاعة، فقد أشارت الأمم المتحدة الي أن السودان يواجه خطر الجوع لأكثر من 20,3 مليون شخص الذين يعانون من نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي الحاد، أي الجوع الشديد ، فضلا عن عدم فتح المسارات الآمنة لوصول الأغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل ، مع عدم صرف العاملين لمرتباتهم لمدة اربعة أشهر، وجرائم الجنجويد في الابادة الجماعية في غرب دارفور. .
اضافة لخطورة تمدد الحرب لبقية الأقاليم كما حدث في دارفور التي تكررت فيها المجازر والابادة الجماعية ، وكردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، واتخاذها طابعا عرقيا واثنيا، مما يهدد وحدة البلاد ، كما في دعوات الفلول لتسليح في الشرق ، والدعوات للقبائل لدعم الجنجويد في دارفور ، مما يهدد أمن البلدان المجاورة، مما يتطلب ضرورة وقف الحرب لا اطالة امدها، لضمان وحدة وسلامة وسيادة البلاد .
2
القضية العاجلة أمام الحركة الجماهيرية وقف الحرب ، ومحاسبة المسؤولين عنها وعدم الافلات من العقاب الذي شجع على المزيد من ارتكاب الجرائم ،وخروج الجنجويد من منازل المواطنين ، ومن الأحياء والمدن، ، ومراكز الخدمات الأساسية من مؤسسات تعليمية وعلاجية وخدمية ،واتخاذ الناس دروعا بشرية في الأحياء، مما أدي لقتلي وجرحي، كما في مطالب المتضررين بخروج الجنجويد من منازلهم ومن الأحياء السكنية ووقف قصف الجيش للمدنيين، وخروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد ، والاسراع في الترتيبات الأمنية لحل الجنجويد وجيوش الحركات والكيزان، وقيام الجيش القومي المهني الموحد ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
اضافة للجهود الاقليمية والدولية الداعية لوقف الحرب كما في منبر جدة ، الاتحاد الافريقي و"الايقاد"، التي تدعو لوقف دائم للحرب ، وتسهيل وصول المساعدات الانسانية ، والمشاركة مع اصحاب المصلحة المجنيين في عملية سياسية شاملة .الخ
3
بعد تجربة الحرب المريرة يجب الاستفادة من التجربة السابقة والتقييم الناقد لها ، فلا يمكن تكرار الأخطاء التي قادت للأزمة والحرب ، كما في حديث محمد الفكي سلمان لقناة الجزيرة الذي اشار الي" أن الدعم السريع يجب أن يكون ضمن الجيش القادم "، مما يعيد إنتاج الحرب من جديد ، فالدعم السريع بعد كل الجرائم التي ارتكبها مليشيا لا بد حلها ، مع كل مليشيات وجيوش والحركات و"الكيزان" وقيام الجيش القومي المهني الموحد.
كما لا يمكن معالجة الاوضاع بعد الحرب كما جاء في البيان الختامي للقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بعد اجتماعها في اديس ابابا 14- 15 أغسطس 2023 ، الذي لم يخرج عن عموميات لا تخاطب جذةر المشاكل ، بل يسير في نفس النهج السياسي والاقتصادي الذي قادة للأزمة وأدي لانفجار الحرب، فالمطلوب بعد تجربة الحرب مخاطبة جذور المشاكل ، والتوجه للتغيير الجذري الذي يضع حدا للحروب والانقلابات العسكرية واستدامة الديمقراطية والتنمية، ، وتعزيز السيادة والوطنية ووحدة البلاد ، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم ، ووقف نهب ثروات البلاد ، وتوجيهها لتنمية وتطوير البلاد ، والحكم المدني الديمقراطي ، وعقد المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهه في نهاية الفترة الانتقالية ، وتجاوز الحلول التي تعيد الشراكة مع العسكر والجنجويد التي تقود للحرب وعدم الاستقرار الذي عانت منه البلاد.

alsirbabo@yahoo.co.uk
//////////////////////

 

 

آراء