في طبيعة الخلاف حول التوجه الاقتصادي

 


 

معتصم أقرع
22 December, 2020

 

 

? في السجال حول التوجه الاقتصادي يتم تصوير غير دقيق للطبيعة الايديلوجية للخلاف حوله عن عمد أو سوء فهم.

? يتم ظلم الخلاف بتصويره كخصام بين معسكر اشتراكي واخر رأسمالي براغماتي.

? هذا تصوير مفارق, يفتقد الدقة ولا يمت للواقع بصلة، فهو يرسم الخلاف ضمنيا كأنه بين دعاة التعامل مع الغرب والمؤسسات المالية الدولية وهم في حربـ سياسية فكرية ضد معسكر اخر يدعو لمقاطعة هذا الغرب ومؤسساته.

? حسب علمي لا توجد أي جهة فاعلة أو لاعب أساسي في المشهد يدعو الِي اشتراكية حاليا أو يدعو لمقاطعة الغرب ومؤسساته.

? كل أطراف الحوار الجاد لا ترفض التعامل مع الغرب والمؤسسات الدولية ولكن الخلاف هو حول تفاصيل هذا التعامل وشروطه.

? تصوير أحد اطراف الخلاف وكأنه رافض للتعامل تظلمه بـتجييره كأيديولوجي, صبياني متطرف يفتقد الواقعية وبذلك تبرر توجهات الطرف الاخر وكأنها الخيار الواقعي الوحيد الراشد والمتاح.

? فمثلا تعاملت الصين وفيتنام مع البنك الدولي بشروط خدمت خططهم في اطار دولة تنموية امتلكت سياسة صناعية فعالة هي نقيض فقه النيوليبرالية الذي تم تطبيقه في افريقيا ويتم تطبيقه حاليا في السودان.

? لذلك لا يجوز استدعاء تجارب دول مثل الصين وفيتنام للتبرير لما يتم حاليا في السودان بما ان عملية التنمية في هذه البلدان قادتها الدولة التنموية, التي لم تترك كل شيء للسوق ولم يقدها القطاع الخاص.

? الخلاف السوداني الحالي يدور بين معسكر خيار رأسمالية كومبـرادورية تابعة تترك كل شيء لسوق الغرب اكبر, ولا يهمها لو الفقرا جَنُّو, ومعسكر خيار رأسمالية دولة تنموية تلعب دورا كبيرا في توجيه العملية الاقتصادية من خلال سياسة صناعية مدروسة وواسعة النطاق, في وجود قطاع خاص فعال ومنتج ومستفيد من وجود دولة قوية تلعب دورا محوريا في العملية الانتاجية والتوزيعية, ويهم هذه الدولة التنموية ضمان عدالة نسبية في توزيع الدخل و الرفاهية كما يهمها توزيع عادل لآلام الاصلاح.

معتصم أقرع

elagraa@gmail.com

 

آراء