في نشوة الأحلام الوردية لا تنسوا مآسي البيئة السودانية

 


 

 

" وزارة للبيئة يا محسنين " هذا ما ظللنا نستجدي به الحكومات كلما فكروا في تكوين حكومة جديدة..وتذهب دعواتنا ادراج الرياح...فالقوم بما ظفروا به من الغنيمة فرحون..
[والآن..وقد انفض السامر ،ورضي أصحاب الياقات والعمائم البيضاء بما قسمه الله عليهم من النعم..واطمئن أصحاب الكاب بما وعدوا به من الخيرات ،وقنع المجتمع الدولي بما نجحوا فيه من تفاهمات بين الأخوة الأعداء...بدأت مرحلة الأحلام الوردية ،والأماني العذبة ،والكل له مفهومه بحكومة الكفاءات، وأكثرهم وقد شاهدناهم عبر الفضائيات ،إستشاريين وخبراء استراتيجيين في كل شيء حتي علوم الفضاء.
[ورغم كل شيئ،نحن مع هذا الاتفاق ،علي علاته، بأمل أخذ الأنفاس والتفكير بهدؤ في حال البلد وما وصل به الحال كارثي في كل مناحي الحياة.
[وبطبيعة الحال، كل شيئ وله ثمنه عند الساسة الهواه.. فالذين وقعوا علي وثيقة الاتفاق الاطاري، وقعوا باليد...وقلوبهم وعيونهم علي المناصب القادمة،مهما ادعوا من السمو والرفعة والرقي من أجل الوطن...هكذا علمونا ساسة السودان...وسلوا قادة الحركات المسلحة فهم بالباب الخلفي ينتظرون...
[ما يعنينا من كل ذلك،أن لا ينسي هؤلاء الساسة وهم في غمرة النشوة بما وعدوا به...مشكلة السودان الكبري...وهي تردي الحالة البيئية لدرجة الصفر...وليس هذا القول من عندي...فقد جاء ترتيب السودان في مؤشر الأداء البيئي العالمي للعام 2022، في ذيل القائمة للدول ،وهذا يعني تدهور شئون البيئة في السودان بشكل كارثي خاصة في مرافقه الصحية الحيوية وفي صحة البيئة بشكل خاص لارتباطها بصحة وسلامة الإنسان.
[لقد كتبنا ،عبر هذه الصحيفة،مرات ومرات عند مشكلة البيئة في السودان وتدهورها بشكل متسارع منذ سبعينات القرن الماضي...وطرحنا الكثير من الحلول الانية والمستقبلية وابرزها انشاء وزارة مركزية للبيئة ومجالس عليا بالولايات مع تعديل اللوائح والقوانين..ولكن لا صوت لمن تنادي وكأننا من بلاد الواقواق.
[9:41 PM, 12/8/2022] +974 5557 1925: والآن، وقد لاح برق في سماء السودان،والقوم منتشون بالتوقيع علي الاتفاق الاطاري ، أتمني أن يخطر علي بالهم أهمية وجود وزارة مركزية للبيئة ، وأن تكون ضمن المشاورات التي تجري ،هذه الأيام،بشأن إدارة الدولة.
[وأبشرهم،بوجود لاعب جديد،وتجمع علمي فريد من خيرة أبناء هذا الوطن وهم ( تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين ) وهو تجمع حديث تم تكوينه مؤخرا باعتباره بيت خبرة ولديه بحوث ودراسات وخطط وبرامج ومرئيات تتناول كل مشاكل السودان وتطرح حلولا وبدائل ومقترحات لمعظم قضايا السودان ، ورؤية وطنية لما يجب أن يكون عليه حاضر ومستقبل السودان بغض النظر عن من النظام الحاكم ما دام قد جاء برضا أهل السودان.
[الشيء الثاني ،أن لهذا التجمع العلمي،دراسة ورؤية جاهزة لانشأ وزارة مركزية للبيئة بكل صلاحياتها واهدافها وخططها وبرامجها المرحلة الاسعافية لإنقاذ ووقف التدهور البيئي فضلا عن النظرة المستقبلية لتحقيق البيئة المستدامة في السودان وفقا للرؤية الوطنية للدولة و التي يعمل التجمع حاليا في اعدادها من خلال لجانه المتخصصة.
أعود وأقول، يا معشر الساسة في بلادنا الحبيبة، اسمعونا مرة واحدة.. وأقرءوا ما يكتب في الصحف ومواقع التواصل من ملاحظات وافكار ومقترحات فقد تفيدكم جدا...وتواصلوا مع العلماء والخبراء والباحثين والمستشاريين الحقيقيين ،فلهم من المشاريع والمخططات والمرئيات ما يكفي ويعينكم علي أداء المهمات علي خير مايكون ويحقق طموح هذا الشعب الصابر الأمين..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com
//////////////////

 

آراء