قالوا عنهما (القمة) فانهزما في يوم واحد وتحولا الي (القاع)

 


 

 

قالوا عنهما (القمة) فانهزما في يوم واحد وتحولا الي (القاع) _ هذه البداية ، كيف تكون النهاية ؟! حتي اللعب إيه يا مولاي إيه صرنا غير جادين فيه !!..

الرياضة ابدا لن تكون بمعزل عن الأنشطة الأخري في كافة المجالات فإن كان بلدنا الحبيب قد اخني عليه الذي اخني علي لبد في شتي المرافق وحتي أنظمة الحكم صارت إما مغيبة أو طواها النسيان في جيبه والدولة تحولت إلي قارب صيد صغير تائها في عرض المحيط ينتظر مصيره المحتوم!!..
جاءنا دينمو كييف وكنا وقتها لانسمع بكييف وجزيرة القرم إلا في دروس الجغرافيا حيث ندرس العالم الجديد والقديم وحيث كان المنهج اقوي من الفولاذ والكتب مصممة لتقاوم الزمن مع وضوح الخط وجودة الصور والرسوم الإيضاحية ووراء كل ذلك معلم يجيد توصيل المادة بالتمثيل وقوة الصوت والشخصية وفوق ذلك حب المهنة والتفاني فيها لدرجة الهيام!!..
تصوروا أن المرحلة الأولية كان بها دوري في كرة القدم محلي وخارجي ودليلي علي ذلك أن اللاعب شواطين لاعب الهلال المعروف رأيناه في فريق مدرسة الحصاحيصا الأولية يلاعب فريق مدرسة المسلمية الأولية مطعماً بلاعبين من المدرسة الوسطي الأكثر خبرة والأكبر حجما وقد فعل شواطين النحيل الافاعيل بهم وحولهم الي بهلوانات ونال نجومية المباراة ودار الزمان دورته ورأيناه من أعمدة الهلال العاصمي وقد صح فيه القول إنه كان هلالا في صغره وصار بدرا كاملا في شبابه مع فرقة الهلال العاصمي !!..
وفي الوسطي كانت دوريات لكرة القدم والسلة والكرة الطائرة والعاب القوي وكذلك في الثانوي والجامعات وبرز طلاب في شتي ضروب الرياضة وولجوا الأندية المهمة وكانوا عند حسن الظن !!..
وصقلت الدورة المدرسية الكثير من الطلاب في الرياضة والمسرح والآداب والفنون وحتي في السياسة!!..
وجاء زمن الكيزان الذين اعتبروا الرياضة رجس من عمل الشيطان وسلموا إدارات الأندية الكبرى للمحاسيب ومعهم تصحرت الميادين وبدأت كرة القدم تضمحل وقبلها اختفت مناشط رياضية كنا فيها من المتفوقين عربياً وأفريقيا وعالميا مثل الملاكمة والسباقات الطويلة واختراق الضاحية والتنس والسباحة والشطرنج !!..
والمؤلم أنه بعد أن تفرقت كرة القدم أيدي سبأ نري الأندية تستجلب لاعبين محترفين من الخارج يتقاضون من المال الكثير وبالعملة الصعبة والحال ياهو الحال والهزايم كأنها قدر مسلط علينا تلاحقنا حيثما حللنا ودائما تكون هزيمة فرقنا في الدقائق الأخيرة وهذا يدل علي السهيان وعدم المسؤولية والاستهتار وقلة الوطنية والعبث واللامبالاة!!..
هذا الوضع المتدحرج رياضيا نحو أسفل سافلين لامخرج منه ولا نجاة إلا بعودة الرياضة بكافة أشكالها الي المدارس من مرحلة الأساس وحتي الجامعة وان يكون هنالك اشراف رياضي قوي خاصة بالثانويات والجامعات وان يعود المعهد العالي للتربية الرياضية كما كان !!..
نريد لانديتنا الرياضية الكبري أن تتم تغذيتها من أبناء الوطن الذين اهلتهم مدارسهم وجامعاتهم فنياً واكاديميا وأخلاقيا وربتهم علي عشق تراب الوطن والمسؤولية والنزاهة !!..
أما عدم الصرف على الرياضة وهذه الهياكل الديكورية للشباب والرياضة والثقافة والآداب والفنون فلا نفع من ورائها لأن من يديرونها هم من الفاقد التربوي وحتي الوزراء بها غير مؤهلين ويتم اختيارهم من أحزاب الفكة التي تنال من الفتات ومن الكعكة!!..
لقد تمتعنا بما فيه الكفاية من مونديال قطر ولا نحتاج لكرتنا الساذجة ولاعبينا الكحيانين محليين ومستوردين والاحسن والأجدر أن تعلن حالة الطوارئ الرياضية ويتم تسريح كل العاملين في الحقل الرياضي ونبدأ من الروضة بكل الأنشطة الرياضية من غير إستثناء الحديثة والتقليدية ونعيد بناء المنظومة الرياضية بالعلم والمعرفة والثقافة والجدية اللازمة وكفانا المهازل ونضع نصب أعيننا أن نكون مثل الأسد المنازل !!..
أن أي نتائج يأتي بها الهلال أو المريخ وهما القمة المزعومة ومهما كانت مؤلمة فلن تهز فينا شعرة لأن جرحنا الرياضي الذي مات اكيد أنه لن يكون مؤلماً وهذا هو العزاء وهذه المواساة!!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
////////////////////////

 

آراء