الإخونجية هم الإخونجية..! في مصر أو تونس أو قطر أو ليبيا أو تركيا، ذات الأساليب، ذات التآمر على الوطن وذات التمكين ونفس الأساليب والوسائل، وذات التنكر للوعود والعهود والتشابه في التمكين عبر ضرب النسيج الأهلي وخلخلة ترابط المجتمع وبث الفتنة، ثم إنهم لا يتهيبون من تخريب الوطن وضعضعة قواعد الدولة لتحقيق مصالحهم الحزبية الفئوية واعتبار الآخرين في الوطن أعداء مهدري الدم، أملاكهم وأموالهم غنيمة… كما أن جميع الإخونجية أشباه (الى درجة التطابق) في استخدام الوسائل الدنيئة من أجل الوصول لأغراض وأهداف (أكثر دناءة) ولكنهم يصورونها تمويها بشعارات دينية كاذبة مثل (الإسلام هو الحل) و(هي لله) .. وأنهم يريدون أسلمة المجتمع وتحكيم الشريعة وتزكية المجتمع (على طريقة القصر العشوائي وسرقة الكهرباء من الجامع والواعظ السندسي صاحب البرمودة والتي شيرت الوردي ودكتور البايلوجي الذي ذهب الى إيران ليستورد أدوات التعذيب)، كما أنهم يتخذون التلاعب بالدين معبرا لرفض تداول السلطة.. والأدهى من ذلك أنهم لا يتورعون عن سفك الدماء وسرقة المال العام واستباحة موارد الدولة ومواردها.. وطبعا الإنقاذ كانت (الأكثر فجورا) من أشباهها في البلاد الأخرى… كل هذا معلوم.. ولكن ما هي المناسبة لذكر ما هو معلوم..؟!
المناسبة هي الذكرى السنوية لهبة مصر التي يعرفونها باسم ثورة 25 يناير؛ وهناك رؤى متعارضة في رؤية المصريين لأحداث هذه الثورة ومقارنتها بهبتهم الأخرى في 30 يونيو أو موجتهم الشعبية الثانية بعد استيلاء الإخوان على الحكم.. وهذا شأن خاص بالمصريين في تقييم أحوال بلادهم.. لكن الملفت في الأمر التطابق المذهل بين موقف الإخونجية خلال ثورة 25 يناير وموقف الإخونجية السودانيين قبل وبعد ثورة ديسمبر الباسلة التي أذهلت العالم وأصابتهم بخلعة لم يشفوا منها حتى الآن..!
والاختلاف أن إخونحية الإنقاذ كانوا يحكمون السودان عندما اشتعلت الثورة.. فأرادوا أن يقولوا إنهم مع الثوار في ثورتهم ضد النظام (الإنقاذ ضد الإنقاذ) وكذلك كان إخوان مصر يعملون على إجهاض الثورة ضد نظام حسني مبارك ويعملون سرا على بقائه لتشككهم في نجاح الثورة..! ثم حاولوا سرقتها بعد نجاحها.. وعندما اتفقوا ظاهريا مع القوى السياسية وقالوا إنهم لن يترشحوا لرئاسة الجمهورية نقضوا العهد وجاءوا بمرسي ثم شرعوا في التمكين ثم صنعوا كما فعلت الإنقاذ مليشيات تابعة لهم بأسماء مختلفة لاستخدامها عند الحاجة مثل السلفية الجهادية والتكفير والهجرة وكتائب سيناء … الخ وهو نفس الشيء الذي فعله إخوان السودان. ..!
كل هذا تتحدث عنه هذه الأيام في القاهرة مراكز الدراسات والصحف والمحللون السياسيون.. وقد تكشفت صنائع الإخونجية المصريين الحالية والسابقة وحتى استغلالهم للضوائق المعيشية واستخدام سلاح الشائعات.. تكشف ذلك بعد اعتقال محمود عزت القائم بأعمال المرشد واستجوابه والوقوف على معلومات الوثائق التي وجدوها بحوزته َباعتبار أنه المحرك الحقيقي لمؤامرات الإخونجية وصلة الوصل مع التنظيم العالمي للإخوان الذي لا نستبعد أياديه الخفية في التآمر على ثَورة السودان.. ولكن ثورة السودان محروسة بإرادة شباب المقاومة وَمن يريد أن يجرب المجرب ويغمز قناتهم فأمامه زرائب الحطب و(سوق الديم) … وحلايب سودانية..!
murtadamore@gmail.com