قراءة لخطاب البرهان

 


 

محمد بدوي
6 July, 2022

 

لا أود مناقشة فقرات الخطاب بقدر التركيز على المحتوى السياسي وعلاقته بما روج له الخطاب من رغبة لإحداث اختراق سياسي وفقا لحرفية بنوده مقترح:
أولاً: في تقديري أن الخطاب جاء فى سياق سياسي يمثل خطوة في السباق بين البرهان وحميدتي، فأمس الأول غاب البرهان عن احتفال تخريج الدفعة الأولى من قوة حماية المدنيين بالفاشر من قوى سلام السودان 2020 ( إتفاق جوبا) رغم الإعلان المسبق عن حضوره، بالمقابل حضر حميدتي إلى جانب قادة إتفاق جوبا بالسيادي و حاكم الإقليم مني مناوي، هذا إلى جانب غياب آخر للمدنيين من أعضاء المجلس السيادي الذين تم ضمهم بعد إنقلاب 25 اكتوبر 2021، لابد من الإشارة إلى أن قوة حماية المدنيين تجد اهتماما من بعثة دعم الفترة الإنتقالية.
ثانيا: من حيث التوقيت جاء الخطاب عقب لقاء السيد/ فولكر بيترس رئيس البعثة الأممية بحميدتى بمدينة الجنينة فى الثاني من يوليو 2022،حيث ترجح بعض المصادر تلبية السيد/ فولكر للزيارة بدعوة من حميدتي بغرض اطلاعه على جهود المصالحات التى قام بها لإنهاء التراجع الأمني فى غرب دارفور التى ظلت مستمرة خلال الفترة الإنتقالية، وهذه الفقرة تجد ترابطها مع الفقرة الأولى فى كونها تسعى للترويج لتنفيذ إتفاق جوبا و علاقة ذلك بأهميتها لدى المجتمع الدولي .
ثالثا: جاء الخطاب خاليا من أية أشاره للمحاسبة، فى ظل اتساع العنف الموجه والمفرط، ولا سيما أن إحصائيات لجنة الأطباء أشارت لتجاوز عدد المصابين فى مليونية 30 يونيو2022 ما شهده الواقع خلال فتراته السابقة، فضلا عن أن المحاسبة ظلت مطلب جوهري للشارع و للقوى السياسية التي رفضت الإنخراط فى التفاوض بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير.
رابعا : جاء الخطاب يحمل صيغة إنحازت إلى كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة وليس رئيس المجلس السيادي حيث خلى من أية إشارة لنائبه قائد الدعم السريع، و لقوى إتفاق جوبا أو ،بما يعزز أنه خطاب يمثل طرفا واحدا بعيدا عن التعبير عن الشمول لسلطة إنقلاب 25 أكتوبر 2021.
خامسا: لم يحمل الخطاب اية إشارات للقضايا الرئيسية المرتبطة بأسباب إنقلاب 25 اكتوبر2021 مثل الوضع الإقتصادي المرتبط بالقوات المسلحة أو الدعم السريع و علاقتها بولاية وزارة المالية على الإقتصاد، إضافة إلى الجيش الوطني و غيرها، فهي القضايا التى تمثل رؤية للمخرج الذى يقود إليه الخطاب.
سادسا: غاب عن الخطاب مسألة مهمة مرتبطة بسياق منهجية تجسير الثقة و هي الجزئية التى تشكل أو تعكس الجزء العملي المعزز لجدية الطرح على سبيل المثال قرار بإعادة لجنة التمكين، أو التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بشكل زمني محدد.
أخيرا: فى تقديري أن الخطاب مثل النص الموازي لما يقوم به حميدتي فى غرب دارفور و كلاهما يحاول أن يثبت للمجتمع الدولى بانه جاد في مسألة الإستقرار السياسي ، أو بتعبير أخر الخطاب مثل رد البرهان على زيارة فولكر ولقاءه بحميدتي في الجنينة .

badawi0050@gmail.com

 

آراء