قراءة محايدة للمؤتمر السادس للشيوعي السوداني
noradin@msn.com
كلام الناس
*إستطاع الحزب الشيوعي السوداني الحفاظ على حيوته الفكرية وسط ظروف سياسية وأمنية صعبة خاصة بعد فشل المحاولة الإنقلابية التي قام بها بعض الضباط المحسوبين عليه في ١٩ يوليو١٩٧١م والهجمة المرتدة العنيفة التي أعقبت ذلك‘ وراح ضحيتها كوكبة من قادته على رأسهم سكرتير الحزب انذاك عبدالخالق محجوب ورئيس إتحاد عمال السودان الشفيع أحمد الشيخ والقيادي الجنوبسوداني جوزيف قرنق.
* نقول هذا بمناسبة إنعقاد المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني بقاعة الصداقة بالخرطوم في اليومين الماضيين وسط أجواء توتر سبقت إنعقاده بسبب قرار بفصل عدد من رموز الحزب في مقدمتهم القيادي الناشط سياسياً وإعلامياًالدكتور الشفيع خضر.
*جرت محاولات مقدرة داخل الحزب وخارجه لطي هذا الملف‘ لكن للأسف إنعقد المؤتمر دون مراجعة للقرار الأمر الذي أثر سلباً على أجواء المؤتمر الذي مهما كان الرأي حوله مقارنة بالمؤتمر الخامس يعتبر خطوة متقدمة في العمل السياسي الحزبي الديمقراطي.
*لابد أن نذكر هنا أن الحزب الشيوعي السوداني ظل حزباً سودانياً خالصاً تميز بمواقفه المقدرة والملموسة تجاه الدين والديمقراطية رغم تمسكه بإسمه وبالمرتكزات الأساسية للماركسية اللينينية‘ وإن تأثر ببعض الأدواء السياسية التي طالته أيضا.
*مرة اخرى نقول إن مجرد إنعقاد المؤتمر العام للحزب يعد خطوة متقدمة‘ كما أن إعلانه عن مواقفه السياسية تجاه متغيرات الساحة الداخلية يحسب لصالحه‘ لأن السودان بحاجة ماسة لمثل هذا الوضوح عند التعاطي مع الأحداث والمواقف لمجابهة التحديات الماثلة والكامنة.
*لأول مرة - حسب علمي - يعلن الحزب الشيوعي السوداني أسماء أعضاء اللجنة المركزية المنتخبة حسب الأصوات التي حصلوا عليها‘ حيث حصل القيادي الناشط صديق يوسف على أعلى الاصوات فيماجاء ترتيب سكرتير الحزب - قبل المؤتمر - محمد مختار الخطيب رقم ١٥‘ وشملت العضوية حوالي ٢٥٪ من اللجنة المركزية‘ ومن المثقفين والكتاب كمال الجزولي وفيصل الباقر وحسن الجزولي.
* شارك حزب الأمة القومي عبر الأمينة العامة للحزب سارة نقدالله بتحية للمؤتمر العام‘ أكدت فيها أن حزب الأمة تمتد جذوره التاريخية لعطاء وطني تقدمي اشتراكي إسلامي‘ وأنه يرى أن الوحدة الوطنية ضرورة لاعتماد الميثاق الوطني والسياسات البديلة والطريق لتطبيقها.
* تحية مستحقة للحزب الشيوعي السوداني - الفات الكبار والقدرو - بعقد هذا المؤتمر العام‘ خاصة الحزب الاتحادي الديمقراطي "الذي لايكاد يبين" في دوامة الحراك السياسي المرتبك.
* إننا لم نفقد الأمل في المزيد من الحراك الديمقراطي داخل الحزب الشيوعي السوداني وكل الأحزاب السودانية إستعداداً لمرحلة الإنتقال من دولة الحزب إلى رحاب دولة المواطنة والسلام والديمقراطية والعدل والحياة الحرة الكريمة لكل المواطنين.