قصة الصمود والأمل المتجدد

 


 

 


كلام الناس

رغم طول الرواية المؤلفة من أربعة فصول إلا أنها تشد القارئ حتى ينتهي من قراءتها، لا يمكن تصنيفها بانها رواية عاطفية رغم قصة الحب التي تمددت في كل فصولها بين طارق الذي فقد ساقه إثر انفجار لغم وليلي التي تزوجت من رشيد بعد أن أخبروها بأن طارق قد استشهد في أفغانستان.

كما عودتكم لن أحكي لكم تفاصيل الرواية المحشودة بالمشاهد التي تحكي جانباً من ملحمة أفغانستان في مواجهة الغزو الروسي وليس إنتهاء بسيطرة "طالبان" على الحياة المجتمعية ومعاناة النساء من السلطة الذكورية الممزوجة بالجهل.
أتوقف قليلاً عند قصة الحب التي ربطت بين وطارق وليلى التي تزوجت رشيد مجبرة وهو متزوج من مريم وكان يعاملهما بقسوة خاصة مريم .. حاولتا الهرب منه لكنهما فشلتا نتيجة لخيانة من أعطيتاه ثمن التذاكر ليصحبهما لكنه وشى بهما وأعيدا لزوجهما الذي زاد من قسوته عليهما.
شيئاً فشيئاً تحولتا ليلى ومريم إلى صديقتين في مواجهة قسوة الزوج الذي لم يرحمهما فاضطرت مريم لقتله عقب رؤيتها وهو يكاد يقتل ليلى بعد إكتشافه أنها حبلت من طارق، بعد، وساعدت مريم ليلي على الهرب ومعها طفليها كي لاتتهم بقتل زوجهما.
ليلى تصحب إبنتها عزيزة من طارق وإبنها زلماي من رشيد وهناك تلتقي بطارق بعد أن علمت أنه لم يمت وتزوجها، لكنها تطلب من طارق العودة إلى كابل وطنها الذي إفتقدته وعبرت عن رغبيتها في العودة للمشاركة الإيجابية في إعادة تعمير ما خلفته الحروب والنزاعات.
مريم دخلت السجن لكنها ظلت حية في دواخل ليلى وفور وصولها إلى كابل ذهبت للسؤال عنها لكنها كانت قد إنتقلت إلى رحاب الرحمن الرحيم، إلا انها حصلت على ذكرى منها أعطاها لها إبن الملا فيض الله.
تناست ليلى كل الامها الخاصة ووهبت نفسها بعد أن قررت الا تترك الحقد يعيق تطلعاتها وشرعت عملياً في تنفيذ مشروع إعمار ما تستطيع إعماره بمساندة ودعم زوجها طارق.
الرواية لا تنتهي عند هذا الحد بل حملت في طياتها مشروع خالد حسيني بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لبناء 71 منزلاً لإيواء اللاجئين الذين عادوا من شتات الملاجئ والمنافي، إضافة لبناء منازل أخرى لاستيعاب المزيد من الأسر المشردة.
هذه الرواية كما قال عنها مؤلفها خالد حسيني عزيزه على قلبه لانها رواية قائمة على الحب وعن تعبيره الصادق لأفغانستان لما تتحلى به من قدر كبير من الشجاعة والصبر والصمود.
رواية " ألف شمس ساطعة" إنجاز ادبي تعبر عن الزمن الصعب في أفغانستان وعن الصداقة التي تنشأ بعد خصومة وعن الحب الذي يصمد أمام الرياح العاتية وعن الامل المتجدد في الإنعتاق والتحرر من مخلفات الظلم والظلام الفكري والجهل والقهر المقيت.

 

آراء