قصة جميلة مؤثرة “أيام الزمن الجميل” قم للمعلم

 


 

 

عزيزي القارئ الكريم رحم الله والدينا ومعلمينا وكل من علمنا حرفاً أو درساً أو نصحاً أثناء مسيرتنا سنين عددا ونحن نتسلق ذلك السلم التعليمي الجليل الذي كان حراً وسهلاً لكن ممتنعاً من العبث والشطط، لا ولن ننساه ونحن على الدوام نجتر ذكريات أيامه الجميلة وأساتذتنا الكرام. لماذا ؟ لأن الوطن السودان فى كل ربوعه كان جميلاً فى كل شيء يخطر على بالك وإن قلت الإمكانيات فقد تخطى المواطنون تلك الظروف بحكم وعيهم لقضية هموم الوطن وأهمها التعليم وانضباط العمل والإدارة المدنية والاقتصادية فكان الصدق والأمانة وحسن السير والسلوك والعفة هي سنة الحياة العملية والإجتماعية.هكذا كان زمن السودان الماضي زمن طفولتنا وشقاوتنا الأولى زمناً جميلاً نتذكره ونحن إليه ونحن إلى ايام مدارسنا بمراحلها المختلفة ونحن إلي قرانا وبوادينا ومدن عشناها،  وللأسف نحن اليوم نعاني من نفسيات ضغوط صعبة متعددة أشكالها وألوانها نتيجة قساوة زمن عبوس هزلت فيه فى وطننا كل مقاييس "إنسان الكمال" المرجوة تحقيقاً بمحتواها العريض الشامل ،  فوجدنا اليوم أن وطننا قد صار  فى مرتبة " الطيش" فى منافسة إمتحانات مدرسة عالمية تتنافس فيها الأمم علمياً و إقتصادياً وصناعياً والسبب أننا  فشلنا فى تطبيق ديموقراطية الحكم ومكارم الأخلاق والسلوك والصدق والأمانة فى الحياة اليومية لتنظيم أمن وسير الحياة السليم وإن تشعبت الطرق أو اختلفت .  بدون ذلك لا يقف إقتصاد بلد على رجليه ولا تتحقق رفاهية مجتمع تحت حكم بندقية أو تخطيط أدمغة شاخت بحكم بلوغها الثمانين من العمر ، لذلك تدمر إقتصادنا وتدمرت كل البنيات التحتية رغم شيخوختها فقد كانت تستر منظر حال البلد

بعد هذه المقدمة  دعوة لك عزيزي القارئ لمشاهدة الفيديو المرفق ولمطالعة مشاركة رد فعل الأخ السيد طبيب الأطفال أحمد علي سالم ، زميلي وصديق ايام جميلة جمعتنا زملاء هذه المهنة الشريفة أطباء مبتدئين فى إمارة رأس الخيمة بالإمارات العربية المتحدة.  بعد ذلك اترك لك الإنفراد برهة من الزمن فى ركن هاديء وفكر واسأل نفسك " مشكلتنا شنو ؟ والحل شنو؟؟"

الجواب عندي: نعلم أبناءنا ونعلم أنفسنا ونستمر فى التعلم، نطور قدراتنا، ونترك كل نوع من الخبز لخبازه ليقوم بواجبه. الجهل مصيبة .

العلم يرفع بيتاً لا عماد له

والجهل يهدم بيت العز والكرم

ورحم الله أحمد شوقي القائل فى روعته:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

يا رب تعلمنا علماً نافعاً وتقي السودان من الجهلاء والسفهاء منا.

مداخلة دكتور أحمد علي سالم:

"صباحك ورد اخي وصديقي دكتور عبد المنعم

قصة رائعة ولامست شغاف القلب وهي قد تكون مجرد قصة من آلاف مثلها في السودان الذي كان حين كان المعلم هو الاب والقدوة والمربي عفيف اليد واللسان.

تحضرني في هذه المناسبة حكاية عمي المرحوم الاستاذ محجوب سالم الذي كان ناظرًا في المرحلة الأولية وتتلمذت على يديه في مدرسة الكوة الاولية.

في تلك الأيام كان الناس يستعينون بابناء الجنوب في المساعدة في خدمة المنزل من نظافة وغسيل وكوي باجر شهري مع توفير المسكن والملبس والأكل كان لعمي احد هؤلاء الصبية  .

يحكي المرحوم عمي انه لاحظ ذكاء الصبي فامده بالكتب وما يلزم من شرح لبعض الدروس وسمح له بحضور الحصص حينما يفرغ من عمله.

مرت الايام ونقل عمي الى شرق السودان موجهًا تربويًا وفي احدى جولاته لا اذكر هل خزان الرصيرص ام خزان سنار لاحظ شابًا انيقا مهندما ينادي عليه يا استاذ  يا استاذ

قال سلم علي بحرارة وقال له يبدو انك لم تتذكرني وعرفه بنفسه بانه بفضل الله ثم بدعمك ومساندتك لي انا الان المهندس المسؤول في الخزان.

سبحان الله هكذا كان أساتذتنا.

وانا واثق ان هنالك الكثير من هذه النماذج المشرفة

نسال الله ان يرد للسودان  غربته وعافيته ويزيل عنا إبتلاء اخوان الشيطان الذين باسم الدين وهو منهم براء دمروا الضرع والزرع والأخلاق

حسبنا الله ونعم الوكيل

تحياتي"

عزيزي د. أحمد: شكراً لك،التحيات للأخ الصديق البروفيسور عبدالرؤوف احمد شرفي، أوافقك يا دكتور احمد ، رحم الله الوطن الحبيب والله المستعان على رد كل مكروه ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

لمشاهدة القصة ارجو الضغط على الرابط أدناه:

https://www.youtube.com/watch?v=orpxKv8AEDA

 

 

آراء