قلدوا صاح يا توم هجو

 


 

كمال الهدي
18 October, 2021

 

تأمُلات
. أكاد لا أصدق أن الشخص الذي علا هتافه بالأمس مُخاطباً جوعى وبسطاء مسيرة (الطحنية) هو ذات التوم هجو الذي التقيته أول مرة إبان رئاستهما هو وشقيقي الدكتور علي لفرع الحزب الاتحادي بأمريكا.

. ففي ذلك اليوم وجدت أمامي رجلاً يرتدي جلباباً ناصع البياض ويعتمر عمامة وملفحة تنبئانك بأنك في حضرة شيخ عرب وشخص مالي مركزه تماماً.

. لكن ما أن قرر هجو مغادرة أمريكا برفقة مدير عام الطيران المدني الحالي ابراهيم عدلان، بعد أن رفض شقيقي مسايرتهما في الخطوة التي بدت له غريبة وشاذة، صرنا نرى توم هجو مختلفاً جداً.

. بالأمس اكتملت حلقات الارتزاق والتكسب ولعق أحذية العسكر من أجل مناصب وحفنة أموال، وبانت حقيقة هجو ومناوي وجبريل وأردول وبقية شلة الإنس الذين لا يستحون ولا تمنعهم ضمائرهم الميتة من فعل أي شيء في سبيل تحقيق مكاسب آنية ولو على أشلاء أبناء وطنهم.

. لم يكن رفضي لاتفاقية، أو قل مؤامرة جوبا من فراغ.

. فقد كنت على يقين تام من أن مسألة المسارات لم تكن سوى محاولة للكسب السريع واقتسام كعكة الوطن.

. وإلا لما مثل وسط السودان التوم هجو الذي (شتل) فصيلاً من الحزب الاتحادي العريق بمصاحبة شخصين فقط لكي ينضموا للجبهة الثورية، ولما حظي شخص عديم الجدوى مثل مناوي على شرف تمثيل أهلنا في دارفور، ولما صار الكوز جبريل وزيراً للمالية في حكومة أعظم ثورة يشهدها السودان.

. يوم أمس كان فضائحياً جداً لو يفهم هؤلاء.

. فقد انكشف الغطاء، وتأكدت غالبية السودانيين من أن هؤلاء الأشرار لا يمثلون إلا أنفسهم.

. وإلا فكيف تفهم يا من ساقوك بالأمس كما تُساق الخراف للمسالخ أن يطالب مسئولون بارزون في حكومة الثورة بإسقاط هذه الحكومة!!

. أليس من العبط والجهالة أن تدعم مثل هذه الكائنات الغريبة حتى وإن كانت المكافأة علبة طحنية أو حفنة من أموال لا تسمن ولا تغني!

. وهل سأل أي من متظاهري (الطحنية) نفسه عن مصدر الأموال التي أُنفقت بالأمس لتوفير وسائل النقل والرشاوى الزهيدة لتلك الحشود!!

. إلى متي سيفسح بعضنا المجال للأرزقية والانتهازيين لكي يرشونهم بأموال وموارد هذا البلد!!

. هل ورث جبريل وأردول ومناوي وحميدتي والبرهان الأموال التي صُرفت في (فارغة) الأمس عن آبائهم!!

. فكيف تفرح يا مسكين بعلبة طحنية أو ألفي جنيه يشتري بها بعض السفلة موقفك!!

. المخجل والمثير للقرف حقيقة أن المناصب التي حظي بها هؤلاء المدنيين المتعسكرين جاءتهم عبر دماء وأرواح خيرة شباب هذا الوطن المنكوب بأمثالهم.

. فبدون تضحيات كشة ومحجوب وسمل وعباس فرح ورفاقهم البواسل (أنزلهم الله منزلة صدق)، لأستمر الكثيرون في تسولهم وطوافهم بين مدن العالم حضوراً لمؤتمرات ومناسبات مدفوعة الأجر.

. بدون تضحيات أؤلئك الأبطال الكواسر لما (تضرع) مناوي وجبريل وهجو في عاصمة البلد ولما امتطوا الفارهات واكتنزوا الأموال.

. ولأنهم لا يعرفون الوفاء ولا يؤمنون بالمباديء لم يكن مستغرباً أن يحاولوا لعق (أبوات) العسكر ويسعون لتمكينهم.

. ولأن للابداع أهله دائماً فقد فشل هجو وصحبه في ترديد شعارات ثورة ديسمبر بعد أن عجزوا عن ابتكار شعاراتهم الخاصة.

حتى في التقليد لم ينجحوا.

. فقد سمعنا هجو يهتف ب " الليلة ما بنرجع (حتى) البيان يطلع" .

. الواضح أن هجو فقير المواقف والفكرة لم يحفظ شعارات شباب ثورة ديسمبر المجيدة جيداً.

. فأولئك الرجال والمهيرات ظلوا يرددون خلال اعتصامهم الهتاف" الليلة ما بنرجع إلا البشير يطلع".

. وشتان ما بين فكرة وفكرة.

. الثوار أرادوا لفرد ثقيل وفاسد ومجرم أن (يطلع) وأنتم تسعون لتمكين شبيهه وأحد أعضاء لجنته الأمنية من السلطة لكي يُفسح لكم المجال للاستئثار بالثروة والمناصب.

. الفرق بين النخوة والرجولة وبين السفالة والانحطاط بين وجلي، ولا يخفي على أي صاحب عقل.

. لن ألوم بعض جوعى وفقراء البلد الذين خرجوا وراء هؤلاء الأرزقية بالأمس كثيراً، لكنني أعتب على رئيس حكومة الثورة الذي ترك الباب فاتحاً لبعض مسئولي حكومته لاستغلال موارد وأموال الدولة في رشاوى رخيصة لاستمالة هؤلاء الجوعى وتحفيزهم على الخروج في عمل قُصد به إيذاء الثورة.

.
kamalalhidai@hotmail.com
////////////////////////

 

آراء