قلق أممي من تصاعد التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع

 


 

 

نيويورك/العربي الجديد

عبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس عن قلقه "جراء تصاعد التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة".

وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال إحاطة دورية، الإثنين، أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الوضع في السودان.
وأضاف بيرتس: "لقد ناشدت الجانبين من أجل التهدئة العاجلة، وخفض التصعيد، وشجعني قرارهما بإنشاء لجنة أمنية مشتركة الأسبوع الماضي، واتفاقهما على الجوانب الأساسية لإصلاح قطاع الأمن وتكامله".
وأوضح أن دمج القوات وإصلاح قطاع الأمن من بين العناصر الأكثر تحديا وحساسية في العملية الحالية في السوادان، لافتاً إلى أن الوضع أصبح "أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى حل".
وتوقف المسؤول الأممي عند التحركات الحالية منذ توقيع الاتفاق الإطاري، بتيسير من الآلية الثلاثية: الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والأمم المتحدة، حيث تم عقد مشاورات واسعة على شكل "ورشات عمل" حول خمس قضايا خلافية، وهي "تفكيك النظام السابق، اتفاقية جوبا للسلام، المسائل المتعلقة بشرق السودان، العدالة الانتقالية، وإصلاح قطاع الأمن".
وأضاف "وقع القادة العسكريون والمدنيون على ورقة مشتركة حول مراحل ومضمون إصلاح قطاع الأمن. وهذا يسمح للآلية الثلاثية - بإطلاق ورشة العمل الأخيرة بحلول نهاية هذا الأسبوع".
وأضاف "ستركز (الآلية) على الخيارات الممكنة لإصلاح قطاع الأمن ودمج قوات الدعم السريع والحركات المسلحة في جيش وطني واحد. ونأمل أن يساعد ذلك بالتوصل إلى خريطة طريق أولية لتنفيذ هذه الخطوات في السنوات القادمة".

بيرتس: الأمور تسير بوتيرة سريعة
وتحدث بيرتس عن سير الأمور بوتيرة سريعة، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على "بدء عملية صياغة اتفاق سياسي نهائي ودستور انتقالي، كما أنشأوا لجنة للتواصل مع الأحزاب والحركات غير الموقعة، وفي إطار جدول زمني. هدفهم هو التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي، والاتفاق على الدستور، والبدء في تشكيل حكومة مدنية قبل منتصف نيسان/ إبريل"، وشدد على أن هذا طموح يمكن تحقيقه إذا توفرت الإرادة السياسية اللازمة.
وتحدث المسؤول الأممي عن أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عبرا عن رغبتهما "بأن تسير هذه العملية وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية".
وتابع "إن الالتزام والتعاون، في الأسابيع الأخيرة، من القادة العسكريين والمدنيين للتوصل إلى حل يستحق الثناء للغاية".
ونبّه إلى ضرورة أن تنتهي الأحزاب المدنية "بسرعة من المناقشات حول آليات اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة. إن المشاركة الشفافة مع الجمهور والشباب في الشارع، ومع أولئك الذين لم يشاركوا أو لم يدخلوا العملية بعد، أمر ضروري لبناء الشرعية للحكومة المستقبلية".

الاحتياجات الإنسانية إلى مستوى قياسي
وحذر بيرتس من وصول "الاحتياجات الإنسانية في السودان إلى مستويات قياسية، حيث يحتاج 15.8 مليون شخص، حوالي ثلث السكان، إلى مساعدات إنسانية هذا العام".
وعبر عن قلقه البالغ من استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة نسب الجوع، لافتاً أيضاً إلى خطر استمرار النزاعات المحلية وتزايدها "ولا سيما في دارفور والنيل الأزرق وجنوب وغرب كردفان، خاصة في ما يتعلق بالوصول إلى الموارد والسيطرة عليها".
وقال إن تلك النزاعات تؤدي إلى "قتل المدنيين وإصابتهم وتشريدهم، حيث نزح أكثر من 16 ألف شخص بسبب الصراع، في الفترة ما بين ديسمبر/كانون الأول الماضي وفبراير/شباط "، وعبر أيضاً عن قلقه "إزاء التقارير التي تتحدث عن العنف الجنسي في سياق هذه النزاعات"، داعياً إلى التحقيق فيها.

 

آراء