اصل الحكاية
سؤال ذكي ومنطقي وجهه الاستاذ المحترم خالد عزالدين امس في مساحته المقروءة جدا (بدون حجاب) .. (هل تصدر المريخ ؟ اين مباراة الامل؟) متسائلا عن موقع مباراة المريخ والامل عطبرة (المعادة ) من الاعراب ، خاصة اننا جميعا وقعنا في ورطة تساوي الفريقان في عدد المباريات والنقاط ، وتفوق المريخ قبل لقاء اليوم بفارق الاهداف في الصدارة ، وهي حسبة خاطئة بكل ماتعني الكلمة من معني ، لان قرار لجنة الاستئنافات العليا الذي يعلو علي قرارات كل لجان الاتحاد العام بما فيها قرارات اللجنة المنظمة، باعتبارها لجنة مستقلة يحتكم اليها الجميع ويخضع لقراراتها الجميع ، وعلي راسهم الاتحاد العام ، ليبقي السؤال لماذا لم تبرمج المباراة حتي الآن ، والدورة الاولي تعلن عن نهايتها ، وفترة الانتقالات التكميلية تعلن عن انطلاقتها غدا الاثنين ؟ وهذا مؤشر لاستحالة برمجتها في هذا التوقيت ، فعلي الورق وبحكم هذا القرار ، يلعب المريخ لقاء اليوم بمباراة مؤجلة ، ربما الي الدورة الثانية ، وهذه تحتاج الي جدل ونقاش قانوني ، حول الانتظار حتي تنطلق الدورة الثانية لتبرمج مباراة في الدورة الاولي ، وفي هذا مؤشر اخطر بعدم احترام الاتحاد العام لقرارات الاستئنافات ، وترجمتها سريعا علي ارض الواقع كقرارات واجبة التنفيذ ، والخطورة الاكبر في تعامل الاتحاد المتعالي علي لجنة يفترض انها مستقلة مثل لجنة الاستئنافات العليا .
كنت انتظر تصريحا مباشرا من المؤسسة الحاكمة للنشاط الرياضي في السودان ، تؤكد من خلاله احترامها للقرار المذكور ، وانه عندها قابل للتنفيذ او تطالب وفقا للقانون بمراجعته استنادا علي حيثيات جديدة تدعم موقفة في الاسباب التي دعت امين المال اسامة عطا المنان يوقع علي خطاب يسمح فيه بمشاركة لاعب موقوف (بكري المدينة) ، ولكن كل هذه الاشياء لم تحدث وتعاملوا مع قرار الاستئنافات كأن لم يكن ، وهنا تظهر المأساة الادارية ، ويتأكد سيطرة النادي الكبير (المريخ) علي القرار في الاتحاد المسؤول ، وتتأكد اكثر قوة التهديدات التي اطلقها قيادات بنادي المريخ اكدوا من خلالها تمردهم علي قرار الاعادة (الساري) ، وهي تصريحات كافية لتحويلهم الي لجنة الانضباط ومحاسبتهم بعقوبات صارمة ، لان مثل هذه التهديدات تمس هيبة المؤسسة الرياضية بشكل مباشر ، وتدخل الاتحاد في حال نفذ قرار اعادة المباراة في حال قرر ذلك في مواجهة مع نادي من الاندية التي تقع تحت مظلته ، ويفترض ان تدير هذه الاندية قضاياها بالطرق القانونية وليس بالتهديد والوعيد.
عموما يدخل الفريقان مباراة (قمة الازمة) ، وهي بلا شك لن تؤثر علي الجانب الفني واجتهاد الفريقين من اجل كسب نقاطها ، لتدعيم موقفهما في روليت المنافسة علي صدارة الدوري الممتاز في دورته الاولي ، وان كانت في المقابل تجري تحت مظلة الهرجلة والفوضي التي يرسخ لها الاتحاد السوداني لكرة القدم . وبعد المباراة حديث آخر لو كان في العمر بقية.
hassanfaroog@gmail.com