قم للمعلم… وكفي
صلاح الباشا
3 January, 2025
3 January, 2025
بقلم صلاح الباشا
لازالت الوسايط التي نشرنا فيها النعي الأليم لوفاة استاذنا الجليل واستاذ الأجيال بودمدني بابكر سربل الذي وافته المنية بالاسكندرية وما احدثه هذا الخبر الحزين في نفوس أبناء ودمدني في الدنيا كلها .. فقد ارسل لي صديقي ودفعتي المهندس هاشم عبدالسلام الحاج أحمد المقبول سليل أسرة السناهير بودمدني والمقيم بمنزله بالثورة ام درمان وقد هزه حدث صحفي عن معلم ما .. ومارافق ذلك من تداعيات إيجابية نسردها هنا بحذافيرها ومعها صورة مرفقة خاصة بذات الحدث.
والمقال كالتالي:
كبير إستشاري أمراض القلب في المستشفى الملكي بلندن .
الدكتور الشهير ضياء كمال الدين
دخل القاعة لحضور حفل تكريمه إثر زيارته للقاهرة بعد غياب دام اكثر من 15 عام .
وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع جرائد كبير السن مفترشا جرائده على الرصيف .
اغلق الطبيب عينيه ثم سرعان مافتحهما .
تذكر ملامح هذا الرجل العجوز المحفورة في ذهنه .
جرجر نفسه ودخل القاعة ثم جلس بهدوء وهو لم يزل يفكر ببائع الجرائد
عندما نودي على الدكتور لتقليده وسام الابداع من الدرجة الاولى قام من مكانه ، لكنه لم يتوجه الى المنصة بل توجه الى خارج القاعة وسط ذهول وحيرة الجميع .
اقترب من بائع الصحف وتناول يده فسحبها
رد عليه البائع قائلاً :
ارجوك اتركني اتوسل اليك اني اعيل عائلة واعدك بأنني سأغادر المكان ولن أفترش هنا مرة اخرى .؟
رد عليه الدكتور بصوت مخنوق :
انت اصلآ لن تفترش لا هنا ولا بأي مكان مرة اخرى لكني أرجوك تعال معي لندخل القاعة ارجوك .
ظل البائع يقاوم والدكتور يمسك بيده وهو يقوده الى داخل القاعة ... تخلى البائع عن المقاومة وهو يرى عيون الدكتور تفيض بالدموع وقال له :
مابك يا بني ؟
لم يتكلم الدكتور وواصل طريقه الى المنصة وهو ممسك بيد بائع الجرائد والكل ينظر اليه في دهشة ثم انخرط في موجة بكاء حارة واخذ يعانق الرجل ويقبل راسه ويده ويقول :
مازلت لا تعرفني يا استاذ "خليل "؟
قال : لا والله يا ابني العتب على النظر .
فرد الدكتور وهو يكفكف دموعه :
انا تلميذك "ضياء كمال الدين" في الاعدادية المركزية .
هل تذكرتني . لقد كنت الاول دائمآ . وكنت انت من يشجعني ويتابعني سنه 1966 يا استاذي الفاضل .
نظر الرجل الى الدكتور واحتضنه
تناول الدكتور الوسام وقلده للاستاذ وقال للحضور :
هؤلاء هم من يستحقون التكريم ... والله ما ضعنا وتخلفنا وجهلنا إلا بعد إذلالنا لهم ... وإضاعة حقوقهم وعدم إحترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية .
انه الاستاذ خليل علي استاذ اللغة العربية في الاعدادية
قصة حقيقية
تصوير واقعي .
إنتهي ؛؛؛
وقد رددت علي الاخ المهندس هاشم عبدالسلام بعد ان إنفعلت بعمق مع قصة الدكتور واستاذه .. فكتبت له الرسالة التالية:
....
وانا ايضا كنت مدرس لخمس سنوات في بيت المال بأم درمان خلال دراستي بحامعة القاهرة. ولايزال العديد من تلاميذي وقد تلاحقت الكتوف متواصلين معي ويذكرونني بالخير الكثير ومعظمهم بروفيسورات واخصائيين ومهندسين ومحامين وقضاة ومحاسبين واداريين واستاذة جامعات ومهن اخري عديدة حتي التجار منهم.
وتحياتي
صلاح الباشا
القاهرة
abulbasha009@gmail.com
لازالت الوسايط التي نشرنا فيها النعي الأليم لوفاة استاذنا الجليل واستاذ الأجيال بودمدني بابكر سربل الذي وافته المنية بالاسكندرية وما احدثه هذا الخبر الحزين في نفوس أبناء ودمدني في الدنيا كلها .. فقد ارسل لي صديقي ودفعتي المهندس هاشم عبدالسلام الحاج أحمد المقبول سليل أسرة السناهير بودمدني والمقيم بمنزله بالثورة ام درمان وقد هزه حدث صحفي عن معلم ما .. ومارافق ذلك من تداعيات إيجابية نسردها هنا بحذافيرها ومعها صورة مرفقة خاصة بذات الحدث.
والمقال كالتالي:
كبير إستشاري أمراض القلب في المستشفى الملكي بلندن .
الدكتور الشهير ضياء كمال الدين
دخل القاعة لحضور حفل تكريمه إثر زيارته للقاهرة بعد غياب دام اكثر من 15 عام .
وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع جرائد كبير السن مفترشا جرائده على الرصيف .
اغلق الطبيب عينيه ثم سرعان مافتحهما .
تذكر ملامح هذا الرجل العجوز المحفورة في ذهنه .
جرجر نفسه ودخل القاعة ثم جلس بهدوء وهو لم يزل يفكر ببائع الجرائد
عندما نودي على الدكتور لتقليده وسام الابداع من الدرجة الاولى قام من مكانه ، لكنه لم يتوجه الى المنصة بل توجه الى خارج القاعة وسط ذهول وحيرة الجميع .
اقترب من بائع الصحف وتناول يده فسحبها
رد عليه البائع قائلاً :
ارجوك اتركني اتوسل اليك اني اعيل عائلة واعدك بأنني سأغادر المكان ولن أفترش هنا مرة اخرى .؟
رد عليه الدكتور بصوت مخنوق :
انت اصلآ لن تفترش لا هنا ولا بأي مكان مرة اخرى لكني أرجوك تعال معي لندخل القاعة ارجوك .
ظل البائع يقاوم والدكتور يمسك بيده وهو يقوده الى داخل القاعة ... تخلى البائع عن المقاومة وهو يرى عيون الدكتور تفيض بالدموع وقال له :
مابك يا بني ؟
لم يتكلم الدكتور وواصل طريقه الى المنصة وهو ممسك بيد بائع الجرائد والكل ينظر اليه في دهشة ثم انخرط في موجة بكاء حارة واخذ يعانق الرجل ويقبل راسه ويده ويقول :
مازلت لا تعرفني يا استاذ "خليل "؟
قال : لا والله يا ابني العتب على النظر .
فرد الدكتور وهو يكفكف دموعه :
انا تلميذك "ضياء كمال الدين" في الاعدادية المركزية .
هل تذكرتني . لقد كنت الاول دائمآ . وكنت انت من يشجعني ويتابعني سنه 1966 يا استاذي الفاضل .
نظر الرجل الى الدكتور واحتضنه
تناول الدكتور الوسام وقلده للاستاذ وقال للحضور :
هؤلاء هم من يستحقون التكريم ... والله ما ضعنا وتخلفنا وجهلنا إلا بعد إذلالنا لهم ... وإضاعة حقوقهم وعدم إحترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم السامية .
انه الاستاذ خليل علي استاذ اللغة العربية في الاعدادية
قصة حقيقية
تصوير واقعي .
إنتهي ؛؛؛
وقد رددت علي الاخ المهندس هاشم عبدالسلام بعد ان إنفعلت بعمق مع قصة الدكتور واستاذه .. فكتبت له الرسالة التالية:
....
وانا ايضا كنت مدرس لخمس سنوات في بيت المال بأم درمان خلال دراستي بحامعة القاهرة. ولايزال العديد من تلاميذي وقد تلاحقت الكتوف متواصلين معي ويذكرونني بالخير الكثير ومعظمهم بروفيسورات واخصائيين ومهندسين ومحامين وقضاة ومحاسبين واداريين واستاذة جامعات ومهن اخري عديدة حتي التجار منهم.
وتحياتي
صلاح الباشا
القاهرة
abulbasha009@gmail.com