قوى الحرية والتغيير: لا وساطة في المشاورات مع رئيس وزراء إثيوبيا

 


 

 

قوى سودانية لـ"الشرق": لا وساطة في المشاورات مع رئيس وزراء إثيوبيا

الخرطوم- الشرق/مها التلب
قالت قوى سودانية لـ"الشرق"، الجمعة، إنَّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لم يطرح خلال زيارته الأخيرة إلى السودان أي مبادرة جديدة، للتوسط بين الفرقاء السودانيين، وسط تقارير تشير إلى أنه يسعى من خلال لقاءات إلى دفع التسوية الجارية في الخرطوم.

والتقى آبي أحمد، الخميس، ممثلين لائتلاف قوى الحرية والتغيير، في إطار زيارته إلى الخرطوم التي اجتمع خلالها أيضاً مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وقالت شخصيات مطلعة على لقاءات آبي أحمد إنَّ رئيس الوزراء الإثيوبي أجرى مشاورات مكثَّفة مع القوى السياسية ضمن مساعٍ لدفع التسوية الجارية، وصولاً إلى إنهاء الأزمة الراهنة في البلاد، مشيرة إلى أنَّ القوى السياسية قابلت جهود آبي أحمد بـ"ترحيب واسع".

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قاد في عام 2019 وساطة سياسية ناجحة بين الأطراف السودانية، أدَّت إلى توقيع اتفاق الوثيقة الدستورية وتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية.

ووفقاً لتصريحات القوى لـ"الشرق"، فإن هذه المشاورات الأخيرة لآبي أحمد مع بعض المكونات السياسية لم تكن بهدف تقديم مبادرة جديدة للوساطة، وإنما جاءت في إطار دعم جهود الحل الجارية، لافتةً إلى أنَّ أي دعم إثيوبي "سيكون له مردود إيجابي كبير على مساعي إنهاء الأزمة الراهنة في البلاد".

دعم العملية السياسية
وقال المتحدث الرسمي لتحالف "الحرية والتغيير - المجلس المركزي" جعفر حسن، في مقابلة مع "الشرق"، إنَّ رئيس الوزراء الإثيوبي "لم يطرح أي مبادرة بل أكد دعمه للعملية السياسية الجارية وطلب الإسراع فيها حتى تصل نهايتها".

وأضاف حسن: "إثيوبيا دولة مهمة في المنطقة وفيها مقر الاتحاد الإفريقي ولديها مصالح مشتركة مع السودان، ونعتقد أن زيارة رئيس الوزراء دعمت العملية السياسية الجارية الآن".

واعتبر المتحدث باسم "الحرية والتغيير - المجلس المركزي" أنه "لا يوجد أي جمود في الساحة السياسية كما يجري تصويره، فهناك لجان تعمل باستمرار لأجل إكمال العملية السياسية في مرحلتها النهائية"، مشيراً إلى اجتماعات مرتقبة نهاية الشهر الجاري بشأن السلام والإصلاح الأمني والعسكري.

الحل السوداني-السوداني
بدوره، أوضح المتحدث الرسمي للكتلة الديمقراطية محمد زكريا أنَّ لقاءهم برئيس الوزراء الإثيوبي "كان ناجحاً وقد عكسوا من خلاله رؤيتهم لحل الأزمة السياسية والتعقيدات الحالية التي تصاحبها"، مؤكداً أن آبي أحمد "لم يطرح علينا أي مبادرة ولم يقدم لنا أي دعوة لزيارة بلاده".

وقال زكريا، في حديث مع "الشرق"، إنَّ رؤيتهم للحل "تقوم على حوار شامل لا يستثى أي أحد غير نظام المؤتمر الوطني المعزول"، لافتاً إلى ترحيبهم بأي دور دولي وإقليمي لتيسير حوار سوداني سوداني لحل الأزمة الراهنة.

وأضاف: "أبلغنا رئيس الوزراء الإثيوبي أننا نرحب بالعالم والإقليم كميسرين، ونرفض أن يتخطوا هذا الدور إلى قيادة وساطة تخرجنا من مسعى الحل السوداني السوداني لأزمتنا".

من جانبه، قال رئيس قوى "تحالف التراضي الوطني" مبارك الفاضل المهدي إنَّ مقابلة آبي أحمد مع القوى السياسية السودانية والتباحث معهم بشأن حلول الأزمة والاستماع لرأيهم أراد بها التذكير بالدور الإثيوبي في تسهيل الاتفاق بين الفرقاء السودانيين.

الدور الإثيوبي
ونبه الفاضل، في حديثه لـ"الشرق"، إلى أنَّ تحركات رئيس الوزراء الإثيوبي "جاءت على خلفية جهود اللجنة الرباعية والمبادرة المصرية الأخيرة بشأن حلول الأزمة السياسية في السودان"، مضيفاً: "يرغب آبي أحمد في التذكير بالدور الإثيوبي وأن بلاده على استعداد لتسهيل الاتفاق بين السودانيين".

وكشف أنَّ آبي أحمد ذكرهم خلال اللقاء بالتجربة الإثيوبية، وهي "التبكير بعقد انتخابات رئاسية يقوم الرئيس المنتخب فيها بترتيب البيت وتشكيل حكومة تمثل القوي السياسية، ثم إجراء الانتخابات البرلمانية وغيرها لاحقاً".

وجاءت زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي إلى الخرطوم بعد سنوات من التوتر في العلاقات بين البلدين واستمرت ليوم واحد.

وأكد البيان الختامي أنَّ زيارة آبي أحمد الهدف منها "إظهار التضامن والوقوف مع الحكومة وشعب السودان للوصول إلى توافق سوداني-سوداني يؤدي لاستقرار الفترة الانتقالية باعتبار أن السودانيين هم الأقدر على حل مشكلاتهم الداخلية".

كما أعرب الجانب الإثيوبي عن تطلعه إلى التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة مدنية المؤسسات الانتقالية الأخرى، بما يفضي إلى التحول الديمقراطي والوصول إلى الانتخابات.

 

آراء