( قُفه ) مقدوده ..!بقلم: هيثم الفضل
هيثم الفضل
12 April, 2023
12 April, 2023
haythamalfadl@gmail.com
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
دائماً ما يستعين الإخوان المُسلمين ، بذرائع تنتمي إلى منهج (كلمة حق أُريد بها باطل) ، إعتماداً على المُراهنة بضعف مستوى فطنة وذاكرة الشعب السوداني ، فها هُم الآن تحت طائلة مؤامرات وكلاءهم في الكتلة الديموقراطية يزرفون الدموع على هدر السيادة الوطنية وضياع حقوق الأغلبية ، عندما هبَّت أمم العالم وحكوماتهُ ومنظَّماتهُ ومؤسساتهُ الدولية لمساندة ومُناصرة أشواق السودانيين لمثول العدالة والحرية والسلام في بلادهم ، وهم أيضاً في مجال بذل ذرائعهم الباطلة التي يُربكون بها الواقع السياسي والإجتماعي السوداني لا يتوَّرعون عن الكذب والتلوُّن وإستعمال كافة الأدوات التي توفِّر لهم المصالح الذاتية والتنظيمية بما تحتويه تلك الأدوات من (مغبات وآثام) في مُقدِّمتها القتل والسحل وإثارة الفتن وحرمان الخصوم من حقوقهم الأساسية ، وطبعاً هذا لن يتأتى لهم إلا عبر(إستحواذ) مُطلق ومُنفرد على مقاليد السُلطة والنفوذ والموارد ، مُعتمدين دائماً على مبدأ الغاية تُبرِّر الوسيلة ، وفي غمار بحثهم المحموم عن (غايةٍ) غالبة وطاغية ولا تُقاوُّم في هدرها لحق الآخرين في التعبير عن (غاياتهم) الأخرى وإن كانت مشروعة ، إهتدوا باطلاً إلى رفع راية الإسلام كغطاء لأطماعهم السلطوية مُستخدمين في ذلك (تدليساً) الإدعاء بأنهم خلفاء الله في الأرض للزود عن الإسلام في مواجهة (عدوٍ) ظل دوماً لا صفة لهُ ، ولا دليل على تورُّطه في ما يدَّعون غير (الإختلاف معهم) منهجاً وعملاً.
ظلوا يوهمون الناس ويُردِّدون أنهم الأغلبية إنطلاقاً من كون أغلبية السودانيين من المُسلمين ، مُتناسين أن في هذه الأغلبية الإسلامية من يختلفون معهم ويقبعون تحت ظل منابر سياسية وآيدلوجية وطائفية أخرى لا يمكن تجاهل ما سجّلهُ التاريخ لها من مكانة وتأثير في أوساط المجتمع السوداني المسلم ، (نحنُ الأغلبية) كانت من آخر الكلمات التي ردَّدها الإعلامي الفخيم حسين خوجلي ، المُنتمي منذ نعومة أظافره إلى تنظيم الأخوان المسلمين قبل فطام قناته الفضائية من التغَّذي على ثدي الدولة ووفاتها مُتأثِّرة بجائحة الثورة الشبابية المبذولة التضحيات ، وحين قال ذلك كان يعلم أنهم ليسوا كذلك ، فعبر دلائل التاريخ الحديث الذي ترصدهُ إحصائيات آخر إنتخابات نزيهة ومُراقبة عبر مؤسسات ومًنظَّمات دولية ، سنعلم أن حزب الأمة القومي حينها قد حاز على عدد 101 مقعداً من أصل 250 مقعد في ذلك البرلمان ، في حين حصل الحزب الإتحادي الديموقراطي على عدد 61 مقعداً ، وحصل الأخوان المسلمين عبر مُسمى الجبهة القومية الإسلامية (الإسم الحركي المُتغيَّر بإستمرار لجماعة الإخوان المسلمين) على عدد 51 مقعداً لم تُمثِّل فيها الدوائر الجغرافية التي تحكمها القواعد الجماهيرية الحقيقية سوى 30 % أما الباقي فقد جاء عبر فبركة ما سُمي حينها بدوائر الخريجين.
ورغم كل شيء وبما أن الإخوان المسلمون ما زالوا مُنخرطين بإستماتة في مقاومة يائسة لمثول دولة المؤسسات والديموقراطية والعدالة في السودان تحت شعار (نحنُ الأغلبية) ، علينا أن نُشير (إن سلَّمنا بذلك مجازاً) إلى أن من مُسلَّمات حالة الأغلبيات القاعدية التغيُّر والتبدُّل والتذَّبذُب وعدم الثبات في ظل ما يطرأ من تطوُّرات وتغيُّرات لحالة الزمان والمكان والواقع السياسي والديموغرافي ، هذا فضلاً عن نسبة أعمار الفاعلين المُنخرطين في النشاط السياسي وبالتالي التأثير الإنتخابي ، كما يجب أن نُشير أيضاً إلى أن حتى ما حصلوا عليه في إنتخابات 86 ليس (مضموناً) بالنظر إلى ما شاب تجربتهم السياسية من كوارث وزلل وفضائح و(مُنفِّرات) لا شك في تأثيرها الفاعل على منظومة قواعدهم السياسية والإنتخابية في أركان المُجتمع السوداني ، وحسب ظني لن يجدوا بين أيديهم (مؤيِّد ولا نصير) سوى المأجورين الذين ترتبط مصالحهم بما يتحصَّلون عليه من مالٍ ونفوذ وسلطة وتغاضي عن ضعف قُدراتهم وإنعدام كفاءتهم ، أولئك سيكونون أول المُتنَّكرين والمُنفضين عن الإخوان وسيمثِّلون أبكار المُترجِّلين عن زورقهم الغارق ، لأنهم ببساطة لا (يُطيقون) العيش والكسب الحلال في ظل دولة المؤسسات والقانون والمُنافسة النزيهة العادلة ، فتجربتهم السياسية بما إحتوت من مُناصرين ومأجورين و(مُغيِّبين) مثلها مثل (قُفه مقدوده) يتساقط ما في جوفها من ثمار كل ما طال مشوار حاملها في دروب الظلم والفساد والتعالي بإسم المُقدَّسات.
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
دائماً ما يستعين الإخوان المُسلمين ، بذرائع تنتمي إلى منهج (كلمة حق أُريد بها باطل) ، إعتماداً على المُراهنة بضعف مستوى فطنة وذاكرة الشعب السوداني ، فها هُم الآن تحت طائلة مؤامرات وكلاءهم في الكتلة الديموقراطية يزرفون الدموع على هدر السيادة الوطنية وضياع حقوق الأغلبية ، عندما هبَّت أمم العالم وحكوماتهُ ومنظَّماتهُ ومؤسساتهُ الدولية لمساندة ومُناصرة أشواق السودانيين لمثول العدالة والحرية والسلام في بلادهم ، وهم أيضاً في مجال بذل ذرائعهم الباطلة التي يُربكون بها الواقع السياسي والإجتماعي السوداني لا يتوَّرعون عن الكذب والتلوُّن وإستعمال كافة الأدوات التي توفِّر لهم المصالح الذاتية والتنظيمية بما تحتويه تلك الأدوات من (مغبات وآثام) في مُقدِّمتها القتل والسحل وإثارة الفتن وحرمان الخصوم من حقوقهم الأساسية ، وطبعاً هذا لن يتأتى لهم إلا عبر(إستحواذ) مُطلق ومُنفرد على مقاليد السُلطة والنفوذ والموارد ، مُعتمدين دائماً على مبدأ الغاية تُبرِّر الوسيلة ، وفي غمار بحثهم المحموم عن (غايةٍ) غالبة وطاغية ولا تُقاوُّم في هدرها لحق الآخرين في التعبير عن (غاياتهم) الأخرى وإن كانت مشروعة ، إهتدوا باطلاً إلى رفع راية الإسلام كغطاء لأطماعهم السلطوية مُستخدمين في ذلك (تدليساً) الإدعاء بأنهم خلفاء الله في الأرض للزود عن الإسلام في مواجهة (عدوٍ) ظل دوماً لا صفة لهُ ، ولا دليل على تورُّطه في ما يدَّعون غير (الإختلاف معهم) منهجاً وعملاً.
ظلوا يوهمون الناس ويُردِّدون أنهم الأغلبية إنطلاقاً من كون أغلبية السودانيين من المُسلمين ، مُتناسين أن في هذه الأغلبية الإسلامية من يختلفون معهم ويقبعون تحت ظل منابر سياسية وآيدلوجية وطائفية أخرى لا يمكن تجاهل ما سجّلهُ التاريخ لها من مكانة وتأثير في أوساط المجتمع السوداني المسلم ، (نحنُ الأغلبية) كانت من آخر الكلمات التي ردَّدها الإعلامي الفخيم حسين خوجلي ، المُنتمي منذ نعومة أظافره إلى تنظيم الأخوان المسلمين قبل فطام قناته الفضائية من التغَّذي على ثدي الدولة ووفاتها مُتأثِّرة بجائحة الثورة الشبابية المبذولة التضحيات ، وحين قال ذلك كان يعلم أنهم ليسوا كذلك ، فعبر دلائل التاريخ الحديث الذي ترصدهُ إحصائيات آخر إنتخابات نزيهة ومُراقبة عبر مؤسسات ومًنظَّمات دولية ، سنعلم أن حزب الأمة القومي حينها قد حاز على عدد 101 مقعداً من أصل 250 مقعد في ذلك البرلمان ، في حين حصل الحزب الإتحادي الديموقراطي على عدد 61 مقعداً ، وحصل الأخوان المسلمين عبر مُسمى الجبهة القومية الإسلامية (الإسم الحركي المُتغيَّر بإستمرار لجماعة الإخوان المسلمين) على عدد 51 مقعداً لم تُمثِّل فيها الدوائر الجغرافية التي تحكمها القواعد الجماهيرية الحقيقية سوى 30 % أما الباقي فقد جاء عبر فبركة ما سُمي حينها بدوائر الخريجين.
ورغم كل شيء وبما أن الإخوان المسلمون ما زالوا مُنخرطين بإستماتة في مقاومة يائسة لمثول دولة المؤسسات والديموقراطية والعدالة في السودان تحت شعار (نحنُ الأغلبية) ، علينا أن نُشير (إن سلَّمنا بذلك مجازاً) إلى أن من مُسلَّمات حالة الأغلبيات القاعدية التغيُّر والتبدُّل والتذَّبذُب وعدم الثبات في ظل ما يطرأ من تطوُّرات وتغيُّرات لحالة الزمان والمكان والواقع السياسي والديموغرافي ، هذا فضلاً عن نسبة أعمار الفاعلين المُنخرطين في النشاط السياسي وبالتالي التأثير الإنتخابي ، كما يجب أن نُشير أيضاً إلى أن حتى ما حصلوا عليه في إنتخابات 86 ليس (مضموناً) بالنظر إلى ما شاب تجربتهم السياسية من كوارث وزلل وفضائح و(مُنفِّرات) لا شك في تأثيرها الفاعل على منظومة قواعدهم السياسية والإنتخابية في أركان المُجتمع السوداني ، وحسب ظني لن يجدوا بين أيديهم (مؤيِّد ولا نصير) سوى المأجورين الذين ترتبط مصالحهم بما يتحصَّلون عليه من مالٍ ونفوذ وسلطة وتغاضي عن ضعف قُدراتهم وإنعدام كفاءتهم ، أولئك سيكونون أول المُتنَّكرين والمُنفضين عن الإخوان وسيمثِّلون أبكار المُترجِّلين عن زورقهم الغارق ، لأنهم ببساطة لا (يُطيقون) العيش والكسب الحلال في ظل دولة المؤسسات والقانون والمُنافسة النزيهة العادلة ، فتجربتهم السياسية بما إحتوت من مُناصرين ومأجورين و(مُغيِّبين) مثلها مثل (قُفه مقدوده) يتساقط ما في جوفها من ثمار كل ما طال مشوار حاملها في دروب الظلم والفساد والتعالي بإسم المُقدَّسات.