*لفتت نظري المحاضرة التي أعجبت بها ميسون النجومي وأعادت نشرها في الفيس بوك مصحوبة بتعليق محفز على المشاهدة والاستماع‘ المحاضرة كانت بمنبر (وكالة السودان للأنباء) بعنوان"مفاهيم في البيولوجية التطويرية". *جذبني المحاضر الذي لم أسمع به من قبل بأسلوبه البسيط وتواضعه الجم وزيه السوداني وطاقيته الصوفية‘ إنه الدكتور محمد قرشي عباس الذي أخبرنا في ختام المحاضرة بأنه عائد إلى سلطنة عمان مرة أخرى‘ إنه نموذج مشرف للسوداني الملم بتخصصه العلمي المحصن بتدينه ويقين العارف. *المحاضرة كانت ضمن منتدى الحكمة المعني بالتداول حول مختلف المعارف والعلوم في محاولة جادة للانفتاح على مخرجات العلم واستصحابها دون انكفاء أو عصبية فكرية مقيتة. *رغم صعوبة المادة العلمية التي قدمها لنا الدكتور محمد قرشي إلا أنه استطاع إجبارنا على مواصلة الاستماع إلى إفاداته حول نظرية التحورات والانتخاب الطبيعي دون أن يغرق في متاهات الجدل العقيم. *مداخلات الحضور أثارت بعض النقاط الخلافية في اجتهادات البشر في قضية الخلق الأول‘ خاصة حول نظرية دارون التي لم تسلم من النقد‘ لكن الدفاع عنها جاء أيضاً من المداخلين الذين استنكروا رفض الاجتهاد البشري باعتباره اجتهاد كفار، وأكدوا أهمية الاستفادة من مخرجات العلوم على هدي قوله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل" قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ " صدق الله العظيم. * المحاضر أكد في تعقيبه على المداخلات أنه لاتناقض بين الدين والعلم‘ ودعا إلى ضرورة استصحاب منتجات العلم والتصالح معها‘ وأكد أن أسرار العالم مازالت محل تجريب واختبار وأن كل نظرية قابلة للنقد والتطور بما فيها نظرية دارون. *من الصعب الخوض في تفاصيل هذه المحاضرة القيمة‘ يكفي أنها فتحت الباب للمزيد من البحث والتنقيب في العلوم البيولوجية ليس بالانكفاء على النظريات التي أضاءت طريق البحث العلمي وإنما بالانفتاح على مستجدات العلوم وفتح منافذ المعرفة لمزيد من التهوية العلمية التي تعيننا على مواصلة العمل والإنتاج في كل مناحي حياتنا.
--
مجدي عبد الرحيم الخليفة رجاء اذا امكن اجراء التعديل ارسلته اكثر من مرة لماذا لم يعد ل انه عائد الى سلطنة عمان