قُوش خط أحمر!!!

 


 

 

خارج النص

جمال أحمد الحسن – الرياض 24 أكتُوبر 2022م

في العام 35 هـ ثارت أمصار الدولة الإسلامية على سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتمت محاصرة المدينة المنورة، ومن ثم قُتِل الخليفة الثالث واستلم الثُوَّار مقاليد الحكم بالمدينة وصار الهرج والمرج.. توافق أهل الحل والعقد برضاء الثوار أنفسهم على ولاية أمير المُؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام...

تقدَّم الفارس الهاشمي لهذه المُهمة الصعبة جداً كما تقدَّم لسابقتها وهُو مبيته على فراش ابن عمه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى باب الدار 40 فارساً من قُريش عازمين لقتله، عزم وتوكل على الله لهذه المسئولية الجسيمة وبالمدينة حينها عدد ثلاث جيوش متوحِّشة جداً:

أوباش العراق + جنجويد مصر + مطاليق الخلا من هنا وهناك!!!

عقد مجلس شُوراه الأول واستقر به الحال لتهدئة الأوضاع حتى خروج هذه الجيوش من الحرم النبوي الشريف وبعد إستقرار الدولة، إقامة الحد على قتلة سيدنا عثمان.. وكان هُو الرأي الأصوب...

رجعت هذه الجماعات إلى بلادها سالمة...

ولكن للأسف.. حدث ما لم يكُن متوقعا، تحالفت السيدة عائشة مع سيدنا الزبير وسيدنا طلحة بن عُبيد الله وسيروا جيشاً كبيراً توجه ناحية العراق للطلب بدمِ سيدنا عثمان...

ولهيبة ومكانة الطالب (أم المُؤمنين بجلالة قدرها على قيادة الجيش) تدافع أهل القَتَلة إلى تسليم أبنائهم للقصاص منهم حتى قُتل أكثر من 600 شخص...

كان من بين ثوَّار العراق المُتَّهمين شخص يُقال له حرقُوص بن زهير من بني تميم... تم طلبه لإقامة الشرع فيه...

قبيلتُو (قوامها 6 ألف فارس) حلفت بالتدخِّلها الكنسية بأن ولدهم حرقوص دا خط أحمر!!!

ومنذ ذلكم الوقت.. إنتشرت الخطوط الحمراء والصفراء والبنفسجية بين شعوب هذه الأُمة المسيوقة بالخلا!!!

 

إنتشرت في الآونة الأخيرة بسودان المحبة والاخاء سودان أُوشيك وأُوهاج وبلَّة وآدم وسيد أحمد وبيتر وهانئ وهيثم هذه الخطوط الحمراء، فبدأت من شرقنا الحبيب (إيلا خط أحمر) وانتقلت لغربنا الحبيب (حميدتي خط أحمر) وقبلها من المناقل (وداد خط أحمر) وسبقتها من كسلا (إبراهيم محمود خط أحمر).. المتأهل من هذه الخطوط سيقابل خط شندي (نافع) وخط مروي (قُوش) وخط دنقلا (عبد الرحيم محمد حسين) وخط حوش بانَّقا (البشير)!!!

وسيكون حكم المبارأة النهائية المُدْهِش تُوت قلواك الذي أصبحت حكايتُو حكاية معانا.. جزم أحد ظُرفاء المدينة أن طائرته التي تُرجعه من الخرطُوم تنتظرة (مدوِّرة) للرحلة القادمة إلى الخرطوم!!!

ما يحدث هذا هو نتيجة طبيعية -للأسف- لحالة الفراغ الدستوري الذي تعيشه البلاد منذ إنقلاب لجنة البشير الأمنية في 11 أبريل 2019م وحالة الهرجلة السياسية التي أعقبت هذا (التغيير الملغُوم) مروراً بحكومتي المُؤسس حمدوك الأولى والثانية إنتهاءاً بمناورة قائد الجيش فضل السيد ومراوغة النُشطاء السياسيين (أقصد الأحزاب السياسية) والذي أفضى بالبلاد بـ اللاَّ دولة الآن!!!

ألا يُوجد بين هذه الجُوقَة رجلٌ رشيد يجمع شمل شتات هذه التيارات المُتناحرة والمُتصارعة على جسد البلد المُنهَك حتى لا يضيع من بين أيديهم السودان بأكمله؟؟!!!

...
..
.

*ويظل سؤالنا الدائم.. البلد دي السايِقَها منووووووو؟؟؟*

*+ خبر الجماعة القَبَضُوهم في مطار الخرطوم مهرِّبين (الذهب) برَّة شنو؟؟؟*

*++ لجنة التحقيق المُشتركة مع (الإف بي آي) في حادثة إغتيال حمدوك الفاشلة وصلت لي وين؟؟؟*

*وأخيراً.. حكومة لا تستطيع بسط الأمن والأمان وتوفير العيشة الهنِيَّة لشعبها يجب أن ترحل اليوم قبل الغد!!!*

jamal.trane@gmail.com
////////////////////////////

 

آراء