كانت السينما وكان المسرح والرياضة لها دور حولها الكيزان الي اطلال بالية!!

 


 

 

المسرح القومي في السبعينات قدم السهل الممتنع والأبطال نذكر منهم ( ابو العباس محمد طاهر ) و ( صفوان عثمان عبدالرحيم ) وأخوة لهم جعلوا هذا الفن جاذبا والليالي به عامرة وكان المواطن يعرف اين يسهر في تلك السنوات التي خلت التي لن ننساها ولن ننسي ذكراها وكيف ننسي ( نحن نعلم هذا أتعرفون لماذا ) ؟! و ( البراويز ) و ( روائع العبادي ) من المسرحيات المجدولة بسبايك الشعر الرصين وكان هنالك العميري بصوته العميق عالي التطريب يشدو ويمثل وينثر البهجة والسرور بكل أريحية وكرم ويمتد نشاطه ما بين الإذاعة والتلفزيون والمسرح وينطلق معه المشاهدون في خفة وحرية عبر المحطة الأهلية داخل الشاشة البلورية حيث تألق شباب واعد في ذلك الزمان يمثلهم صاحب الملكات العبقرية التي تزداد تطورا وتالقا الي يومنا هذا نقصد محمد نعيم سعد ومعه الكوكبة التي ولدت بأسنانها والذين غادروا المحطة وحلقوا عاليا في فضاءات الابداع !!..
هجم الكيزان علي دور السينما باعوا منها ماباعوا وبقيت اثار بعضها مثل خرائب بعلبك وفقدنا الدرة ( عروس الرمال ) في الأبيض وكانت متنفساً للأسر تقدم العروض لكافة الاذواق وتقدم للرواد ارقي الخدمات و ( البوفيه ) مستعد لطلبات الزبائن يتحفهم بالجيد من الماكل والمشرب بأسعار معقولة !!.. وفي عموم البلاد كانت دور السينما من المعالم البارزة يغشاها البعض للتمتع بجمال المنظر وقصص البطولة والحب والغرام والأغاني الشجية والبعض يقصدها لأغراض فكرية واصطياد درر ثمينة من الأفلام الأجنبية التي تكون مترعة باللغة العالية الجادة تضيف الي حصيلتهم اللغوية وتزيد من ثقتهم بأنفسهم في المقابلات سواء لطلب وظيفة أو مشاركات في ندوات عامة يجري فيها الحديث بغير اللغة الأم !!..
حطم الكيزان عمدا مع سبق الاصرار والترصد دور السينما جهلا منهم بأنها رجس من عمل الشيطان وفي ظل هذا الفراغ وحاجة الناس الي السينما ظهرت مباني كالنبت الشيطاني سموها أندية المشاهدة الجو داخلها خانق غير مريح ولا تستند علي اي مواصفات وتقدم أردا الافلام بدون اي رقابة تذكر ويغشاها روادها لمشاهدة مباريات كرة القدم العالمية خاصة في هذه الأيام التي يقام فيها مونديال قطر وينتهز أصحاب هذه الحوانيت الضيقة القذرة لهفة الجمهور لمشاهدة الكرة العالمية فيغالون في الأسعار ومن غير اي خدمات تذكر !!..
ياسادة يا مسؤولين عن الثقافة والترفيه البريء ايهما احسن واضمن وافيد سينما زمان ايام ال ( Blue Nile ) وكلوزيوم والخرطوم غرب ام هذا المسخ المشوه من أندية المشاهدة التي تفتقر الي النظام وتعمها الفوضي وربما احيانا يوجد بداخلها ما يخالف القانون والعرف والذوق السليم ؟!
هل نحلم بعودة مسرح السبعينات بما فيه من تراجيديا وفكاهة بطعم الفواكه والفاضل سعيد يصول ويجول في العاصمة والاقاليم ومعه تور الجر وغيرهم من الافذاذ في هذا الضرب من الفن الذي يحتاج للموهبة والصقل والتجربة من أجل نثر الابتسامة بالتساوي على الجميع من غير من أو اذي !!.
يبدو أن الكيزان لم يكتفوا فقط بازهاق روح ( ابو الفنون) المسرح وبطمس هوية ( الفن السابع ) السينما وبتحجيم الرياضة بل إنهم امتدت معاولهم للتربية والتعليم وللثقافة والإعلام وكانت محصلة فعالهم الغبية طيلة ثلث قرن أن حولوا السودان الحبيب الي بلد فقد كل شيء حتي الحليب !!..
فهل من عودة هل الي زمن الاشراق والمكتبات والجامعات بحق وحقيق والمسرح والسينما والعودة الي منصات التتويج في الملاكمة والسباحة وكرة السلة ايام وليم اندرية والاعيسر وكأس العرب في الكويت وكأس افريقيا يرفعه عاليا الاستاذ امين زكي في السبعينات ؟!

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء