كتابات سِريَّة: في حديث خَدْش حَياء مَن لا حَياء لَهُم

 


 

 

 

isammhgoub@gmail.com

بمناسبة فوز لاعبة التنس الرومانية سيمونا هاليب يوم السبت 13 يوليو الجاري ببطولة ويمبلدون للنساء على منافستها الامريكية سيرينا ويليامز في شوطين 2/6-2/6، أنشر أدناه مداخلات كتبتها قبل سنوات في قروب (ضُل النِيمَة) بتطبيق (واتساب)، جَمَعْتها في انتظار الوقت المناسب لنشرها، وأرجأته فاسحا المجال لما يتعلق بالتطورات السياسية.
لندع الاحداث والتطورات السياسية اليومية تجري مجراها، والحياة في مجالاتها الأخرى تسير سيرها الطبيعي، وإلى تلك الرسائل وخلفية موضوعها الرومانية سيمونا هاليب بجمالها وروعتها وحضورها في ملاعب تنس المضرب أو في أي مكان تظهر فيه، وارتبط ذات الموضوع بعُمْدَةِ بوخارست الشابة الحسناء الشقراء قابرييلا فيريا التي احتفلت العام الماضي بنجمة التنس سيمونا هاليب عندما حصلت على بطولة "رولان غاروس" الفرنسية ومنحتها مفتاح مدينة بوخارست، علما بان آخر نتائج استطلاعات الرأي العام تمنح قابرييلا فيريا المركز الاول بنسبة 47% للفوز برئاسة الدولة في الانتخابات الرئاسية القادمة التي ستجري نهاية العام الجاري 2019، فيما الرئيس الحالي كلاوس يوهانيس جاء في المركز الثاني بنسبة 44% من الاصوات. فهل تصبح لرومانيا، كما لكرواتيا حاليا، رئيسة حسناء شقراء فائقة الجمال والذكاء؟ الجدير بالذكر ان فيريا قابرييلا تقول انها تريد ان تبقى في منصبها عمدة للعاصمة للاستمرار في تنفيذ برنامجها الذي طرحته على ناخبيها في بوخارست في يونيو 2016 بينما حزبها الاجتماعي الديمقراطي قد يناديها للترشح تحت رايته لرئاسة الدولة.
لحين معرفة ذلك، أو في انتظار حدوث ذلك، إلى المقال القديم الذي أصبح جديداً بفوز سيمونا هاليب ببطولة ويمبلدون لتنس النساء، لتجد بعض صورها الجديدة مكاناً تستحقه بجانب تلك القديمة مع قابرييلا فيريا.

... هل صور ملابس البحر تخدش الحَياء؟
فيٍ يومٍ مِن شهرٍ في سنةٍ سابقةٍ، مضت عليها على الأقل ثلاثة، أو قُلْ، خمس سنوات إذا لَمْ تَخُنْ الذاكرة، رفعت لقروب (ضُل النِيمَة) للتواصل الاجتماعي بمنصة (واتساب) صورا للاعبة التنس الرومانية سيمونا هاليب في لقطات مختلفة وهي مُنْهَمِكَة ومُرَكِزة على أدائها في الملعب، وفي أخرى وهي بملابس البحر، وفي مجموعة ثالثة وهي تستلم كأس بطولة من البطولات العديدة التي حصلت عليها، وأرْفَقْتها بصور عُمْدَة العاصمة بوخارست قابرييلا فيريا في لقطات مختلفة، إحداها بملابس البحر مع زوجها في المنتجع الصيفي الروماني "مامايا" بالبحر الأسود.
اشتعل القروب بالرسائل والمداخلات والتعليقات، فوضَعْت كل منها في خانة تستحقه من الاهتمام بتعليقي عليها، وذات الاستحقاق أمْلَى عَلَيَّ ان اتجاهل بعضها، ولذلك لَمْ احتفظ إلَّا بردي على رسالة من صديقة أكِنّ لها كل التقدير والاحترام، وقد دَرَجْت على الاستفادة من مداخلاتها لعمق ما تكتبه، وكثيرا ما تبادلنا رسائل ضجت بالأفكار النَيِّرة والمواقف البَنَّاءة الموضوعية التي طَرَحَتها وتَطْرَحها، وأثق انها ستواصل طَرْحها بذات الموضوعية للتقدم خطوة للأمام في الحوارات.
أدناه رسالة طويلة كتبْتها، حينها، تعليقا على مداخلة منها، تجد الآن طريقها للقارئ، فشكري لها لا تحِدّه حدود:

... يا لبؤس ذكورة تثيرها ملابس البحر:
أسمحي لي أن أبدأ بالفقرة قبل الأخيرة التي جاءت في رسالتك عَالِيَةِ الأدب والذوق، فجعلها حديث الحِشْمَة الذي تمتطيه ان تتحجب وتتنقب وتتلفلف، وتغلف تعليقها بحديث الدين، فمن جاور قوما 40 يوما صار حديثه كحديثهم، ولا أعنى أهل (كافوري) وإنما بعض أهل (الضُل)، جيرة تأخذ منك، أحيانا، أكثر مما تضيف اليك يا سيدتي الجميلة.
لِمَ لَمْ يقبع تعليقك هنالك، ولو هذه المرة فقط حيث "التُكُل"، ويترك النشامى يبرمون أشنابهم، بدلا من أن يتبختر حديثك أمامهم إرضاءً لذكورتهم، يا لبؤس ذكورة تثيرها ملابس البحر، فلا عجب في جمادى أمْ رجب أن صوت المرأة عندهم عورة، فما بالك بارتدائها طقم سباحة أو عَرْض جسدها للشمس، وقد ضَحِكْتُ كثيرا لطرفة تقول:
قال ابن لوالده: يا أبوي شايفك مُكَجِّن أمي دي، إن شاء الله خير؟
الوالد: أمك دي مِن ما مَشَت عُمْرة وسَوَّت ليها سروال طويل، وبِقَت تعلقو مع سروالي في الشماعة، قلبي أباها تَبْ.
تلك ليست (نكتة) وإنما حدِيث عقل باطني جمعي للذكور الذين يشغلهم منظر "سُتيان وكيلوت"، فيهبون هبة رجل واحد ويصرخون ملء الحناجر: الحِشْمَة عروس تقاليدنا فلماذا كشفتم سيقان النساء المتشمسات في صور أمامنا؟ نريد ان نذهب اليهن في المنتجعات لنَراهِن "تيت آآ تيت- وجها لوجه" لا في الصور فقط.
دعينا ننهي سريعا حديث الحجاب في أوربا الذي لا أدري مكانه فيما نتحدث عنه، وثِقي أنه لم يقل أي مِن الاوربيين مِمَن يستنكرون الحجاب والنقاب في أوروبا "انه حَجْب لحرية المرأة".
أتقولين لِيَ "أهلك في الغرب"؟ إن قولك انهم أهلي وحتما تقصدين العالم الغربي الاوربي والامريكي، يدفعني لأحمد الله أن فتح لي فتحا مبينا فصار لي أهل في الغرب اسوة بأهلي في الشرق، فكل الإنسانية أهلي.
أهلي اولئك، قال مَن قال منهم في الحجاب الذي يتبختر في بلادهم، الكثير غير قولك ذلك - وسأتفق معهم إن أرادوا وضْع حَد لتبختره في كل الأمكنة -، وأهلي اولئك ينظرون إليه من اعتبارات أخرى عديدة متشعبة ليس فيها إهانة لدين وقد افسحوا للأديان، كل الأديان، ذات المساحات، ويعاملونها بذات القوانين فبلادهم تحترم دولة القانون ولا تعْفِصَ أو تطأ القانون بنعالها ولا (تفًجِخَخه) كما تفعل بلاد تدعي الحِشْمَة، والمجال ليس مجال ما قالوه عن الحجاب، ألَّا إذا كنت تريدين أن توسعي موضوع ملابس البحر، وهاك يا هيصة، ندْخِل في حديثنا التباين الطبقي وصراع الحضارات وصامويل فيليبس هنتنجتون ونهاية التاريخ وفرانسيس فوكوياما ونصل لابن رشد ومَن تأثروا بهم كابن طفيل والغزالي وغيرهما، ونَهَيِّص هيصة لا أول لها ولا آخر.
كان من الأفضل أن تخلينا في حدود المايوه، قطعة أو قطعتين، (كيلوت) ملون أم (خيط) بلون واحد حتى تغمر الجسد، كل الجسد، أشعة الشمس وتمنحه اللون البرونزي فيما نساء بلاد الحشمة يتجلخون ويتفسخون بحثا عن البياض، ولم أقرأ احتجاجا أن صور أوجههم المفسَّخة فيما أياديهن داكنة السواد قد خدشت حياء أحَد. يبدو أن الحياء خشم بيوت.. وحقا الخجل قِسْمَة ونصيب يوزعه الرب كيف يشاء.

... أقيس الفم بودعة.. ألقى الودع واسع:
أعود، يا صديقتي، لما جاء في رأس رسالتِك وقولك "لا يخْدش حياءنا صور الملابس ولكن تخْدشه الصور التي لا تليق بالنشر"، فأي صور تلك التي تخدش الحياء وهي ذات الصور متحركة وليست ثابتة، في مشهد مكتمل متكامل اللقطات الحَيّة تجري أمام الاعين في المنتجعات الصيفية وحمامات السباحة التي كل مَنْ في هذا القروب المحتشم قد مَرَّ عليها وجلس مع روادها ولم ترتجف له وَجنة حياء وخجل وحَلَف طَلَّق ان يغْشاها ولا يخشاها، بل يمشي ويجيها راجع.. ولسان حاله يغني:
أعاين فيهو واضحك.. القى الفرق شاسع
اقيس الفم بودعة.. القى الودع واسع
دا ما بيلقاهو زولا.. زي الصيدة ناجع
متلاعب ليس إلَّا.. ما موضوع مطامع
حياك الله شاعرنا الشفيف ود الرضي ومطربنا المبدع خلف الله حمد صاحب الصوت المُتَمَكِن والماكِن، إن صَحَّت الكلمة الثانية في وصْف صوت مغني، فقد كانت نفوس أهلنا طيبة وحلوة وفي غاية الشفافية وتعرف العيب الحقيقي لا تتدثر بكلمات مثل "محتشمة" وعبارات من شاكلة "خَدْش الحياء".. فلو عِشْتُما عصرنا الحالي، ود الرضي و ود حمد، لأقاموا عليكما متعريو العقول والنفوس المريضة حَداً يخترعونه من رأسهم مثل "الشروع في الزنا" تحت مسمى "ترك الحشمة تستعرض وتمشي عارية في قصيدة".. بخ.. بخ.. بخ!
شخصي يا سيدتي لَمْ يفترض "اننا شعب مُسْلِم متخلف يحب الحشمة، وعَكْسها سِمَة من سِمَات التمدن"، لا ولم ولن أفترض ذلك، فنحن شعب فيه أغلبية مسلمة ولم يكن متخلفا، وإن صار متخلفا، وقد صار بعضه، فلا ريب قد حدث ذلك بفضل التطرف الذي يسيطر على تفكير الكثير من الناس، وانتاجه وتغذيته في المساجد والمدارس والجامعات.
أما حديث الحِشْمَة فهو حديث والسلام يلقى على عواهنه، فمَن يرفض رؤية ساق عارية في صورة يذهب لصالة أفراح حيث الصدر والظهر عاريا لا يغطيه حتى توب "شيفون" والسيقان العارية ترقص وتتمايل وتَتْتَنى والمطرب يشدو:
فَرِّحي خلق الله واتني.. واستني يا شبه القمرا
ارقصي رُشي عبيرك فينا.. يكفينا وفتحي يا زهره
إشارتِك لحديث تطور الانسان من كائن عاري إلى كائن لابس "تحشما وحماية للجسد من أضرار الجو العام حر وبرد" هو ذات حديث ذات الكائن الذي يتحشم بملابس البحر ليمنح جسده فرصة التمتع بالشمس الطبيعية "علاجا من اضرار عدم تعريض الجسد لها". أليس كذلك؟
التقاليد الملكية في بريطانيا لمثل المناسبة التي ذكرتِها، تقاليد راسخة لا علاقة لها بما تقولين عنه اعترافا أو ما شابه مما تتحدثين عنه من هَوَسٍ يمسك بالبلاد المتخلفة فقط وذلك خط أحمر لا تقربيه، فلا الملكة الحالية ولا التي سبقتها خرجت عن تلك الرواسخ الثابتة عُرْفا، غير مكتوبة قانونا او دستورا.
وهل طلب أحَد مِنك في البلاد التي زُرْتِها غربا أن تنقلعي من جذورك أو ثقافتك، متخلفة كانت أمْ متطورة؟ بل تعلمين انهم يوفرون للجاليات التي تجنست بجنسياتهم كل معينات المحافظة على ثقافاتهم وتقاليدهم ويدفعون لهم مالا لذلك.. فلا تقارني ولا تبحثي علاجا لأمراض تخلفنا فيهم.
انهم حقيقة يكنون لك عظيم احترام لأنك لا تحتقرين ثقافتهم، ولكن قولي لهم: انني أستطيع مشاهدة منظر متحرك امامي لنساء ورجال بملابس البحر، ولا أجد اي حرج في الجلوس معهم، ولكن يخدش حيائي مشاهدتهم في صور في صحيفة ببلادي نقلا لذات المشهد.
سترتفع حواجب دهشتهم.. لن يحتقرونِك ولكنهم سيفهمونِك جيدا، وصدقيني لن يسحبون ذلك على الشعب الذي اتيتِ منه.. سيقولون انها تحتاج لعلاج نفسي، وسيقولون "أقال الرب عثرة ذلك الشعب وأخرجه من الظلم والظلام الذي يعيش فيه".

... والحديث عن عطبرة ذو شجون:
واخيرا أسمحي لي أن أعود لأعلى رسالتك وحديثك عن جمهور مدينة (عطبرة) التي ينطقها اهلها (أتبرا) كما كتبتِ، وقد اعتبرتِهم مرجعيتِك مسلمين ومسيحيين برغم تأكيدِك في رسالة اخرى أنَّكِ امدرمانية ولستِ عطبراوية.
هل تعلمين ان جمهور عطبرة في "الشعب" في سينما الخواجة او الوطنية او السينما الثالثة التي شيدت لاحقا ولا اذكر اسمها الان، لا يطْلِق صياحا ولا يصرخ افراده كما يفعل جمهور امدرمان والخرطوم عند ظهور مشهد في فيلم سينمائي لمنتجع صيفي أو حوض سباحة مليء بنساء ورجال وصبية وصبايا بملابس البحر؟
جمهور عطبرة لا ينظر لما تحت فستان البنات راكبات الدراجات الهوائية ذاهبات للعمل او للسوق أُسوة بالرجال. مرجعيتِك أية مرجعية اخرى يا سيدتي إلّا جمهور عطبرة الذي اعرفه وعشت معه واخذت من ثقافته.
كنا نسبح صبية وصبايا في ذات حوض السباحة في حي (السودنة) بالقرب من نادي الخريجين ونخرج منه سويا ونلتقي بآبائنا في النادي ليأخذ كل منا طريقه لبيته مع والده.. فهل تريدين حديثا إضافيا عن عطبرة وقد شاركنا بنات واولاد في بطولة الجمهورية للسباحة في الخرطوم بالنادي الإغريقي في النصف الثاني من الستينيات، اذا لم تخني الذاكرة، وكان يقع شرق كبري المسلمية.. وأظن حصلنا على المركز الثاني وميداليات ذهبية وفضية وبرونزية عديدة كما شارك سباحون وسباحات من مدينة مدني الجميلة.
لم يكن هنالك مهرجان سباحة للنساء وآخر للرجال. لم يكن هنالك شخص يخدش حياءه (شورت) او رداء سباحة، ولم نسمع عن جرائم اغتصاب لأطفال أو قُصَّر كما يحدث الآن عندما أصبحت صور ملابس البحر تخدش الحياء.. تباً لهكذا حياء، إنه ليس حياءً وإنما هوس جنسي وتفكير شخص غير سوي لا يعرف من الجِسْمِ إلَّا ما تحت الصُرَّة أو تحت تَنُّورَة الصبايا.
إن كانت ثقافة جمهور عطبرة الذي أعرفه قد تغيرت فقد يكون ذلك بدأ يحدث مُذْ عَمَّ الظلم والظلام الفكري والتدهور الاخلاقي الذي واكبه انتشار الحجاب والنقاب في بلدي وبلدك السودان اعتبارا من بداية النصف الثاني من السبعينيات.

... فيديوهات الفقر المدقع يجب ان تخدش الحياء:
أختم مستعملا خاصية (كوبي باست- النسخ واللصق) مع تحسين وإضافة لرسالة عنونتها لصديقنا "مجيد اساس" تعليقا على فيديو رفعه ظننت انه كان من المفترض أن يخدش حياءه وحياء كل اعضاء قروب (ضُل النِيمَة)، تجدينها ادناه مع تحياتي الحارة يا صديقتي واسفي ان كنت قد أثقلت عليك بردي الطويل هذا ودام الود بيننا، فقد جاء في تلك الرسالة:
لماذا تخدش الحياء يا صديقي مجيد اساس؟ حياء من لا زال لديه بعض حياء ممن رحمهم ربي.. فالأغلبية الغالبة التائهة، مهضومة الحقوق التي تأقلمت وتعايشت مع الظلم والقهر والفقر والمَسْغبة لم يَعُد لها حياء.. والأقلية التي صنعت وتصنع الظلم والقهر والفقر والمَسْغبة، اصلا لا حياء لها.
الحديث الذي استمعت اليه في الفيديو الذي رفعته لقروب (ضُل النِيمَة) يعَرِّي جماعات الاسلام السياسي التي احبت المال حبا جما، وجمعته جمعا لا يفتَر، فافقروا الشعب فقرا مدقعا.. وباعوا لهم الفضيلة في المساجد وتركوهم ينتجون الرزيلة في الشوارع.
إنه حديث يترك عورة الجماعة المتأسلمة في السَهلَةِ تخدش الحياء.. يرى الأسوياء به وفيه سيقان الجماعة عارية تجري خلف المال. أذرعهم مفتوحة لتحتضن مَن يُخرِّب معهم اقتصاد البلد وهم يهربون سبائك الذهب. اردافهم تهتز عند سماع رَنَّة قطعة نقود فينحنون لالتقاطها غير مبالين بمنظرهم المقزز في أعين السابلة. حيثما مروا يتركون خلفهم رائحة عفن فسادهم وأدلة سرقة مال الشعب وبراهين الظلم وحيثيات قهر العباد وقرارات تفتيت البلاد وسياسات إشعال الحروب فيها.
يا لفضيحة بلد تَولَّى حُكْمها جماعات الإسلام السياسي، ويا لعارها وعورتها المكشوفة وهي تظن أن صورة امرأة بملابس البحر تخدش الحياء.
تباً لهذه الاخلاق التي لا تنظر إلّا لما تحت الصُرَّة. لا تخدش الحياء صور نتبادلها لولائم "افطار رمضان" تقيمها جهات اعتبارية وأخرى بأسماء فردية او جماعية ما أنزل الله بها من سلطان، والفقر يمسك بأهل البلد، أغلب أهل البلد، وتخدشهم صور ملابس البحر.
ما يجري حول ذات الاخلاق والقِيم من فقر لا يخدش الحياء.. فان تسرق "بنت عشرين" دجاجة من سوبر ماركت في حي العمارات لا يخدش الحياء. وقطعا لا يخدش الحياء أن يطلب طفل من صيدلي دواءً لوالدته المريضة التي هرب منها والده لعدم قدرته على الانفاق عليها وليتها لم تفتح لبعلها فخذيها يوم تخليقه، ويترك الطفل أرجله للريح هاربا ويهرع الصيدلي خلفه بحياء غير مخدوش.
أن تمتلئ المساجد بالمصلين وبالشحاذين في آن لا يخدش الحياء.
أن تبيع طبيبة بكارة شقيقتها القاصر لتاجر، يتاجر في كل شيء حتى في شرف الحراير، لا يخدش الحياء. يقرأ الناس الخبر ويتبادلونه فهو لا يخدش الحياء ولا يدعوهم للخروج إلى الشارع حاملين سيوفهم للاقتصاص من القائم على حُكْمِ البلاد ومَن معه في سودان يصفه اصحاب حياء تخدشه صورة امرأة بملابس البحر، ببلد الاخلاق المُحَافِظَة والتقاليد بل والشريعة الاسلامية، بينما الكثييييير جدا مِن نساء ذات البلد بِتْن يأكلن ويلبسن ويتعلمن ويعشن من بكاراتهن التي يبدو أنها لم تعد كعودِ ثقاب فهي تشتعل الف مَرَّة ومَرَّة بفضل صباع أمير.. والأمر لا يخدش الحياء.
فعَن أي حياء تتحدثون وبأي حياء تعلكون عبارات الحياء، وأي حياء يتبقى لجماعات قُرَاد الخيل بعد أن خدشوا حياء وطن بأكمله وجعلوه بلا حياء، ولا حياء ولا حياة لمن تنادي؟
عجبي من اخلاق وقيم وتقاليد محافظة لا تخرج من قمقمها عند فض بكارة قاصر في دولة الاسلام والمسلمين وتنتظر ذات الاخلاق والقيم والتقاليد المحافظة صورة حسناء بملابس البحر لتثأر من شرفها المسكوب على قارعة طريق عبيد ختم ومحمد نجيب وكل الطرق وفي شقق الدعارة المجاورة لكل المساكن ولم يكتب الناس حتى الآن على بيوتهم "منزل أحرار" بعد أن أغلق المتأسلم الاول جعفر نميري "سبعة بيوت وابوصليب" فرحل سكانها وسكنوا في كل الأمكنة وفَرَّخ الفقر أمثالهم وامثالهن بأعداد لا تحصى، وصَفَّق له المتأسلمون من جماعات الإسلام السياسي وسيروا له المسيرات المليونية وها هم يمارسون العادة العلنية للخجل من صور ملابس البحر ولم تخدش حياءهم مشاهد منقبات ومحجبات في شوارع السودان يمارسن أقدم مهن البشرية على عيييينك يا خجل، فهنيئا لهم اغتصاب الأطفال في الخلاوي والمدارس جماعات ووحدانا.
تاب النميري من معاقرة "بنت الحان" فقرر أن يتوب كل الناس مثله ولم يترك ربنا أن يهديهم كما هداه، فاغلق البارات فانتشرت المخدرات وحبوب الهلوسة بين الشباب ونتجت أجيال مهلوسة ومخدرة وبات السودان يشهد جرائم يشيب لها الولدان من أمثلة قتل الابن لحبوبته وخالته وخاله دفعة واحدة، وجرائم أخرى لم يجد لها المجتمع عقابا حتى في قوانينه الجنائية.
حَجَرَ المتأسلمون على الفكر الحر والحريات وأعادوا صياغة المجتمع السوداني واغلقوا دور السينما التي كانت مشاهد من فيلم مثل "البنات والبحر" أو "صوت الموسيقى" أو "سيدتي الجميلة" لا تخدش حياء أحد، فصارت فقط صورة حسناء بملابس البحر تجعل من يسل لسانه كمن يسل سيفه أو خنجره أو سكينه لجَزِ الرقاب، فاتجه شباب البلد إلى التطرف وروج ألائمة للجهاد بأشكاله المختلفة فصار جهاد النكاح بابا للسفر لداعش. تلك هي محصلة المتأسلمين ومَن سار في دربهم ومَن غض الطرف عما عملوه ويعملونه في البلد.. فأين البلد يا ولد، ويا مجيد اساس؟
فضيحتنا بجلاجل يا صديقي مجيد اساس. شكرا على الفيديو الذي رفعته، سأحمله وأطوف به عند "اهلي في الغرب" الذين لديهم فائض من الحياء.. هَلُموا لاستيراده مع الغذاء والعِلْم والتقنية والتكنولوجيا التي يصنعونها مع صور الحسناوات بملابس البحر في حياء وحب يتمتعن بما خلق الخالق.

 

آراء