كذّاب كذّاب يا البرهان وبلاش استهبال .. قلم: عبدالغني بريش فيوف

 


 

 

أعلن رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبدالفتاح البرهان، يوم الاثنين 4 يوليو 2022، عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي تديره الآلية الثلاثية، مشددا على أهمية حماية وحدة وأمن السودان.
وقال البرهان في كلمة: "هدفنا حماية الأمن والتحول الديمقراطي"، مضيفا أن: "المؤسسة العسكرية لن تشارك في الحوار الذي تديره الآلية الثلاثية".
وأضاف البرهان: "ندعو جميع القوى الوطنية للمشاركة في الحوار السوداني"."
وأكد أن "المؤسسة العسكرية ستلتزم بتطبيق مخرجات الحوار"، وأن مجلس السيادة "سيُحل بعد تشكيل الحكومة المقبلة، وسيتم تشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة".
وأوضح البرهان أن انسحاب الجيش من الحوار "يهدف لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية لتشكيل حكومة كفاءات".
عزيزي القارئ..
هذا الخطاب الذي يبدو في جوهره، تنازلا للجيش عن السلطة، لا يعدو في حقيقة الامر، سوى استمرار للخطابات التضليلية السابقة لقائد الانقلاب. فهذا البرهان الذي يعاني من التخلف السياسي والاجتماعي والثقافي، كلما وجد نفسه في ورطة عميقة من انقلابه المشؤوم، لجأ الى تلك الخطابات التضليلية للهروب الى الامام من الأزمة التي تحيط به من كل ناحية.
برهان الذي أوقف عملية التحول الديمقراطي المدني، بانقلابه على الحكومة المدنية، وراكم أخطاءه فوق كاهل البلد.. خطأ بعد خطأ، حتى إذا صرخ الثوار أرحل يا البرهان، راح يراكم، ترقيعاً، أخطاء أخرى.. لا يستطيع ان يقول انه يهدف بخطابه هذا، حماية الأمن والتحول الديمقراطي!!
إن هذا الخطاب التضليلي، عزيزي القارئ، يجئ بعد ان تخبط في كل القرارات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، وبعد إصرار لجان المقاومة والقوى الثورية الحية، على اسقاط الانقلاب وإخراج العسكر والجنجويد من الساحة السياسية. إنهم يا عزيزي، يهربون إلى الأمام كلما شعروا بأن، الحلقات تضيق عليهم، يهربون إلى الأمام إنقاذاً لمصلحتهم، فهمهم ليس الوطن ومصلحته.
لم يكن لانقلاب البرهان أي مبرر، لكنه غرز أصبعه في الكرسي، حتى إذا سُد امامه كل السبل والحيل لإخراج نفسه من ورطة الانقلاب، قال إن المؤسسة العسكرية، لن تشارك في الحوار الذي تديره الآلية الثلاثية!!!.
يقول عبدالفتاح البرهان، إن "الجيش قرر إفساح المجال للقوى السياسية لتشكيل حكومة من الكفاءات المستقلة تتولى إكمال الفترة الانتقالية". لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو.. لماذا أطاح البرهان أصلا بالحكومة المدنية التي كان يرأسها الدكتور عبدالله حمدوك؟
عبدالفتاح البرهان، عزيزي القارئ، الذي تقتل اجهزته الأمنية وميليشياته الجنجويدية وحركاته الدارفورية "المصُلحة، لم يقل في خطابه التضليلي، بانسحاب جيشه من العمل السياسي والذهاب الى ثكناته، بل قال، بعدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي تديره الآلية الثلاثية، فالرجل هنا، ترك الباب مفتوحا، للعودة مرة أخرى والعبث بالعمل السياسي.
ثم ماذا يعني لدى الدلقان عبدالفتاح البرهان، تشكيل حكومة من الكفاءات المستقلة تتولى إكمال الفترة الانتقالية.. ولماذا هذا الشرط، لطالما قال ان مؤسسته العسكرية ستنسحب من حوار الآلية.. وما هي الضمانات على انه سيتقيد بمخرجات حوار الآلية؟
عزيزي القارئ..
تعهد البرهان بحل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة بعد تشكيل الحكومة. لكن من يصدق هذا البرهان الذي يكذب بإصرار وعزيمة منذ انقلابه.. ولماذا لا يحل مجلسه الانقلابي اليوم قبل غد إذا كان صادقا.. وماذا يقصد بالقول: انه سيشكل مجلس أعلى للقوات المسلحة بعد تشكيل الحكومة؟
لماذا يكون تشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من مهام العسكر، وليس من مهمة الحكومة المدنية القادمة إذا كان الرجل صادقا في كلامه؟
البرهان كذاب، يكذب بإجرامية فظيعة، حيث تتضح الاجرامية هذه من خلال تعمده إلى تحريف الحقيقة أو إخفائها، على عكس ما ينتظره منه من يتوجه إليه بخطابه الضحل، فعلى القوى الثورية الحية ولجان المقاومة، تفكيك هذا الخطاب المليء بالأكاذيب وتعريته، والمضي قدما في اعتصاماتها ومظاهراتها في كل مدن السودان واحياءها، حتى تتحقق اهداف الثورة مكتملة ب:
1/تشكيل حكومة مدنية كاملة.
2/تسريح ميليشيات الجنجويد وتقديم زعماءها للمحاكمات الجنائية.
3/هيكلة الجيش السوداني.
4/ان يكون الجيش وكل الأجهزة الأمنية والشرطية تحت إدارة الحكومة المدنية.
وفي الختام.. نتقدم باحر العزاء لتحالف اعتصام (الموز)، على خيانة عبدالفتاح البرهان له، ونقول له، ماذا كنت تنتظر غير الخيانة من برهانك الذي غدر بالحمدوك وحكومته!!
تحالف اعتصام (الموز)، الذي لم ينتصر على أنانيته المريضة، فأساء للشعب، كما أساء للدولة، قد استحق ما اقترفته يديه، بتأييده للانقلاب والوقوف ضد الثورة.

bresh2@msn.com

 

آراء