كــرت (مصوفن) وكرت محـروق
* الطريقة التي تجري بها الأحداث السياسية في العالم ـ والسودان جزء من هذا العالم ـ لا تجعلنا بالضرورة نلتزم رؤية أحادية أو بـُعد واحد في قراءتها ، ولئن سمح المقام بالإختلاف في الرأي مع ما كتب الأستاذ (حيدر المكاشفي) بمقاله والذي جاء تحت عنوان (قلقلة أم إدغام بغنة) ،فأقول إن مقاله حوي تحليلا أقحمنا جميعاً ـ علي إختلاف رؤانا وخيالنا وآمالنا ـ في طريق واحد ، وربما هي عدوي التعود علي سماع رأيّ واحد والمطالبة بإتباع رأي واحد وإن بدت نهاية النفق تضئ بملمح ضوء شاحب . ولكن يؤكد لنا الأستاذ المكاشفي من خلال مقاله أن ما يحدث داخل مؤسسة تنظيم (المؤتمر الوطني) ما هي الا معركة (مصارين بطن واحدة) وأن أي خلاف وإن بدا ظاهره شرساً ونهاياته صارمة فلن يفضي إلا لعودة حميمة وتلاقي (مقالدة) حار يضم جميع أطراف المعركة ..! هل تركت لنا هذه الرؤية (شق) دهشة بتطور مفاجئ لمآلات الأمور .؟ فقبل ساعات فقط من يوم الخامس والعشرين من يناير الماضي ، كانت أجندة عمل الرئيس المصري السابق مرتبة وموضوعة بحيث تسير وفق ما خُطط مسبقاً ، فوقعت ثورة ميدان التحرير وقبل أن يحقق رغبته بالإستمرار في السلطة حتي سبتمبر القادم (رحل) قبل مقدم شهر (فبراير) .. وهكذا يبدأ الحدث ثم يخرج عن السيطرة و(معركة المصارين) ، تفتك بـ(سيد البطن) أولاً ..!
* أعترف أنه من الثغرات التي قد تشكك في درجة مهنتك وإحترافيتك كإعلامي تحديداً هي تهاوي صمودك في الإستماع الي الآخر وإن تجاوز هذا الآخر منطق البشر والطير في حجته وإستبساله في الدفاع عنها .. هذا ما حدث وأنا أستمع الي الحلقات الأولي للسيد وزير الزراعة الإتحادي في برنامج (حتي تكتمل الصورة) ، وخرجت بعد مشاهدة معظم الحلقة ، الي أن السيد الوزير لن يمانع إطلاقاً في الإجابة علي أي سؤال يطرح وإن تفرغت وأفرغت قناة النيل الأزرق برامجها وحشدتها قبالة السيد الوزير ، طالما أن إجابات سيادته علي شاكلة (أنا مش كيشة وأعرف القانون جيداً.. الدستور لن يمنعني من إستثمار أموالي طالما ليست بإسمي ) . إلا أن هذا التدفق الذي سخر من عقولنا ، وليمضي أقل من شهر وتطيح (ثورة صغيرونة) داخل البرلمان بتحليقات السيد الوزير علي أفق إٍستثماراته لتطلب منه هبوطاً عاجلاً وإجابات لا (مساهمة) فيها عن قضية التقاوي . ونعيد الجلسة أمام ذات البرنامج وإستضافة السيد الوزير ونحن أكثر إستنفاراً وتحفزاً لسماعه بل إن بعضنا (ربي راس تاني) لكي يستوعب إجابات السيد الوزير ولكن التحصن وراء أن هذه القضية بدأت وإنتهت قبل توليه الوزارة ، لن تحمي أن يحاسب كل من تجب محاسبته . ولكن إستفادتنا نحن كمتابعين في جزئية الخطاب السياسي فلنحاول الإستماع مرة أخري للسيد الوزير في حوار جديد وأيضاً عن إستثماراته ، وإن كنت أشك أن تـُري (إبتسامته) بذات الإتساع ..!
zizetfatah@yahoo.com