كلاهما شاهد ما شافش حاجة ، سرحان عبد البصير وزيلينيسكي . الأول (عيط) من ضيق (الجزمة) والثاني من ضيق البدلة !!

 


 

 

ghamedalneil@gmail.com

وجرت احداث الفلم في جو من العياط الثقيل والمتفرجون ضاقوا ذرعا بسرحان عبد البصير الذي عكنن مزاجهم وحرمهم من الاستمتاع بالفلم الملون والترجمة التي علي الشريط وحاولوا عبثا أن يسكتوه ولكنه كان يرفع صوته أكثر ووصلوا معه بعد أن أعيتهم الحيلة في إخماد صوته المتلف للأعصاب أن يجربوا معه سلاح الإغراء ووعدوه أن كف عن البكاء والنحيب أن يبنوا له مساكن شعبية ويخفضوا له الاسعار و يوفروا له المواصلات والتعليم والصحة ويجعلوه في رفاهية لم يحلم بها أهل السويد والنرويج وفنلندا ولكنه ظل يعزف على وتر الإخلال بالأمن والطمأنينة إلي أن فهم القوم في آخر المطاف أن المشكلة التي سببت كل هذا الألم والشجن هي ضيق الجزمة ولا علاقة من بعيد أو قريب لما حدث من دراما بأزمة سياسية أو اقتصادية وكان المحافظ قد وصل في قمة التصعيد والولولة الصادرة من سرحان عبد البصير ولم ينسي أن يحضر معه بطيخة لتلطيف الجو واطفاء ألسنة اللهب المتصاعدة التي أوشكت أن تطيح بهيبة الدولة والقانون والنظام !!..
رأينا زيلينيسكي وسط زحمة من الرؤساء الاوربيين في قميصه ال ( تي شيرت) وتقريبا كل أركان حربه كانوا مثله في هذا الزي الميداني الجديد الذي صيرته سخونة المعارك ضرورة قصوى فالروس معروف عنهم أنهم بينهم وبين الرحمة فراسخ واميال وان في قاموسهم لا يوجد عندهم تعبير مثل شاكلة ( يمة ارحميني ) وقد شاهدهم العالم وهم يصبون الحمم علي الأبرياء والعزل والمدنيين ولا يفرقون بين ثكنة عسكرية أو مساكن أو دور إيواء ومسارح وفنون !!..
ولذلك كان علي زيلينيسكي وقد وقع في شر أعماله وصدق الغرب بأنهم سينصروه علي أبناء عمومته بالرجال والعتاد ونام نوم العوافي ليصحو كاسف البال تطفر الدموع من عينيه كالشلال ورمي ببدلته وربطة عنقة وابدلهما ب ( تي شيرت ) حدادا علي حال بلاده الجميلة الغنية التي حولها الخداع الأوروبي الأمريكي الي أرض يباب ينعق فيها البوم وقد هجرها أهلها إلي الشتات وليس عندهم ادني فكرة متي سيعودون لأرض الآباء والأجداد !!..
كنت وستظل يا زيلينيسكي شاهدا ما شافش حاجة لانك رهنت رهنت دفاعك عن وطنك للغرباء الذين حرشوك علي أبناء عمك الذين حملوا عليك حملة مضرية لأنك خرجت عن بيت الطاعة واردت أن تلعب ب ( ديلك ) والنتيجة دمار ودمار في طول أوكرانيا وعرضها والامريكان والأوروبيون يثرثرون علي ضفاف انهرهم بأحاديث للاستهلاك المحلي وتزجية الوقت واخلفوا كل ما وعدوه لك وحتي شحنات الأسلحة التي يرسلونها بين وقت وآخر يصطادها بوتين في الجو وتقع علي الارض جثة هامدة !!..
وان كنت يازيلينيسكي تحلم بأن تقبض المحكمة الجنائية الدولية علي بوتين وتحاكمه بتهمة الإبادة الجماعية نقول لك أن هذه المحكمة فشنك وصفر كبير وهي اصلا مصممة لتأديب الدول الضعيفة ونحن في السودان ما زلنا ننتظر منها القبض على الرئيس المخلوع وزمرته ولكنها مازالت تتلكا وهذا اكبر دليل على ضعفها وهوانها وقلة حيلتها !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

 

آراء