*إن الحكومة الحالية والتى أخذت إسم حكومة الوفاق الوطني بعد أن ولدت من حوار الوثبة والذى ظنت الحكومة أن مجرد هذه اللمة كافية لحل مشاكل السودان المستعصية وأزماته التى نخرت في عظامنا ، ونؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن الحديث عن فساد النظام ومنظومته لم يعد يحتاج لكتابة الكتاب فهذا واقع لم يعد يجهله أحد وإنه أمرً لايختلف حوله إثنان ، وبرغم ذلك فقد حملت الاخبار بالأمس ( أقر رئيس الوزراء القومي الفريق / بكري حسن صالح ، بصعوبة الأوضاع الإقتصادية ، وأعرب عن ألمه لحال الشارع وقال (متألمون لما يحدث في الشارع من صفوف جراء أزمة الوقود )وأضاف : نعلم أن الظروف صعبة جداً جداً وماناكرين ) وتعهد رئيس الوزراء لدى مخاطبته البرلمان بإجراء معالجات لإزالة ماوصفها بحالة الهلع التى تخيم على الشارع السودانى ، وتابع (نحن مسؤولين أمام الله والبرلمان عن الشعب ولكن العلاج لن يأتى في يوم وليلة انما خطوة خطوة ،ووأوضح أن الإجراءات التقشفية كان من المفترض تطبيقها منذ العام 2011 عقب انفصال الجنوب ولكن أرجئت تقديراً لظروف المواطنين حسب تقدير الاقتصاديين .
*والان رئيس الحكومة مواجه بنتائج تقديرات خاطئة لإقتصاديي مابعد الإنفصال الذين عجزوا عن مواجهة الأزمة في وقتها وقاموا بتأجيلها لمدة سبعة سنوات عجاف ، ليدفع الشعب السوداني ثمن بؤس تقديراتهم الإقتصادية غالياً ، حتى يضطر رئيس الوزراء لتقديم شبه إعتذار عن الجريمة المنكرة التى وقعت على هذا الشعب ، وإقرار السيد رئيس الوزراء بالأزمة والألم لما يعانيه المواطن يمكن قبوله من زاوية النبل السياسي ولكنه لاينفي المحنة التى أدخل فيها الإقتصاديين البلد لهذا النفق المظلم!! والان محكمة الفساد قد فتحت أبوابها فهل نتوقع من السيد رئيس الوزراء الدفع بهؤلاء الاقتصاديين لهذه المحاكم ؟! نأمل ذلك. *ومن عجب إنه في الوقت الذي يقر فيه السيد رئيس الوزراء بمعاناة الشعب وبوجود أزمة وأعرب عن ألمه لحال الشارع ، وقف في نفس الجلسة أمام البرلمان نائب الرئيس السابق أو الأسبق الحاج آدم الذى عيرنا بقمصاننا قبل الإنقاذ ، فهاهو يحرض الحكومة بضرورة رفع الدعم بصورة كاملة عن السلع والمحروقات وعدم مراقبة السوق وترك الأمر للعرض والطلب ليتحكمان في الاسعار بالأسواق تطبيقاً لسياسة التحرير الإقتصادي . للأسف كان هذا الرجل نائباً للرئيس في هذا الزمن التعيس ، فهل يحتاج هذا الحديث لتعليق أكثر من كلمات لاتصلح للنشر ؟!وسلام ياااااااوطن.. سلام يا قال عالم نفس مكسيكي : (لا يمكن لإنسان عاش تحت نظام عسكري عاماً واحداً أن يكون سوياً سلوكياً ) ماقولكم فيمن عاش ثلاثون عاماً ؟ هل عرفتم سر بقاء الإنقاذ كل هذه السنوات ؟ وأنا أيضاً .. وسلام يا.. الجريدة الأربعاء2/5/2018