كل من جلس لامتحان الشهادة السودانية هذه السنة فهو ناجح

 


 

 

==========
د.فراج الشيخ الفزاري
========
لو كنت أملك من الأمر شيئا،لأمرت بنجاح كل طلاب المرحلة الثانوية الذين أدوا امتحانات الشهادة الثانوية هذه السنة...والانتقال بهم جميعا لمرحلة المنافسة لدخول كلياتهم المفضلة حسب التخصص في المجال العلمي أو الأدبي وفقا للآلية التي سنقترحها في هذا المقال الذي اقتضته الضرورة.
نجاح كل الطلاب في هذه الامتحانات لن تضر أحدا..ولن تفرق كثيرا في مسار العملية التعليمية..بل تعد سابقة حميدة تتناسب والحالة السودانية، الاستثنائية التي تمر بها البلاد..فتصبح بالتالي كل النتائج استثنائية ، يكفي طلابنا اجتهادا واهتماما أنهم لقد لبوا نداء الوطن ..وتقاطروا نحو مراكز الامتحانات رغم الدانات والمسيرات التي تستهدف حياتهم..ألا يستحق ذلك منحهم المعادل الموضوعي بنجاحهم في امتحان الحياة وعدم خوفهم من امتحان الموت؟
لقد قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي، بكثير من الدهشة،والحسرة، شكوي بعض الأقلام ،من صعوبة مادة الكيمياء..وأن الذين وضعوا أسئلة هذه المادة، العسيرة بطبيعتها، وضعوها علي درجة عالية من الصعوبة والتعقيد.. ولم يراعوا المشقة التي يعانيها هؤلاء الطلاب ،في التحصيل والمراجعة ،فضلا عن انعدام الكتاب والأستاذ والمدرسة بل ،أحيانا، الحجرة التي تأويهم...إنه جهد عظيم لا يقدر بثمن..إلا ثمن واحد..وهو النجاح الذي يستحقونه بجدارة..
ذهبوا الي الامتحانات وفي البال بأن وزارة التربية والتعليم أدري بحالهم وأحوالهم ..وسيجدون القلوب الرحيمة ..والوجوه المستبشرة..الحانية الهميمة..ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام امتحان آخر..مترع بالتعقيد وكأنهم بخوضون معركة أخري ذات اتجاه فكري تتحدي معارفهم في زمن الحرب..فالحرب خدعة..وكذلك امتحانات هذه السنة..فالحال يجب أن يشبه بعضه البعض!!!
أعود وأقول، لو كان الأمر بيدي،لأعلنت ،وعبر كل الوسائط الإعلامية،نجاح كل طلاب الشهادة السودانية لهذه السنة ،مقدما وقبل نهاية الامتحانات.وأن التنافس بين الطلاب لدخول كلياتهم المختارة، سيكون محصورا بين الدرجات المتحصلة لكل طالب وبقية الطلاب المتنافسين..أما النجاح ..فالكل ناجح هذه السنة ما دام قد جازف بحياته وحضر الامتحان وشارك فيه..بغض النظر عن عدد الدرجات المتحصلة ولو كانت صفرا في كل المواد..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء