كما توقعنا جاءت المباراة (غمة) وليست (قمة) !!

 


 

 

يوم امس ٢٩ ديسمبر كانت المهزلة بل كانت المأساة والفضيحة المدوية لما آل إليه حال كرة القدم في بلادنا الحبيبة التي كانت تعشق هذا المنشط لدرجة ( المتيمية ) أن صح التعبير ورأينا علي المستطيل الأخضر اشباحا لا تخرج من أقدامها تمريرة واحدة صحيحة ودائما ضربات الرأس المصوبة علي المرمي تطيش بعيدا عنه والضربات الثابتة تنفذ بعشوائية وحائط الصد يكون مائلا مثل برج بيزا والمباراة في مجملها عبارة عن كر وفر و ( شلاليت ) ونطح وشطح مثلما يفعل الوعل مع الصخرة ليفلقها ويخرج من المعركة بقرن مكسور !!..
طيب ياشعبنا الأبي الكريم هل من الحكمة أن تنقل هذه المباراة عبر الأثير صورة وصوت وكأننا ننشر غسيلنا القذر ليراه العالم أجمع هذا العالم الذي عرف دكتور عبدالحليم محمد النطاسي البارع والأديب الاريب الندس والسياسي المحنك رئيسا لاتحاد الكرة عندما كان السودان درة بين الأمم الأفريقية وشامة وسط العرب تعرفه أوروبا وتعرفه الامريكيتان واستراليا ودول الكاريبي والصين وبلاد الغال والبنغال والهند والباكستان وكوريا والاتحاد السوفيتي القديم !!..
بالنسبة لي وقد شاهدت المباراة في التلفزيون القومي بعيون مزغللة لأن بنبان البرهان وحميدتي وعنان قائد الشرطة اقتحم علينا بيوتنا عصرية أمس وفعلا كان مفعوله قوي لانه صناعة إسرائيلية حاقدة يدخل الي العيون والأنف والفم والاذن والحنجرة مثل نار الفراق الحراقة !!..
وعاد نتيناهو عودا لا حبيبا ولا مستطاب وهذه المرة اصطحب معه ابن غفير وزيرا للأمن العام وعدلوا له القانون لبناء مزيدا من المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية واعطوه من الصلاحيات ما يمكنه من المزيد والمزيد بالفتك بالفلسطينيين وأمة العرب وجامعتهم لا في العير والنفير ونتنياهو مازال مصمما لاستجلاب مغفلين جدد من الدول العربية ليلحقوا بركب التطبيع وزولنا البرهان مرشح بقوة أن يدخل نادي التطبيع فترضى عنه امريكا ويصير الرئيس المقبل للأمة السودانية رغم الهيلامانات والتوقعات الإطارية وتضييع الوقت وتسويف القضية حتي صار الاشياء ليست هي الاشياء والملل أصبح سيد الموقف ومحاكمة مدبري انقلاب ٣٠ يونيو تسير بسرعة السلحفاة وسبدرات والقاضي وهيئة الاتهام كلهم مشاركون في مسلسل اسمه ( دخلت نملة وشالت حبة وجات طالعة ) !!..
كانت لنا ايام وكانت لنا كرة وسباحة وملاكمة وشطرنج ودورات مدرسية خرجت افذاذ اللاعبين والأدباء والفنانين والشعراء وكان لنا جمهور رياضي يعشق اللعبة الحلوة حتي لو اتت من الخصم وقد استحقوا بذلك لقب فاكهة الملاعب !!..
بالأمس القريب سقط الحكم بأدائه البائس وحركته البطيئة وبلادته الظاهرة وسقط الجمهور بحصبه للميدان بالحجارة احتجاجا على التحكيم الفاشل كما كانوا يرددون !!..
ومن خلال مجريات اللعب يحس المرء بأن المدربين المستجلبين بالعملة الصعبة لا لزوم لهم لانه لم تكن لهم أي بصمة في اللاعبين وهؤلاء اللاعبون الأجانب ماذا أضافوا للكرة السودانية غير العذاب والخراب ؟!!
والتعاقد معهم يكلف الشيء الفلاني وقد افلسوا بخزاين الأندية التي استجلبتهم مثلما أفلس فكي جبرين بخزينة الدولة !!..
علي العموم مباراة القمة المزعومة كانت كابوسا مزعجا جثم علي الصدور ومنع منها الأوكسجين وأسباب الحياة مثلما تفعل كبسولات البنبان الإسرائيلية التي استوردها البرهان وحميدتي للقضاء علي الثورة ولكن هيهات !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////

 

آراء