كم شُفْت من مجهول مصير في السودان، والسودان نفسه مجهول مصير!

 


 

 

* السودان نفسه مجهول مصير، طالما غيَّر البرهان اتجاه الثورة عن عمد، بعد إنقلابه عليها، وصار يتخبط في وحل نظام المؤتمرالوطني، ثم عكف يقود الحياة السياسية والاقتصادية من تدهور إلى تدهور..

* إما أعمى أو مكابر هو من لا يرى التصدعات المميِّزة لكل أساسيات وجود دولة السودان الآن، وأعمى أو مكابر كل من لا يبصر جدران المؤسسية تَتَدَاعَى بمتواليات مخيفة..

* لقد فقدت سلطات الانقلاب السيطرة على التفلتات الإقتصادية والتضخم الجامح، فانتشر الفقر والجوع في المجتمع، وانتشرت مع الفقر والجوع جرائم النهب والسرقة في البيوت والشوارع..

* لِمَ لا ينتشر الفقر والجوع بعد أن ابْتُلي السودان بوزير إقتصاد (دبَّاب) يتعاطى مع الاقتصاد تعاطيه مع المدافع والبنادق ب(العافية).. وانبرى يموِّل ميزانية الدولة بتلك (العافية)، مدخلاً يده في جيب كل مواطن لأخذ ما بدا له من مال، دون مراعاة لأسس العدالة الاجتماعية والإقتصادية، إذ رفع الضرائب والرسوم بنسبة 400 بالمئة وفي حالات أخرى إلى 600 بالمئة، فكان أن حلت الكارثة ب(قفة الملاح)..

* هذا وزيرُ رسومٍ وجبايات ثم رسوم وجبايات.. ولم تسلم حتى دولة جنوب السودان الشقيقة من زياداته على الرسوم حيث رفع تكاليف إيجار خطوط أنابيب بترول الجنوب عبر السودان بمنطق المدافع والبنادق، ما دفع دولة جنوب السودان إلى إيجاد طرق بديلة لتصدير النفط الخام إلى السوق العالمية..

* ومن ناحية أخرى، يتحدث اتحاد أصحاب الشاحنات عن خروج اكثر من 10 آلاف شاحنة عن العمل من جملة 22 الف شاحنة، بسبب زيادة رسوم العبور 600%، حيث ارتفغ سعر ترحيل الطن من بورتسودان الى الخرطوم للشاحنة (سنقل) من 10 آلاف جنيهاً الى 70 الف جنيهاً..

* والشاحنات هذه هي التي تغذي المصانع بمعظم مدخلات الانتاج كما تغذي المتاجر بالبضائع الجاهزة وهي التي تنقل الصادرات إلى الموانئ..

* وأجبرت الزيادات الجبريلية 5940 مصنعاً، من إجمالي 7350، على التوقف عن العمل
بسيب إرتفاع تكاليف الإنتاج وشح النقد الأجنبي.

* وصرح مدير شركة الماشية وعضو غرفة المصدرين عن توقف جميع شركات التصدير عن العمل، وعن أن هناك (1000) شركة متوقفة عن العمل سلفًا،

* وأجبرت الزيادات الجبريلية التجار على إغلاق محلاتهم التجارية، في أسواق العديد من المدن، بعد أن أرهقت الزيادات غير المنطقية أعمالهم.. وهم الذين كانوا يحمِّلون المستهلك أي زيادة في الضرائب والجبايات على بضائعهم، وحين تدنت القوة الشرائية لدى المستهلكين، وعزفوا عن الشراء كسدت البضائع، وصار العبء على التجار بلا طائل..

* كان لا بد أن يعزف المستهلكون عن الشراء، إذ صار الحصول على السلع الأساسية، من مأكل ومشرب، هو غاية ما يتمناه المستهلك السوداني اليوم، بعد أن هوَت قوتهم الشرائية إلى الحضيض..

* أيها الناس، إن المعطيات السياسية الحالية لا تبشر بخير يلي السودان، ما لم يسقط البرهان وحميدتي وجبريل..

* وهؤلاء لن يسقطوا ما لم تتفق قوى الثورة الحية على المشتركات في ما بينها، بجدية تحترم دم دماء الشهداء والمصابين والمفقودين..

- اللهم قد بلغت فاشهد!

oh464701@gmail.com

 

آراء