كيفما كانت نهاية الحرب أو استطالتها: لا مهرب من ثورة الشعب !!

 


 

 

كيفما انتهت هذه الحرب العبثية اللعينة فإن الثورة باقية..! وعلى أنصار ثورة ديسمبر العظمى أن يجمعوا صفوفهم ويرتبوا أمورهم لما بعدها..وأنصار الثورة (ولله الحمد) هم كل الشعب السوداني عدا الفلول وأنصار الإنقاذ وتابعيهم والاخونجية وأحباب الباطل المستنفعين من الحرب وجوقة الانقلاب وبعض الحركات التي هتك الله سترها وأبان عورتها.. !!
ومع إنها حرب خاسرة مجرمة من أولها إلى أخرها (طرفاها الاخونجية ومليشيات الدعم السريع) فكيفما يكون الواقف على رجليه من الفريقين المتعاركين بعد نهايتها..فإن على الثوار وأنصار المدنية أن يستعدوا لمواجهته بقوة السلمية وشعار المدنية حيث لا تنازل عن استحقاقات الثورة (كاملة بغير نقصان)..الحكم المدني الكامل والجيش القومي الموحد (خالي كيزان) والدولة الحرة الديمقراطية (خالية مليشيات) والعدالة ومحاكمة المجرمين واللصوص .هذا هو المآل مهما تطاولت الحرب وكيف كانت نهايتها..ولا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس..والثورة باقية جفت الأقلام وطويت الصحف..فبأي آلاء ربكما تكذّبان..!
كل ما عدا ذلك تخرّصات وسموم وترهات وزبد سوف يذهب به الهواء..مهما علت عقيرة إعلام الفلول وأنصار الحرب الذين يقتلون الناس في بيوتهم ويطردونهم من مساكنهم ويخلقون سوقاً رائجة للفوضى واستباحة الدماء والنهب واللصوصية..ولن تعود الحال على ما كانت عليه قبل هذه الحرب الملعونة وقبل انقلاب البرهان بؤرة الشر والسبب الرئيسي في كل هذه الشرور والجرائم الكبرى والنزعات الخبيثة التي تريد تدمير الوطن من اجل عودة الاخونجية ومليشياتها لمواصلة القتل والنهب والخراب..!!
هذه الحرب كنست ما قبلها من مؤامرات ونوايا سوء..ولن ترضى الثورة بغير مدنية الدولة كاملة وأن يكون الجيش جيشاً وطنياً مهنياً لا يقوده الفلول و(الهلافيت) ولا يظل رهناً للاخونجية كما يعملون ويخططون..ولا أن تبقى الشرطة كما أراد لها الانقلاب مطية للمحاباة والمعارف واللصوص وضعفاء النفوس والعقول..من أصناف وزير داخلية الانقلاب ومدير الشرطة (موضع ثقة البرهان) الذي هرب من البلاد عند أول طلقة في هذه الحرب اللعينة..وركل بقدمه أمانة الشرطة وقسَم المنصب وترك القتلة واللصوص يعيثون في الوطن فساداً...هؤلاء هم أصناف البشر الذي جاء بهم الاخونجية وانقلابهم المشؤوم ومليشياتهم...!
لن يتوقف الناس عند مهاترات اعلامنجية الفلول الذي يزعقون الآن باسم الإنقاذ والانقلاب وهم يرمون أنصار الثورة بأنهم هم الذين أشعلوا الحرب..وطوراً يقولون أن قوى المقاومة والحرية والتغيير تناصر الدعم السريع..! ومثل هذا الكلام لا يشبه إلا (القئ المُقرف) الذي يسيل من الأشداق ويطفح من البطون المُتخمة بأكل السحت والحرام..! حيث أن الدنيا والجمادات والعجماوات تعلم أن الشعب وبكل قواه المدنية خرج يهتف (الجيش للثكنات والجنجويد ينحل)..فماذا كان رد البرهان وعساكر الانقلاب ومليشيات الاخونجية وكتائبهم وجماعة الدعم السريع غير إطلاق الرصاص على مواكب الثوار..وغير القنص والسحل بالمجنزرات..! في حين كان رد قادة الانقلاب ومعهم الاخونجية بأن الدعم السريع هو حامي البلاد وانه جزء لا يتجزأ من الجيش..بل انه هو الساهر على حماية البلاد..ولم يكن ذلك من باب الدعم المعنوي بل كان دعم الانقلاب والاخونجية وجماعة الإنقاذ لمليشيا الدعم السريع ذهباً وتمويلاً وأسلحة ثقيلة وراجمات ومقارات وإنعامات ورتباً ونياشين ..‍!
كل هذه الأكاذيب والهرجلة والصفاقة وقلة الحياء ما هي إلا محاولات للهروب إلى الأمام لا جدوى لها..فالثورة باقية..ولك أن تنظر يا صديقي إلى ما وصل إليه الذين يعملون في خدمة الانقلاب من الحال المائل و(قلة القيمة)..مثل رجل قال انه وزير خارجية السودان (اسمه علي الصادق) ذهب في "رحلة هزلية" والسودان مُستباح وأهله تحت القصف والرصاص وبيوته محتلة بالمليشيات والمجندين..وأهله في محرقة لاهبة من انعدام الأمن وفقدان الغذاء والكساء والمأوى وانعدام المرتبات..ذهب (ليمثل بالسودان) في مؤتمر بأذربيجان..ولم يحث وزير الانقلاب المؤتمرين على وقف الحرب أو إغاثة اللاجئين والنازحين والمهجّرين بل نقل الوزير الهُمام البشرى للسودانيين بإعادة العلاقات قريباً مع إيران..! وظهر وزير الانقلاب إلى جانب وزير الخارجية الإيراني بابتسامة عريضة..لا ندرى ابتسامة على ماذا..؟!!
إعادة العلاقات مع إيران هذا هو موضوع الساعة لوزير خارجية الانقلاب..وبلاده غاطسة في الدماء والوحل وخزينتها خاوية وهو يذهب في (نزهة فارغة) إلى اذربيجان في مؤتمر دوري مراسيمي لا يقدم ولا يؤخر..بل يبشرنا بقرب إعادة العلاقات مع طهران..! الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء