كيف تعامل (الأرادلة ) مع كارثة ولاية الجزيرة ؟؟
بشرى أحمد علي
22 August, 2022
22 August, 2022
قبل وقوع هذه الكارثة كان الجنرال البرهان مشغولاً بتزويج شباب (الشباطاب) في ولاية نهر النيل ، وقد جازف بالتصريح وأكد أن اسباب أزمات الشباب هي العزوف عن الزواج ، وقد وعد بحل هذه المشكلة في كل أنحاء السودان ..
وغير بعيد من ذلك الحدث ، كان الجنرال حميدتي مشغول ببرنامج آخر لا يقل لباقة عن برنامج السيد القائد وهو إقامة حفلات بمناسبة (الختان ) الجماعي ، وكانت الزغاريد قد إختلطت بأصوات التكبير والتهليل عند (قص ) كل طفل ، وكانت العملية أشبه (بالتعميد ) عند مسيحي شمال اوروبا ..
وهناك في دارفور القصية كان المارشال يعيش عالمه الخاص منتشياً ويمشي كالطاووس ، والنشطاء ينقلون صوراً لعملية إنهيار سد أم دافوق ولكن المارشال لم يكن صاحياً وقتها وكان يعيش عالم ألف ليلة وليلة ويصطحب معه بعض الأعراب الذي قدموا أنفسهم إليه على اساس أنهم مستثمرون عرب ، فطار قلبه من الفرح وسال لعابه وكرس وقته على جعل هذا الوفد يزور منطقة جبل مرة ويتذوقوا برتقالها ، ولم تكن محنة السيول والأمطار في دارفور هي الشغل الشاغل للجنرال المرتزق الذي لم يركب الطائرة إلا بعد سقوط نظام البشير
هذا هو الوضع قبل وقوع الكارثة ..
وعندما بدأت النشطاء ينشرون صور كارثة المناقل لاذ الأرادلة بالصمت وبعضهم شكك في الصور وقال أنها تخص أعوام ماضية ..
اسبوع كامل ولم يتحرك أحد فجذبت الأزمة الإعلام الخارجي والذي كشف ابعاد الأزمة وتداعياتها ، وقتها كانت قنوات الإنقلابيين تبث حلقات قديمة لمسرحيات فضيل السمجة ، لكن الكارثة بدأت تتضح رويداً رويداً ، والكارثة الكبرى أن وزير المالية جبريل إبراهيم قد إستخدم ميزانية الطوارئ في تمويل إتفاق جوبا فأنكشفت البلاد وأصبحت عارية من الموارد ..
وبدأ الإنقلابيون يتعاملون مع الكارثة ولكن بشكل مختلف بعد أن كثرت التساؤلات ، فتم إرسال عضو الإنقلاب الطاهر حجر للوقوف على أحوال الناس في الجزيرة ولكنه إكتفى بلقاء أبناء جلدته في الجزيرة ، والرجل كان خاوي الوفاض ولا يملك قراراً أو مالاً ..
وقد عاد الفريق برهان من ولاية نهر النيل لمتابعة مبادرة الشيخ الطيب الجد وتشكيل حكومته المرتقبة ولكن الكارثة أخرجته من قمقمه حيث ساد السؤال المحرج أين الحكومة ؟؟
إستقل البرهان مروحية وهبط بها في بقعة يابسة لم يصلها السيل ، وقام بحشد الهتيفة والغوغاء وجعلهم يستقبلونه بالتكبير والتهليل ..
والبرهان تحيط به الحراسات الأمنية ، والشعب تحاصره المياه ، بدأ خطابه بالندم على الثلاثة سنين التي مضت ، وبالطبع لم يخصم منها فترة الإنقلاب الذي يقوده ، وبأن آخر يوم في هذه الثلاثة سنوات وقبل الإنقلاب كانت هناك أكثر من ملياري دولار في خزائن بنك السودان تقاسمها البرهان مع الحركات المسلحة ، الفريق برهان والناس في قمة الكارثة لا ينسى معاركه الخاصة ، كما كان يستغل بيوت العزاء للتشكيك في الحكم المدني فهو يكرر نفس الأسلوب ويظن أن الكارثة هي منتدى سياسي يستطيع من خلاله جلد خصومه ، ويقرأ البرهان الغيب ويؤكد بأن ما حدث لن يتكرر ، وهو يعد بشئ لا يملكه ولا يتحكم فيه ، لا أحد يستطيع التنبوء بالكوارث أو وقت حدوثها ، ولو كان يعلم الغيب لما دبّر هذا الإنقلاب الفاشل الذي عزل السودان عن محيطه الإقليمي والدولي وجعلنا نرزح تحت الديون.
وغير بعيد من ذلك الحدث ، كان الجنرال حميدتي مشغول ببرنامج آخر لا يقل لباقة عن برنامج السيد القائد وهو إقامة حفلات بمناسبة (الختان ) الجماعي ، وكانت الزغاريد قد إختلطت بأصوات التكبير والتهليل عند (قص ) كل طفل ، وكانت العملية أشبه (بالتعميد ) عند مسيحي شمال اوروبا ..
وهناك في دارفور القصية كان المارشال يعيش عالمه الخاص منتشياً ويمشي كالطاووس ، والنشطاء ينقلون صوراً لعملية إنهيار سد أم دافوق ولكن المارشال لم يكن صاحياً وقتها وكان يعيش عالم ألف ليلة وليلة ويصطحب معه بعض الأعراب الذي قدموا أنفسهم إليه على اساس أنهم مستثمرون عرب ، فطار قلبه من الفرح وسال لعابه وكرس وقته على جعل هذا الوفد يزور منطقة جبل مرة ويتذوقوا برتقالها ، ولم تكن محنة السيول والأمطار في دارفور هي الشغل الشاغل للجنرال المرتزق الذي لم يركب الطائرة إلا بعد سقوط نظام البشير
هذا هو الوضع قبل وقوع الكارثة ..
وعندما بدأت النشطاء ينشرون صور كارثة المناقل لاذ الأرادلة بالصمت وبعضهم شكك في الصور وقال أنها تخص أعوام ماضية ..
اسبوع كامل ولم يتحرك أحد فجذبت الأزمة الإعلام الخارجي والذي كشف ابعاد الأزمة وتداعياتها ، وقتها كانت قنوات الإنقلابيين تبث حلقات قديمة لمسرحيات فضيل السمجة ، لكن الكارثة بدأت تتضح رويداً رويداً ، والكارثة الكبرى أن وزير المالية جبريل إبراهيم قد إستخدم ميزانية الطوارئ في تمويل إتفاق جوبا فأنكشفت البلاد وأصبحت عارية من الموارد ..
وبدأ الإنقلابيون يتعاملون مع الكارثة ولكن بشكل مختلف بعد أن كثرت التساؤلات ، فتم إرسال عضو الإنقلاب الطاهر حجر للوقوف على أحوال الناس في الجزيرة ولكنه إكتفى بلقاء أبناء جلدته في الجزيرة ، والرجل كان خاوي الوفاض ولا يملك قراراً أو مالاً ..
وقد عاد الفريق برهان من ولاية نهر النيل لمتابعة مبادرة الشيخ الطيب الجد وتشكيل حكومته المرتقبة ولكن الكارثة أخرجته من قمقمه حيث ساد السؤال المحرج أين الحكومة ؟؟
إستقل البرهان مروحية وهبط بها في بقعة يابسة لم يصلها السيل ، وقام بحشد الهتيفة والغوغاء وجعلهم يستقبلونه بالتكبير والتهليل ..
والبرهان تحيط به الحراسات الأمنية ، والشعب تحاصره المياه ، بدأ خطابه بالندم على الثلاثة سنين التي مضت ، وبالطبع لم يخصم منها فترة الإنقلاب الذي يقوده ، وبأن آخر يوم في هذه الثلاثة سنوات وقبل الإنقلاب كانت هناك أكثر من ملياري دولار في خزائن بنك السودان تقاسمها البرهان مع الحركات المسلحة ، الفريق برهان والناس في قمة الكارثة لا ينسى معاركه الخاصة ، كما كان يستغل بيوت العزاء للتشكيك في الحكم المدني فهو يكرر نفس الأسلوب ويظن أن الكارثة هي منتدى سياسي يستطيع من خلاله جلد خصومه ، ويقرأ البرهان الغيب ويؤكد بأن ما حدث لن يتكرر ، وهو يعد بشئ لا يملكه ولا يتحكم فيه ، لا أحد يستطيع التنبوء بالكوارث أو وقت حدوثها ، ولو كان يعلم الغيب لما دبّر هذا الإنقلاب الفاشل الذي عزل السودان عن محيطه الإقليمي والدولي وجعلنا نرزح تحت الديون.