لإخوتنا العمانيين مع التحية 

 


 

 

تأمُلات

. مما لا شك فيه أن قطاعات عريضاً من رواد وسائل التواصل الاجتماعي العمانيين قد اطلعوا على ما أثار حزننا وأسفنا جميعاً في الأيام الماضية من انتشار لظاهرة سالبة  تتمثل في ممارسة بعض السودانيين للتسول بشوارع عدد من المدن العمانية.


. وقد كتبت مقالاً سابقاً بعنوان ( يتسولون في سلطنة عُمان) كنقد ذاتي لهذه الظاهرة التي أثارت حفيظة واستغراب بعض إخوتنا العمانيين، وقبل ذلك أحزنت كل سوداني داخل أو خارج الوطن.


. وأعود لهذا الموضوع اليوم مجدداً لتقديم الاعتذار أصالة عن نفسي ونيابة عن كل سوداني مقيم بهذا البلد المضياف لكافة أهل السلطنة حكومة وشعباً على هذه المشاهد غير المحببة والمرفوضة كلياً منا ومنكم يا أهلنا العمانيين.


. لكن وبالرغم من أسفنا على ما تابعناه، فقد شعر المرء بشيء من الراحة لتفهم بعض الأشقاء العمانيين للأمر والتعامل معه  بوعي يستحق الإشادة والشكر الجزيل.


. فهؤلاء النفر الذين تأذيتم من سلوكهم الذي استغربتموه من بني جلدتنا قد وقعوا ضحايا  بالفعل لبعض وكلاء السفر عديمي الضمائر كما ذكر بعضكم في رسائل عبر السوشيال ميديا.


. ولأن غالبيتهم بسطاء فقد صدقوا الوعود الكاذبة لمسئولي بعض الوكالات الذين تقاضوا منهم الكثير من الأموال بوعد الحصول على العمل الكريم بمجرد وصولهم للسلطنة.


. أعلم أنه ليس ذنبكم كسلطات وشعب عماني أن تتحملوا مصائب غيركم، وأقر بأن مسئولية ضبط عمل هذه الوكالات تقع على عاتق حكومة السودان.


. لكن ما أنا واثق منه أن أغلبكم علي اطلاع ومتابعة لأخبار ثورة السودانيين التي لم تكتمل كما أُريد لها وتوقفت الأمور عند نقطة تولى فيها شأن البلد من هم غير جديرين بذلك، وهو وضع يواصل شباب السودان نضالهم من أجل تغييره.


. ولابد أن مثل هذا الواقع السياسي والاقتصادي السيء يجبر البعض على ركوب الصعاب، سيما أن بعض من قرروا مغادرة الوطن مؤخراً كانوا يعملون في مجالات شاقة يكسبون فيها لقمة عيشهم بكرامة، لكن تم التضييق عليهم وصُعب عليهم كل شيء فأضطروا لمثل هذه الخيارات غير المدروسة.


. وهذا أيضاً ليس شأنكم كمواطنيين عمانيين يريدون أن يعيشوا في بلدهم بسلام وأمن.


. لكن ما أود التأكيد عليه هو أن الجالية السودانية التي عاشت بينكم سنين عددا بكل ود واحترام لا تزال على عهدها القديم.


. ولا تتوقف الجهود التضامنية لكافة أفراد وكيانات السودانيين المقيمين بالسلطنة من أجل استئصال مثل هذه الظواهر المؤذية قبل استفحالها.


. هناك حالياً من يجمعون الأموال لتوفير المأوى لهؤلاء المغرر بهم، وهناك من يتواصلون مع السلطات لوضع شروط أكثر حدة فيما يتصل بخروج الحاصلين على التأشيرة السياحية من مطار الخرطوم في هذا الوقت.


. وستثمر هذه الجهود المتباينة في القريب العاجل لأن الحرص علي سمعة السودان وأهله والمحافظة على الوجه الحضاري للسلطنة التي نقيم بها هو سيد الموقف وسط شيب وشباب الجالية السودانية بعمان.


. لن تطول المعاناة، وبإذن الكريم سوف تختفي هذه الظواهر القبيحة في القريب العاجل.


. كما ستتواصل جهودنا من أجل نشر الوعي وسط أهلنا البسطاء داخل السودان حتى لا يقعوا فريسة سهلة لمثل هؤلاء الفاسدين وضعاف النفوس الذين لا يهمهم سوى المال.


. ولن يأل أي مقيم سوداني بأرض السلطنة جهداً في المحافظة على السمعة الطيبة والصورة الجميلة التي  عرفها العمانيون عن أشقائهم السودانيين.


. وسنظل كسودانيين نكابد ونجاهد من أجل تخفيف الأضرار التي يتسبب فيها الحُكم غير الراشد الذي وقع بلدنا تحت وطأته منذ عدة عقود.


.

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء