لاجديد يذكر و”الحال في حاله”
كلام الناس
*كنت قد عزمت على الكتابة مؤكداً تضامني مع رئيس تحرير التيار الأستاذ عثمان ميرغني بعد الحكم الذي صدر ضده وضد الكاتب البروفسير محمد زين العابدين في قضية نشر، ذكرتني بما حدث لنا أكثر من مرة في قضايا نشر مشابهة .. إلا أن خبر الإفراج عنه دفعني لتغيير الموضوع دون أن أبتعد عن الأزمة القديمة المتجددة.
*للأسف لايكاد يمر يوم على أهل الحكم في السودان إلا وتتاكد حقيقة أنه لا تغيير يذكر رغم كل المستجدات الداخلية والخارجية التي لم يعد أهل السودان يستبشرون بها، لأن واقع الامر أن "الحال في حاله" ومازالت الإختناقات السياسية والإقتصادية قائمة ومتفاقمة.
• هذه الأزمة العامة ليست بعيدة عن أزمة الأوضاع الصحفية لأن الغباش السياسي تمدد في كل المجالات، وألقى بظلاله السالبة حتى على تنظيم الحركة الإسلامية السودانية المسيسة التي عادت أخبارها تطغى من جديد على صفحات الصحف وفي وكالات الأنباء.
• *قبل أيام نُشر خبر عن تأجيل قيام المؤتمر العام للحركة، وتزامن ذلك مع أحداث واخبار وتسريبات عجلت بقيام مؤتمر صحفي عقده الأمين العام الحالي الزبير أحمد الحسن.
• يعلم الداني والقاصي أن الحركة الإسلامية السودانية المسية تأثرت بصورة واضحة جراء علاقتها السابقة والمستمرة مع نظام الحكم الحالي، وقد إعترف ربانها الشيخ الدكتور حسن الترابي عليه رحمة الله بدورها في تنفيذ إنقلاب الثلاثين من يونيو 1989م، لكنه قاد إنقلاباً اخر على "القصر" تسبب في خروجه ومن معه وتأسيس حزب المؤتمر الشعبي، فيما بقيت عناصر أخرى منضوية تحت خيمة حزب المؤتمر الوطني"الحاكم".
• * جرت مياه كثيرة تحت جسر الحركة الإسلامية"الرسمية" ومستجدات أشبه بالإنقلابات الداخلية، سواء بالتغييرات القيادية أم بالإنشطار منها وقيام تنظيمات سياسية وحركات مسلحة، فيما خرجت مجموعات مقدرة من كل هذه الأشكال التنظيمية وهم يعلنون في جلساتهم الخاصة بأنه "مافي فايدة" من كل ماجرى ويجري على أرض الواقع.
• *الأمين العام لحركة الإسلامية شبه المنضوية تحت لواء حزب المؤتمر الوطني قال لبعض رؤساء التحرير الذين إلتقي بهم في مؤتمره الصحفي إن ضويف المؤتمر العام الذي أُعلن تأجيل إنعقاده "ستتم دعوتهم بالتماشي مع ظروف البلاد الخارجية مؤكداً عدم دعوة أية جماعة تشكل تهديداً او معارضة لدولة صديقة للسودان".
• *وسط هذا التخبط الفكري والسياسي تظل القضايا المصيرية المتعلقة بمستقبل السودان عالقة مالم يحدث إختراق داخلي ملموس على أرض الواقع يرجح كفة مصالح السودان وأهله بعيداً عن المناورات والسياسات القديمة المتجددة التيفشلت في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام في كل ربوعه كما فشلت في تزيل مشروعها "الحضاري" كما انها لم تسمن ولم تغن من جوع.
noradin@msn.com