لامفر من إستكمال الإنحياز للثورة السلمية
كلام الناس
*رغم الغموض الذي سببته المواقف والتصريحات المختلفة والتحركات المريبة من بقايا النظام السابق وبعض ما ينشر ويبث في بعض الصحف والأجهزة الإعلامية ووسائط التواصل الإجتماعي فإن المشهد السياسي المعبر عن إستمرار الثورة الشعبية السلمية واضح لالبس فيه.
*أكتب هذا بعد التصريحات الحزبية التي طفحت على سطح الصحف وأجهزة الإعلام لتثبت وجود صراعات داخل تحالف قوى الحرية والتغيير التي كشفت عن بعض الخلافات الطبيعية وسط مكونات سياسية وكيانات نقابية ومجتمعية مختلفة، إلا أنها خلافات حول وسائل الحراك وليس حول الأهداف المتفق عليها التي تهدف إلى إستكمال إسقاط بقايا النظام السابق وتسليم السلطة لحكم مدني ديمقراطي.
• *هناك إتفاق أيضاً بين كل مكونات قوى الحرية والتغيير على إحترام قوات الشعب المسلحة وكل القوات النظامية الأخرى وتقدير دورها في الإنحياز للإرادة الشعبية، فقط كل المطلوب منهم جميعاً إعادة ترتيب أوضاعهم والعودة لممارسة أدوارهم المهنية كل في مجال إختصاصه لحماية السودان وأمنه المجتمعي وإستقراره ودعم خيار الشعب في الحرية والتغيير المدني الديمقراطي.
• *للأسف عاد قادة المجلس العسكري الإنتقالي إلى ذات السياسات الفاشلة التي لم تنجح في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام الشامل العادل ولا الحياة الحرة الكريمة للمواطنين، تارة عبر إثارة الفتن العنصرية البغيضة وتارة بالحديث عن الحوار مع المكونات الهلامية الكرتونية التي كانت "تمومة جرتق" للنظام السابق، ومرة أخرى بالتلويح بإستعجال إجراء إنتخابات في ظل ذات الاوضاع والقوانين السابقة بلا طائل.
• *حتى الحراك الخارجي المريب الذي تم في اليومين الماضيين لم يخرج من ذات سياسات النظام السابق التي ظلت تلهث وراء كسب العالم الخارجي بدلاً من كسب الشعب السوداني الذي إنتفض اكثر من مرة ضد هذه السياسات الفاشلة، التي عجزت عملياً في كل المجالات السياسية والإقتصادية والإنتاجية والأمنية والخدمية وتسببت في كل الأزمات والإختناقات التي مازالت متفاقمة بدلاً من التحرك الداخلي الفعال لمعالجتها.
• *مرة أخرى فإن المشهد الداخلي واضح في تماسك قوى الثورة الشعبية بغض النظر عن الخلافات الفوقية حول وسائل دفع الحراك الشعبي الثوري لتحقيق تطلعاته المشروعة، وليس أمام المجلس العسكري إلا الإسراع بإستكمال الإنحياز لهذه التطلعات بدلاً من جر السودان لفوضى تهدد ما تبقى من وحدة أراضيه وتنذر بفتنة مجتمعية لاتبقي ولا تذر لن يسلم منها أي طرف من الأطراف لاقدر الله.
• * رمضان كريم.