لا جديد في المنظومة الخالفة
noradin@msn.com
كلام الناس
*أتابع أطروحات الرموز السياسية لاقتناعي بأن الحوار الجاد الذي ننشده يحتاج لدرجة عالية من الشفافية والمصداقية واستكشاف آراء الآخرين ومشروعاتهم من أجل الوصول إلى مخرج سوداني قومي نراه قريباً رغم كل الغيوم التي تغطي الساحة السياسية.
*أقول هذا بمناسبة الحوار الذي نشرته"السوداني" أمس بالتزامن مع "الشرق" القطرية مع الشيخ الدكتور حسن الترابي الذي أجرياه معه في الدوحة حسن أبوعرفات وفيصل حضرة .
*لابد أن نحمد الله على سلامة الشيخ الدكتور الترابي بعد أن اطمأن على صحته العامة قبل أن نتوقف عند بعض أطروحاته القديمة المتجددة التي لم يمل التبشير بها والدفاع عنها بشتى السبل والوسائل.
*أولاً نتفق معه في أن السودان لم يستقر من الاستقلال لكن عليه أن يعترف بأن حزبه الذي تبنى الإنقلاب على الديمقراطية عام 1989م أحد أسباب عدم الاستقرار الذي تفاقم بسبب استمرار الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة.
*نتفق معه أيضاً في أن الدولة السودانية بكل تعددها الإثني والثقافي والديني مازالت هشة لكنه يدرك أيضاً أن من أسباب هذه الهشاشة تغييب الديمقراطية ومحاولة إقصاء الآخر بالقوة خاصة في سنوات الإنقاذ الأولى التي كان الفاعل الأول فيها.
*نجد له العذر في سخريته من الأحزاب التي قال إنها لم تتطور وأن معظمها ليس لديه برامج مكتوبة وإشارته الواضحة لحزب"وحدة وادي النيل" الذي رضي التوالي والمشاركة في الحكم والحوار المنقوص‘ لأنه يعلم تماماً ان هناك أحزاباً فاعلة ولديها برامج مكتوبة وأنها خارج منظومة الحوار القائم حالياً.
*لم يوضح لنا الشيخ الدكتور الترابي كيف تكون الدولة هشة وهو يقول في ذات الحوار إن السودان شهد متغيرات كبيرة وأجيال جديدة في ظل إنجاز التعليم من جامعة واحدة إلى عدة جامعات - على حد قوله - .
*ثم أين التقدم في التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية - قطاع الشمال - الذي بشرتنا الحكومة به قبله وماهي ثماره الإيجابية على طاولة الحوار في الداخل ؟.
*هذا يقودنا إلى حديثه الملتبس عن "المنظومة الخالفة" التي قال إن حزبه قدم عنها رؤية شاملة في أروقة الحوار‘ في محاولة لتبييض وجه "النظام الخالف" الذي أنكره في هذا الحوار .. وعاد للحديث عن جبهة عريضة وليس تحالفاً‘ دون أن يوضح لنا الفرق بين الجبهة الجديدة والجبهة المعروفة التي خلفت حزب المؤتمر الوطني.
*لم نسمع رأي الشيخ الدكتور عن مخرجات المؤتمر التنشيطي للحركة الإسلامية الحاكمة التي كان ربانها قبل المفاصلة وكيف ينتظر الشيخ الدكتور من الحوار القائم التأسيس الدستوري في ظل غياب التراضي الوطني والاتفاق القومي؟!!