كلام الناس
*أرجو أن تعذروني فقد جاء عيد الفطر المبارك هذا العام والسودان متشح بالحزن نتيجة للمجزرة التي قامت بها القوات المسلحة والشرطة والأمن والدعم السريع وقوى أخرى مستترة فجر التاسع والعشرين من شهر رمضان المعظم دون مراعاة لحرمته ولا للقيم الدينية السمحة ولا للمبادئ والمواثيق الدولية الإنسانية.
*إضافة لذلك تسببت الربكة التيحدثت للبعض بإعلان إذاعة الجالية الإسلامية في أستراليا بأن يوم الثلاثاء هو اليوم الأول من أيام عيد الفطرفيما كان المعلن مسبقاً
أن أول أيام العيد يوم الأربعاء فأفطرت يوم الثلاثاء لكنني لم أتمكن من اداء صلاة العيد لأول مرة في حياتي.
*للأسف هذه الربكة موجودة في كل بلاد المسلمين لأن بعضهم يصر على عدم الإفطار إلا بعد رؤية الهلال بالعين المجردة، وهذا ما حدث بالفعل حتى داخل الدولة الواحدة كما حدث في السودان بل داخل الخرطوم.
*لن أعود للتداعيات المحزنة التي حدثت في السودان نتيجة للمجزرة الجبانة التي تمت وسط المعتصمين السلميين أمام مقر قيادة القوات السلحة فأفسدت على أهل السودان الإحتفال بالعيد، كما أفسدت فرحتهم التي لم تكتمل بتحقيق أهداف الثورة السلمية، لكنهم خرجوا من هذه المجزرة وهم أكثر تصميماً على مواصلة نضالهم السلمي ضد الطغاة الجدد الذي تسلطوا على رقابهم تحت مظلة الإنحياز لإرادتهم لكنهم غدروا بهم بدم بارد.
*تضافرت هذه العوامل العامة مع عوامل خاصة أفسدت علي فرحة العيد، وتذكرت كبف كان أهل السودان يحتفلون بالعيد وهم يتبادلون التهاني والأمنيات الطيبة وعقب أداء صلاة العيد يبدأوا في الطوف على الجيران لتهنئتهم بالعيد قبل ان يتوجهوا إلى البيت الكبير في الأسرة وسط فرحة الكبار والصغاربالعيد.
*وسط ملابسات الربكة وذهاب أبناء أخي وصديقي المرحوم عباس محمد سعيد لم أتمكن من زيارة بيتهم الذي درجنا على زيارته عقب صلاة العيد مباشرة حيث تجتمع أسرته الممتدة لتبادل التهاني والأمنيات الطيبة قبل الذهاب للإحتفال الجماعي بالعيد الذي ألغي هذا العام مشاركة لأهل السودان أحزانهم في شهداء مجزرة رمضان.
*مهما بلغ حجم الحزن فإنه لايمنع المسلمين من الإحتفال بالعيد لذلك حرصنا على الذهاب في اليوم التالي لمنزل المرحوم عباس محمد سعيد الذي إفتقدناه بالفعل، كما لم ننس شهداء السودان، دون أن يعني ذلك الإستسلام لحالة الحزن والإحباط خاصة تجاه المواقف الوطنية التي تتطلب إستمرار الصمود والتماسك الجمعي والنضال السلمي حتى تتحقق أهداف الثورة الشعبية وينتقل السودان من تسلط الطغاة الجدد إلى رحاب السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
*لانامت أعين الجبناء وكل عام وانتم بخير.