لتأمين السلام المجتمعي ومكافحة الإرهاب

 


 

 


noradin@msn.com

كلام الناس
*هذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها مؤكداً أن الحرب المسلحة على الإرهاب غير كافية للقضاء عليه، خاصة بعد أن فشلت التجارب العملية التي بدأت منذ الحرب الإستباقية التي قادتها أمريكا أعقاب جرائم 11سبتمبر 2001م، ومازالت تدار منذ سنوات ولم تخلف إلا الدمار والخراب وقتل وتشريد المواطنين.
*أقول هذا بمناسبة مارشح في الصحف الأسترالية من أن رئيس الوزراء الفيدرالي مالكولم تيرنبول يريد أن يعطي صلاحيات أكبر للجيش من أجل مكافحة الإرهاب .. لأن هذا إتجاه خطير يعني فتح معركة مسلحة داخلية تهدد السلام المجتمعي الذي مازالت تنعم به دولة الثقافات والأعراق المتعددة"أستراليا".
*ليس هناك إنسان عاقل وسط كل المكونات العقدية والثقافية والإثنية يدافع عن الجرائم الإرهابية التي طفحت للأسف على سطح المجتمعات الامنة، بواسطة أفراد وجماعات تتغذى بالسلاح والعتاد من داخل المجتمعات الأوروبية عبر تجار السلاح الذين يتكسبون من سفك دماء البشربلا طائل!!.
*لا يعني ذلك ترك حبل هؤلاء الأفراد والجماعات الإرهابية على غارب المجتمعات يرتكبون جرائمهم ويروعون الأبرياء، كما لايعني إستمرارمحاولة القضاء عليهم مادياً بقوة السلاح لأن ذلك - لأسباب مريبة ايضاً - لم يفلح في القضاء عليهم .. بل تمددوا أخطبوطياً بطريقة شيطانية وسط إتهامات مبررة بإختراقهم وإستغلالهم كقنابل بشرية تهدد السلام المجتمعي والعالمي.
*على الجانب الاخر هناك جهود مقدرة في العالم من أجل مكافحة الأفكار الضالة المضللة التي أفسدت عقول هؤلاء الأفراد والجماعات وفي مقدمتها الجهود التي يبذلها دعاة الوسطية والإعتدال ومراكز البحوث والدراسات الدينية والمساعي الرامية لتنقية منهاج التعليم المدرسي من الأفكار الضالة المضللة وتعزيز مبادئ وثقافة السلام والتسامح والتعايش الإيجابي مع الاخرين.
*مع دعمنا الكامل لهذه الجهود والبرامج والمناشط الفكرية والثقافية والفنية التي تستهدف حماية الناشئة والشباب من الوقوع في شباك الجماعات الإرهابية، نرى ان تستمر الجهود الأمنية الرامية لرصد وكشف الخلايا المدبرة والمحرضة والممولة لعمليات التضليل والشحن العاطفي السالب لعقول الناشئة والشباب، والتحقيق العادل معهم وإخضاعهم لبرامج إعادة تأهيل ذهني ونفسي لتخرجهم من ظلمات الجهل والضلال إلى رحاب نور الهداية الحقة المستمدة من مقاصد الأديان السماوية.
*هذا هو الطريق الأقوم لتأمين السلام المجتمعي ومكافحة أسباب الجرائم الإرهابية لأننا جميعاً في حاجة إلى السلام والأمان والعدل والحياة الحرة الكريمة التي يظللها ويحميها التعايش السلمي وسط كل الناس.

 

آراء