لتحقيق السلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة

 


 

نور الدين مدني
30 September, 2019

 


كلام الناس

noradin@msn.com

*هذه ليست المرة الأولى التي أحضر فيها عيد الأضحى المبارك بعيدا عن السودان فقد حضرته في الأراضي المقدسة بعد أن يسر لي الله أداء مناسك الحج في عام سابق‘ لكن هذه المرة مختلفة تماما.

*هذه المرة افتقدت لمة الأسرة والأهل وزيارة الجيران والأقربين‘ لكن عزائي أنني أمضيه هنا مع أسرة ابنتي هنادي وابني غسان سعيد وأحفادي سند وسالي وسمر وجيفارا، و في الإحتفالات الجماعية للجالية السودانية بسدني.

*يحرص السودانيون في استراليا على صلاة العيد في المساجد والساحات المخصصة للصلاة وتبادل التهاني مع المصلين‘ بعد ذلك يتوجهون إلى الجزارات التي حجزوا فيها أضحياتهم المذبوحة على الطريقة الإسلامية ويحملونها إلى منازلهم.

*توجد في أستراليا أسر سودانية ممتدة لذلك فإنهم يوزعون لقاءات المعايدة بينهم على أيام العيد‘ وكالعادة في السودان فإن أول يوم يكون اللقاء في البيت الكبير أو في بيت أكبر أفراد الأسرة.

*هناك إحتفالات جماعية تقام في مناطق متفرقة من استراليا لتبادل التهانئ بينهم وتقدم فيها بعض الفقرات الترفيهية ويجد الصغار والشباب فيها فرصة لتعزيز علاقات الصداقة فيما بينهم.

*من الطبيعي أن يجد السودانيون الذين يحتفلون بالعيد خارج السودان أنفسهم في حالة تنازع بين الحنين للوطن والاهل والأحباب وبين الاستمتاع بالحياة الجديدة التي يجتهدون فيها على الحرص على خصوصيتهم وتراثهم وثقافتهم دون أن ينعزلوا عن المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه.

*نعم ساعدت مخرجات التقنية الحديثة ووسائط التواصل الاجتماعي في تقريب المسافات والأزمنة بين الأهل والأحباب والأصدقاء في مشارق الأرض ومغاربها‘ بما في ذلك الدردشة السمعية والبصرية .. لكن كل ذلك لا يمكنه تعويض الحميمية المباشرة.

* أيام العيد فرصة لكي ينسى الناس المرارات والأوجاع ويحرصون على تنقية النفوس من الضغائن والخصومات والتسامي نحو مراقي العفو والعافية تجاه الأقربين والجيران والأهل والأحباب والأصدقاء كي ننعم جميعا بالعافية النفسية والاجتماعية.

*لعلها فرصة طيبة لأولي الأمر في حكومة الشعب كي يجتهدوا بجدية وصدق لمعالجة أسباب الاختناقات القائمة التي ورثتها من نظام الحكم السابق بعون إيجابي من كل الاخرين خاصة حركات المقاومة المسلحة الموجودة بالخارج والإستجابة لنداء السلام والإنخراط عملياً في تحقيق السلام على الأرض وبين المواطنين.

*كما نتطلع في نفس الوقت لترسيخ دولة المواطنة والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين وإعمار علاقاتنا مع العالم الذي نعيش فيه على كوكب واحد يهمنا أمنه وسلامه واستقراره لأن في ذلك سلامنا وأمننا واستقرارنا.
*كل عام وأنتم ونحن جميعاً في خير وعلى خير.

 

آراء