لعنة فرانكشتاين، ولعنة البشير والكيزان!

 


 

 

لعنة فرانكشتاين، The Curse Of Frankenstein، ولعنة البشير والكيزان!
عثمان محمد حسن

* ( لعنة فرانكشتاين) فِلم من أفلام الرعب عرضته دور السينما في السودان في ستينات القرن العشرين.. ويحكي قصة باحث في العلوم اسمه فكتور فرانكشتاين، توفيت والدته.. فدفعه حزنه الشديد عليها إلى التفكير في العمل على إعادة الحياة للموتى.. ونجح في إحياء جثة إنسان في مَعمَله.. ولم يكن المخلوق الذي (خلقه) إنساناً سوياً، بل كان وحشاً مرعباً، بدأ حياته قاتلاً لا تكشف عنه آثار جريمته، وأثار الرعب في كل مكان..
* ولما عُرف سر المخلوق الوحش، أطلق عليه إسم (لعنة فرانكشتاين) نسبة إلى اسم أسرة فكتور فرانكشتاين، (خالق) الوحش..
* ويحق لنا، تبعاً لذلك، أن نسمي ميليشيا الجنجويد، التي (خلقها) عمر البشير، (لعنة البشير)، كما يجوز لنا أن نطلق عليها، آذا شئنا، أن نسميها (لعنة الفلول/الكيزان)، وبدون تحفظ..
* والفرق بين ( لعنة البشير/الكيزان/الفلول) وبين (لعنة فرانكشتاين) يكمن في النية الدافعة لخلق اللعنة.. حيث كانت نية فرانكشتاين إعادة الحياة للموتى، بينما كانت نية البشير، وآخرين، إبادة الأحياء إبادة جماعية متلازمة مع التطهير العرقي..
* وقصارى القول أن وحش فرانكشتاين إنقلب عليه وعلى أسرته، وعلى المجتمع بأسره، كما انقلب وحش البشير/الكيزان/الفلول على الفلول وجميع بني كوز وعلى جميع بني السودان، بلا هوادة..
* وانتهى فلم (لعنة فرانكشتاين) بإنتحار فكتور فرانكشتاين، وخروج الوحش إلى الغابة، بلا رجعة، كما سوف تخرج وحوش الجنجويد إلى مضاربها في الصحراء الكبرى، خروجاً بلا رجعة!
* ويقول التاريخ أن الحاكم بأمر الله خرج إلى الصحراء ولم يرجع!
حاشية....... حاشية....... حاشية....... حاشية.......
* (آيات) الكيزان الشيطانية قرأها جميع السودانيين، تَتَبع جميع السودانيين (أحاديث) الفلول ،ورأوا في الآيات والأحاديث ما رأوا من موبقات، فبغضوها بغضاً لا منتهى له، وكفروا بها كفراناً لا يدانيه كفران.. ولما قرأوا (آيات) و(أحاديث) مركزية قحت وميليشيا الجنجويد، تأكد لهم (قياساً) أن الكيزان ملائكة!
* لكن القحاتة لا يلبثون يذكروننا ب(الآيات) و(الأحاديث) الكيزانية، بينما المعارك دائرة بين الجيش وميليشيا الجنجويد المخلوقة الكيزانية..
* وما ذلك إلا لأن بين قحت والجنجويد مناطق رمادية بنت عليها مصالحُهُما المشتركة تحالفاً سياسياً وعسكرياً لا صلة له بالمدنية ولا بالديمقراطية المزعومة ولا بالوطنية التي نصبوا عليها نصباً إماراتيَّ الهوى والهوية..
* وتأكد لغالبية الشعب السوداني أن ذاك التحالف تحالف قصير الأجل، ينتهي بانتهاء مراسم دفن الدولة السودانية، وإقامة دولة أخرى، لن يكون قيامها وفاقياً، لأن المنطقة الرمادية سوف تتحول، حينها، إلى منطقة بيضاء بالنسبة لأحد المتحالفين وسوداء بالنسبة للحليف الآخر..
* ويقول المثل:- "عندما تنتهي المصالح، يصبج الحلو مالح"!!
*أيها الناس، إن أكبر هموم الشعب السوداني ينصب كله، الآن، في كيفية الخلاص من الجنجويد، هذا المسخ الوحش الكاسر.. والشعب ليس في حاجة إلى من يذكره، مراراً وتكراراً، أن الجنجويد خلقهم الكيزان.. لكن (القحاتة) يحاولون تذكيرنا، مراراً وتكراراً، بذلك، سعياً لصرف الأنظار عن الكبائر اليومية التي ترتكبها ميليشيا الجنجويد، بغرض تحويل الأنظار إلى موبقات البشير والكيزان والبرهان بدلاً عن كبائر اللعنة التي خلقها البشير والكيزان..
* وربما لا يعلم القحاتة عند ترديدهم كلمتي الفلول والكيزان أن ما يرددون صار مدعاةً لسخرية الشارع السوداني اللمَّاح الذي يرى رؤيا العين، يومياً، كبائر ميليشيا الجنجويد أو (الدعامة)، إحاطةً لم تترك لموبقات الكيزان فرصة للظهور هذه الأيام..
* ولا يعلمون أن كلمة (دعامي) حلَّت محل كلمة (ود أم بعلو) لإخافة الأطفال المشاغبين:- " هسع دي بنادي ليك دعامي! والكبار يتفادون السير في طريق يتمركز فيه الدعامة، والأطفال يهربون عند ظهور أي دعامي في شوارع الأحياء..
* عن أي كيزان وعن أي فلول يتحدث هؤلاء القحاتيون والقحاتيات؟! لقد فقدت كلمتا الكيزان والفلول مفعولهما في تحريك الكراهية الكامنة في نفوس السودانيين ضد الفلول والكيزان.. لم تمت الكراهية ولكنها نائمة نوماً عميقاً بمفعول ما غرسته ميليشيا الجنجويد من كراهية (للدعامة) في الشارع العام الذي يرى أن الأوان ليس أوان إعدام البشير والفلول والكيزان، بل هو أوان إعدام (اللعنة) التي (خلقها) البشير، تحت رعاية الكيزان، وحماية البرهان..

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء