لقفل الطريق أمام المغامرات اليائسة
كلام الناس
المتابع المحايد لما يجري في السودان يشعر بالحزن والقلق على مستقبله الذي تتعثر فيه خطوات تنفيذ أهداف ثورة ديسمبر الشعبية من داخل الحكومة الإنتقالية و"امتداداتها" التي زادت طين التوترات بلة.
لن نكرر الحديث الممل عن الخلافات الحزبية التي أضعفت قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية لثورة ديسمر الشعبية ولا الخلافات الظاهرة بين مكونات الحكومة المدنية والعسكرية لكننا نحذر من إشتداد حلقات التامر لإسقاط الحكومة الإنتقالية والعودة لمربع التأسيس من جديد.
السودان ليس في حاجة لوصاية دولية أو أمريكية لتحقيق أهداف الثورة الشعبية ومطالبها العادلة في إرساء قواعد الحكم المدني وتحقيق السلام العادل الشامل وبسط العدالة ورفع المظالم وسيادة حكم القانون وتأمين مقومات الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
نذكر مجدداً أن تحقيق السلام العادل الشامل لن يتم في فنادق الخرطوم ولا في المناصب الوزارية إنما لابد من تنزيله على أرض الواقع وسط المواطنين المتضررين من النزاعات والحروب.
هرمنا ونحن ننادي بتكثيف الإهتمام بمعالجة أسباب الأزمات الإقتصادية والإختناقات المعيشية عبر سياسات إقتصادية واقعية طُبقت في السودان من قبل ومطبقة في كثير من بلدان العالم، بدلاً من السير في طريق سياسة التحرير الإقتصادي التي تسببت في كل هذه الأزمات والإختناقات.
هذا يستدعي المزيد من اليقظة والحذر من المخططات المنظمة التي تدار بخبث لشحن المواطنين البسطاء وإستغلالهم للإنقلاب على ثورتهم ومحاولة إعادة عجلة التاريخ للوراء، بينما المطلوب هو الإصرار على السير في طريق الثورة الشعبية وتحقيق أهدافها بعيداً عن المزايدات والمناورات والمغامرات اليائسة الرامية لفرض واقع قديم بثوب جديد.