*مرة أخرى اضطر مجبراً للكتابة عن الحوار الذي مازال يحبو في الخرطوم وعن التفاوض الذي انفضت جولته العاشرة في أديس دون أن تتقدم خطوة للأمام‘ وسط اجواء أكثر ضبابية وخلط ضار يعقد الموقف بلا جدوى.
*الذي دفعني للكتابة هذه المرة إفادات مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني رئيس وفد التفاوض مع الحركة الشعبية" شمال" في أديس أببا المهندس ابراهيم محمود في البرنامج التلفزيوني عالي المشاهدة " فوق العادة".
*برنامح فوق العادة الذي يعده ويقدمه الأستاذ ضياء الدين بلال كان هذه المرة فوق العادة في مواعيد بثه وفي الموضوعات التي طرحت فيه خاصة تلك التي كانت حول مستقبل التفاوض الذي علقت جولته العاشرة في ظروف أصعب بعد انتهاء مهلة التسعين يوما.
*لايهمنا هنا التقرير الذي من المقرر ان ترفعه لجنة الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى إلى مجلس السلم الإفريقي رغم أن التقرير واضح من عنوانه‘ لكن ما يقلقنا حقاً هو استمرار مواقف التشدد الحزبية التي أضاعت كل الفرص المتاحة ومازالت تضيعها نتيجة للمواقف العنادية التي تهدف لفرض الأمر الواقع بشتى الحيل والأساليب.
* كالعادة جاءت إفادات نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني رئيس وفد التفاوض المهندس ابراهيم محمود مؤكدة رفضهم تغيير السياسات التي فشلت حتى في الحفاظ على " المشروع الحضاري"‘ وهو يقول في فوق العادة إن الحوار إنما يهدف لتطوير النظام السياسي القائم وليس تغيير سياساته.
*كما أكد مجدداً رفض المؤتمر الوطني قيام حكومة انتقالية في نفس الوقت الذي يؤكد فيه التزامهم بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار‘ لأنه يدرك سلفاً أنها لن تخرج عن دائرة السياسات الماثلة بما فيها القوانين المقيدة للحريات.
*لذا فإننا لاننتظر من حوار الخرطوم ولا مفاوضات أديس الجزئية والثنائية أي خير‘ ومازلنا عند موقفنا الداعي لللانتقال بالحوار إلى ساحة أرحب تستوعب المعارضين والمتحفظين .. تطرح فيها مختلف الرؤى السياسية والاقتصادية بهدف الوصول إلى أجندة قومية.
*إن التغيير المنشود لايهدف إلى إلغاء مؤسسات الدولة كما قال بذلك نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني وإنما يهدف لجعلها مؤسسات قومية تخرج بنا من دائرة الربكة السياسية والضائقة المعيشية والاختناقات الأمنية وتحقق السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي والعدالة الاقتصادية والاجتماعية وتدفع بمشروعات التنمية المتوازنة في كل ربوع السودان .. أي مؤسسات تخدم السودان وليس الحزب الغالب.