للمغتربين قضية

 


 

 



يبدو أن مشكلة السكن في كثير من دول العالم، طبعاً إلا في ألمانيا، حيث تشكو ألمانيا بعد توحّدها من قلة النسل وكثرة المساكن الخالية. ويبدو أنها ليست مشكلة عند البدو حيث الهواء الطلق من كل جانب. أما في أمريكا فهي سبب مشكلة الأزمة الاقتصادية.
ما علينا نعرج إلى واقعنا، ما من مغترب إلا وكان السكن همه الأول في بلاد من أوسع بلاد الدنيا أرضاً وأغلاها متراً.( يقال إن متر الأرض في الخرطوم أضعاف سعره في طوكيو ولندن). لذا يقضي المغترب سنين ليجمع ثمن الأرض، ويقضي بقية عمره في بناء المنزل، صديقنا بروف ود الريح كتب يوماً: (المغترب يبني بيتاً ليشيع منه).
لحل هذه المشكلة العويصة مصحوبةً مع تعطش الدولة لتحويلات المغتربين التي لن يكون استدرار العواطف واحداً من تدفقها إلى الداخل عبر القنوات الرسمية.  كما أن المشاريع الهلامية المبنية على الثقة السودانية التي جرب المغتربون عدة أنواع منها في شركة التنمية الإسلامية، والنيل الأبيض القابضة، وسندس الزراعي، وأسهم البنك الكبير، كل هذه التجارب لا يمكن أن تتكرر، ولقد كان لها أثر سيء على الاقتصاد السوداني، وزعزعت ثقة المغتربين في الاستثمار الداخلي.
عليه، لا اقتصاد بدون ضمانات، وخير ضامن هو البنوك هذا لحد كبير وليس بإطلاق، وحتى في  البنوك الحسابات الجارية والودائع بالعملات الأجنبية اصابها ما اصابها من السياسة يوم فرضت حكومة نميري تحويل كل الأسهم بالجنيه السوداني وبسعر بخس.
عليه اقترح أن تكون العلاقة بين المغتربين والبنوك وأخصُّ البنك العقاري صاحب الشأن، على هذه البنوك أن تطلب من المغتربين الذين يريدون سكناً أن يفتحوا معها حسابات بالعملة الأجنبية، وتكون لأصحاب هذه الأرصدة أولوية في  سكن يشيده البنك، وكلما طال عمر الحساب بدون سحب يعطى أولوية أكبر. في هذا الأثناء يعمل البنك على تشييد مدن سكنية في الولايات بمواصفات عالية، وأسماء براقة وخدمات ممتازة. عندما تكتمل المدن وبعدة مقاسات شقق، فلل، بيوت كل بسعره يخيّر المغترب في أيها يريد؟ وينظر لحسابه وميزات الحساب ويعطى أولوية الشراء بناء على طول مدة الحساب، ونقاط أخرى يقوم بها الفنيون. وإن لم يعجبه المعروض يظل حسابه محافظاً عليه في حسابه في البنك يسحب منه متى شاء وقدر ما يشاء.
هذا في رأيي ما يعيد الثقة بين المغتربين والدولة حتى تتبادل المنافع وبضمانات، وليس إستجداء عواطف ما عاد يقنع كثيرين لدغوا من جحر الإستثمار بالداخل عدة  مرات، وكثيرون غنوا مع وردي «وقبضت الريح، قبضت الريح».
اقترح وكأن بالولايات ملائكة لا  همّ  لهم  إلا التطور ولن يسوفوا في إيجاد الأرض، ولن يسألوا عن نصيبهم وما يعود عليهم عاجلاً، وكأن بالبنك من سيشيد بأعلى المواصفات، وأرخص الأسعار ولا يبحث عن منفعة ولا «كومشن».
هل يمكن أن يضاف هذا المقترح لاقتصاديات الهجرة يا مركز دراسات الهجرة؟
ahmedalmustafa ibrahim [istifhamat@yahoo.com]

 

آراء