للوطن سودانير وإعادة الخصصة
يجب الإستفادة من تجربة «عارف» وإختيار شريك قادر وعارف
«المصرية» قدمت أفضل العروض و«الآخرون» يريدونها خالية من الناس والالتزامات.. ولكن..!!
جمال عنقرة
gamalangara@hotmail.com
لقد قطعت الحكومة السودانية عبر أكثر من مصدر مأذون بأن مشروع خصخصة شركة الخطوط الجوية السودانية سوف يستمر، وأن عودتها حكومية بعد خروج شركة عارف التركية ماهي إلا محطة مؤقتة تنطلق منها إلى خصخصة جديدة، ولقد أكد ذلك كل من وزير المالية الدكتور علي محمود ووزير النقل المهندس فيصل حماد، وكذلك المدير العام لسودانير الأخ العبيد فضل المولى.
ولقد اتفق الجميع بفشل تجربة «عارف»، ولكنهم اختلفوا في أسباب الفشل، فبعضهم أرجعه الى ضعف خبرات الشريك الكويتي في مجال الطيران، وآخرون عزوه إلى اهتزاز الموقف المالي لشركة عارف بعد الهزة المالية العالمية التي تأثرت بها الشركة الكويتية التي تمتلك جهات حكومية كويتية الجزء الأكبر من أسهمها، وبعض آخر اعتبر ضعف المتابعة الحكومية لتنفيذ بنود الاتفاق التي يشير الخبراء إلى احكام صياغتها، وشمولها كان من أهم أسباب الفشل.
وقد يكون تضافر بعض هذه العوامل أو كلها تسبب في فشل التجربة، ولكنني أرى أن التفريط في أغلبية أسهم الشركة لصالح جهات أجنبية كان هو أكبر الأخطاء، ولقد أشرت في مقالات كثيرة إلى الخدعة التي تمت في هذا المجال واوهمت كل الناس أن السودان يمتلك الجانب الأكبر 51% تمثلها حصة حكومة السودان الـ 30% وحصة شركة الفيحاء السودانية 21%، ولكن الخديعة كانت في أن شركة الفيحاء سودانية بالاسم فقط ولكنها في الأصل مملوكة لشركة عارف بنسبة تقارب الـ 100% ، ولقد تساءلت وتساءل كثيرون عن الذين وقفوا وراء هذه الخديعة ومرروها، وأفقدونا السيطرة على ناقلنا الوطني، ولكننا جميعاً لم نجد مجيباً، وهذا ما فتح الباب لتوزيع اتهامات شتى لنافذين في الدولة وفي الحزب والشركة، وطالت الاتهامات بعض الاجهزة، وقالت إنها وراء هذه الخديعة.
ولكن المهم أن الدرس الذي استفدناه من هذه التجربة، أنه تم شبه إجماع على أن يمتلك السودان الأسهم الغالبة في الشراكة المرجوة، وأن يكون هذا الامتلاك حقيقياً، وليس وهمياً كما حدث في مسألة شركة الفيحاء، والأهم من هذا كله أن نعتبر بكل دروس وعبر الشراكة السابقة بحثاً عن شركاء قادرين وعارفين في مجال الطيران، وأن تكون متابعة الدولة دقيقة وحريصة على سير الشراكة الجديدة، حتى لا نخسر التجربة الثانية، وهي تجربة لو خسرت لن تدع فرصة لثالثة كي تقوم مكانها.
ولأننا في صحيفة «الوطن» نهتم بناقلنا الوطني، فضلاً عن اهتمامي الخاص به، فبالاضافة إلى ما كتبناه في شأنه، فإننا نظمنا ندوة تحت عنوان «سودانير عادت إلى حضن الوطن ... فكيف تعود لها العافية؟» ودعونا للمشاركة فيها مجموعة من المديرين السابقين للشركة وبعض الخبراء والذين يمسكون بملفات ذات اختصاص، فاستجاب المدير الحالي العبيد فضل المولى والخبير الكابتن شيخ الدين محمد عبدالله شيخ شيوخ الطيارين السودانيين، ورئيس النقابة العامة للعاملين في النقل البري والجوي والبحري والاتصالات الأخ عادل أحمد المصطفى، وشارك أيضاً الخبير عبدالرحمن فضل وحضرها من الشركة الأخ صديق قناوي مدير العلاقات العامة. والشيخ الامين مدير إدارة الحج، ولقد قُدمت في الندوة أفكار جديدة وجريئة، ومعلومات غزيرة تعين على مواصلة الحوار في هذا الموضوع الحيوي المهم، والذي يهم كل أهل السودان جميعاً.
ولما ذهبت القاهرة قبيل عيد الأضحى المبارك بأيام قلائل لمراجعة علاج زوجتي الزميلة الاستاذة نجوى عوض الكريم الذي طمأنها الدكتور ياسر استشاري العيون في مستشفى الرواد على سلامة العصب البصري، ونفى أن يكون هناك مرض اسمه «موية سوداء» يصيب العين كما يشيع عندنا في السودان وهي «موية زرقاء» وهي ما يعرف بـ «الجلاكوما» أو ضغط العين، وبحمد الله أن حالتها تعالج بالقطرة فقط ولا تحتاج لعملية جراحية، وكانت معنا ابنتنا الصغيرة «يسرا» التي تستعد للحاق بشقيقتها الكبرى «سارة» في «بستان الزوجية» وكان قد سبقنا ابننا الأكبر «خالد» لحضور مولدي السيد احمد البدوي والسيد ابراهيم الدسوقي، ولما كانت مجموعة سودانير في القاهرة تحيط بنا اهتماماً واحتفاءً بقيادة زعيمهم الأخ ياسر تيمو كندة المدير الاقليمي والمدير المالي الاخ محمد كباشي ومدير المحطة الأخ يوسف العبيد والذي لحق به مؤازراً أخونا «ولد الأبيض» مدثر، كان مدثر في يوم من الأيام الأشهر في الأبيض مع الأخ ميرغني مدير الحجز في المرحومة «السكة حديد»، وكان مدثر يعمل وقتها في مكتب الابيض حتى صار مديراً له، فلم أدع هذه السانحة تمر دون أن أسأل الأخ ياسر تيمو عن العرض الذي تقدمت به شركة مصر للطيران للدخول شريكاً في الخطوط الجوية السودانية، وياسر رجل في هذا الجانب لا ترد شهادته فهو من أهل الخبرة النادرين، وبرغم أني عايشت مديرين اقليميين لسودانير في القاهرة كانوا عمالقة أمثال الأخ المرحوم الطيب حسن والأخ شمس الدين عبدالوهاب، والأخ الرشيد جعفر، والأخ محمد عثمان، وكانوا علامات مضيئة في تاريخ الشركة، وهم الآن مراجع مهمة في مجال الطيران، إلا أن ياسر تيمو تكاد تجد فيه صورة من كل هؤلاء الرموز الشامخين، وياسر له ثوابت لا يفرط فيها، وهي محطات وانتماءات يعتز بها، وهي مدرسة كمبوني الأبيض، ومدرسة خور طقت الثانوية، وجامعة الخرطوم، وسودانير وكردفان، ثم السودان الوطن الواحد من قبل ومن بعد، ومما استوقفني في ياسر ملاحظة مهمة جداً قالتها ابنتي «يسرا» عندما رأته لأول مرة، فبمجرد خروجنا منه سألتني «يا بابا انت ياسر ده مسيحي؟» فأجبتها نعم ولكنني سألتها باستغراب كيف عرفت ذلك، فقالت لي لأنه يلبس دبلة ذهب، فسعدت بقوة ملاحظتها، اذ أن رجلاً بمثل سمات ووقار والتزام ياسر تيمو لو كان مسلماً لما خالف تعاليم الأشياء في مثل هذا الموضوع، فياسر رجل صارم في التزامه وانتمائه لكل شيء، وهو كذلك في انتمائه لسودانير، ولهذا طلبت شهادته في مسألة عرض «مصر للطيران» للشراكة في سودانير، وأنا أعلم أنه يميل إلى هذا العرض.
فقال لي الأخ ياسر إن مصر للطيران تقدمت بعرض للدخول في شركة سودانير بمجرد الاتفاق على إنهاء وفض الشراكة مع شركة عارف، فلما تم تقييم استحقاق عارف بـ 125 مليون دولار قالت مصر للطيران إنها على استعداد لدفع هذا المبلغ الـ 125 مليون دولار كاملاً لشركة عارف مقابل 49% من أسهم الشركة فإذا جاء تقويم الـ 49% بأكثر من 125مليون دولار اكملت الباقي فوراً، وإذا ما زاد عن الـ 49% اعتبرت الزيادة ديناً على الشركة الجديدة تسدده من أرباحها، ولما اكملت الحكومة السودانية التسوية مع شركة عارف الكويتية عدلت «مصر للطيران» عرضها بأن تدفع قيمة الـ 49% نقداً، وبعد ذلك هي على استعداد لتمويل الشركة الجديدة بكل احتياجاتها لتنطلق عملاقة منذ يومها الاول، وهنا لابد من الاشادة بعبقرية الاخ المهندس فيصل حماد وزير النقل الذي كان مصراً على عدم الدخول في أية مفاوضات مع أية جهة جديدة قبل التسوية مع عارف، وتجئ عبقرية هذا الموقف من تمكينه للوصول الى هذه التسوية بسداد 15 مليون دولار فقط الآن، وجدولة بقية المبلغ المطلوب على أربع سنوات، وهذه التسوية اتاحت للشركة أن تستفيد استفادة كلية من المبلغ النقدي الذي سيدفعه الشريك الجديد، وتتولى الحكومة سداد بقية الالتزامات لشركة عارف، وهذا أكبر دعم يمكن أن تقدمه الحكومة لسودانير، وهذا الموقف العبقري لوزير النقل لم يفهمه كثيرون في حينه، وأعتبروه معارضة للشراكة المصرية، والغريب في الأمر، أنه وبعد إخراج عارف لما بدأ يستمع الوزير لعروض الذين تقدموا للشراكة، واستمع في اجتماع طارئ على هامش إجتماعات وزراء النقل العرب مع رصيفه المصري، اعتبر البعض ذلك انحيازاً للعرض المصري.
ولما سألت الأخ ياسر عن قناعة مصر للطيران بنسبة 49% رغم استعدادها لسداد أكثر من ذلك، فقال إن ذلك يجئ انطلاقاً من اتفاقية شيكاغو للطيران، والتي تربط استفادة شركة الطيران من ميزات الناقل الوطني بامتلاك الوطنيين فيها أكثر من 50%، والوطنيون تعني بهم الاتفاقية الحكومة والقطاعين العام والخاص، فحقوق النقل حقوق سيادية مرتبطة بالدولة حكومة وشعباً، ولا تعطى لأجنبي، وهذا ما يدعونا لأن نجدد الحمد لله تعالى أن خلصنا من تجربة «عارف» التي كان من الممكن أن تفقد الشركة هذه الحقوق بعد أن تكشفت الغلبة غير الوطنية فيها، ولعل هذه الغلبة الأجنبية هي التي جعلت الحكومة والطيران المدني يسلبان حقوق كثيرة من سودانير، مثل الخدمات الأرضية، ومساواتها بشركات الطيران الأخرى العاملة في الخطوط الداخلية والخارجية معاً.
فسألت الأخ ياسر تيمو عن إمكانات شركة مصر للطيران التي تدعم موقفها التنافسي فأخبرني أن أهم هذه المقومات امتلاكها مواصفات الصيانة الأوروبية «EASA» والأمريكية «FAA» وهي الآن تصين طائرات أوروبية، ولقد حدث أن صانت طائرات لايطاليا وبلجيكا، وهي تمتلك كفاءات وطنية عالية إذ أن كل التشغيل والتدريب في الشركة يتكون من المصريين وهي جزء من أكبر تحالف عالمي للطيران «STAR» وكل الانظمة المتبعة في الشركة عالمية مثل انظمة الحجز والخدمات الأرضية وخدمات الامتعة. وهي تنقل حوالي 7 مليون راكب سنوياً وتمتلك أكثر من 60 طائرة كبيرة.
فسألته أيضاً عن أسباب حرصها الشديد للدخول في شراكة مع سودانير، واستعدادها العالي لتقديم كل ما يطلب منها في هذه الشراكة، فقال الأخ ياسر إن للسودان موقع فريد وهو يكمل الدور المصري ويمكن لشركة مصر للطيران أن تعمل مع الشركة السودانية الجديدة بنظام( Back to back) أي ظهر لظهر، وهو نظام التسليم والتسلم، فتستلم المصرية من السودانية ركاب غرب افريقيا في القاهرة لتنقلهم شمالاً، وتستلم السودانية من المصرية ركاب الشمال في الخرطوم لتنطلق بهم جنوباً، فسألته ان كان هذا يفقدنا فرصة الطيران شمالاً فقال لي لا توجد شركة طيران في العالم تجوب كل الدنيا، ونظام التسليم والتسلم تعمل به أكبر وأضخم شركات الطيران العالمية، وشبه ذلك بنظام التتابع في سباق العدو «الجري»، حيث لا يمكن لأحسن عداء أن يتفوق على أربعة يتبادلون الجري بـ «المنديل» المتبادل.
ويضاف لهذه الميزة أن السفريات الداخلية في السودان في مقام سفريات عالمية بين دول أخرى، فالخرطوم بورتسودان مثلاً 60 دقيقة بينما لندن باريس 50 دقيقة، والخرطوم الفاشر 80 دقيقة وهي ذات مسافة القاهرة دمشق، والقاهرة بيروت، فسألته عن الميزات التي تجعلنا في السودان ننحاز لهذا العرض المصري، فقال لي الاخ ياسر إن كل امتيازات مصر للطيران تصبح ميزات للشركة الجديدة إذا دخلت فيها، وأهمها الصيانة، وأضاف انه لولا مصر للطيران لانهزمت سودانير في التشغيل في الفترة السابقة، فكل الطائرات العاملة تتم صيانتها في مصر، والطائرات المستأجرة الأساسية يتم استئجارها من مصر للطيران أيضاً، ولقد وقفت قبل أيام على تجربة حية لوقوف مصر للطيران مع شقيقتها السودانية، فيوم الخميس الماضي العاشر من نوفمبر الجاري اتصل مهندس الصيانة في سودانير بالأخ ياسر تيمو وأخبره أن واحدة من الطائرتين الاساسيتين 320 العاملتين في إعادة الحجاج الى أرض الوطن والتي تنفذ في اليوم الواحد خمس رحلات بين جدة والخرطوم متعطلة في مطار الخرطوم وهي تحتاج إلى قطعة غيار اتصلوا بالمصرية لتوفيرها فاعتذروا لعدم وجودها، وطلب مهندس الصيانة من الاخ ياسر تيمو الاتصال برئيس مجلس إدارة مصر للطيران للصيانة اللواء فاضل لحل هذه المشكلة التي اذا لم تحل ستدخل الشركة والبلد والحجاج في أزمة، فاتصل الأخ ياسر باللواء فاضل. فاتصل اللواء فاضل بمسؤول المبيعات في شركة مصر للطيران يسأله عن هذه القطعة المطلوبة، فقال له مسؤول المبيعات إنه لا يوجد غير الاحتياطي المحتفظ به لطائرات مصر للطيران، فسأله اللواء فاضل إذا كانت الآن توجد طائرة متعطلة لمصر للطيران، فلما أجاب بالنفي، قال له اللواء فاضل ولكن طائرة «السودانية» الآن متعطلة و«السودانية» في مقام «المصرية» تماماً لا تنقص عنه شيئاً، وأمره بتسليم قطعة الغيار فوراً للمدير الاقليمي للسودانية، فاستلم الأخ ياسر القطعة المطلوبة، وأرسلها الى السودان بعد لحظات من استلامها من مصر للطيران، عبر طائرة ايضاً لمصر للطيران.
ومما علمته عن العروض الاخرى المقدمة للشراكة أنها جميعاً تطلب استلام سودانير خالية من البشر ومن كل الالتزامات أيضاً، وعلمت كذلك أن هذه الشركات وقفت متفرجة على «السودانية» أيام الحصار، وكان في مقدورها أن تفعل شيئاً، وهي مكان احترام لشركات تصنيع الايربص والبوينج فهي أكبر مشترٍ لمنتجاتهما، ولكنها لم تفعل.
وبرغم كل هذه البيانات والبينات التي تصب في مصلحة العرض المصري لكنني أراها أيضاً غير كافية لاتخاذ قرار استراتيجي في شأن استراتيجي مهم، فلابد من إخضاع الأمر لمزيد من التقصي والدراسة، والأهم من ذلك أن يترك حسم هذا الموضوع لأهل الاختصاص فقط في المجال دون تدخلات سياسية، وبلا وسطاء ولا سماسرة.
ورغم أني اتوقع ألا يخرج رأي الخبراء عن رأي الأخ ياسر تيمو الذي يجمع بين الخبرة والانتماء والمعرفة والأصالة والوقوف الميداني على امكانات مصر للطيران والمعايشة الواقعية لتعاطي الشركة المصرية مع قضايا «السودانية» الا أنني أصر على الدراسة المتأنية للموضوع وعلى مصر للطيران وغيرها من الشركات الراغبة أن تقدم نفسها وامكاناتها للسودان و«السودانية».
وقبل أن أشكر الأخ ياسر تيمو كنده المدير الأقليمي لشركة الخطوط الجوية السودانية في القاهرة على هذه المعلومات القيمة التي اتاحها لي، ونشكره أيضاً على وقفته معنا أسرة «الوطن» في رحلة علاج الأخت الحاجة سكينة «الاختيار» أرملة ابن الوطن وصاحب «الوطن» الأخ الراحل المقيم الأستاذ سيد أحمد خليفة، وياسر استطاع خلال سنوات عمله في مصر أن يبني جسوراً من التواصل مع كل قطاعات المجتمع السوداني القاصدة مصر .. والمقيمة فيها، وما نود أن نلفت النظر إليه هو دنو انتهاء أجل مدة عمل الأخ ياسر في القاهرة والتي تنتهي في أبريل القادم 2012م وحسب علمي أنه لا يرغب في التجديد، وقد أبلغ إدارة الشركة بذلك، ولا أشك في أن تسجل عودته إضافة قوية للشركة الأم في السودان، وهي عودة تأتي في وقتها والشركة تتأهب لانطلاقة كبرى في ظل الخصخصة الثانية، ومثله سيكون أحد فرسان المرحلة القادمة بإذن الله تعالى مع الذين لازالوا مرابطين من الخبراء في «سودانير» رغم قلتهم، ولكن المشكلة ستكون في من يخلفه، فياسر رفع معيار العمل في المكتب الاقليمي في القاهرة، ولا يصلح أن يسد مكانه أي إنسان يأتيى به «الدور»، فلابد من معيار ثقيل لاختيار القادم، وأحسب أن قيادة سودانير أحرص على ذلك وأقدر، والله الموفق.