لماذا وكيف هذا.. يا بابكر فيصل؟؟

 


 

عمر الحويج
2 February, 2023

 

الأستاذ / بابكر فيصل يعدد مرتكزات الإسلامويين لإسقاط الإتفاق الإطاري وحكومته القادمة منها مرتكز الإضرابات المطلبية - لماذا وكيف هذا..؟؟
بقلم / عمر الحويج

كبسولة ماقبل العشاء الأخير:-
بابكر فيصل بابكر : يكتب أربعة مرتكزات كوسائل يستخدمها الكيزان لإفشال حكومة التسوية الإطارية وهي الجهوية ثم القبلية ثم المضاربة في تجارة العملة .. ومن ثم إفشال الثورة .
بابكر فيصل بابكر : يضيف إليها كأحد مرتكزات الكيزان وهي (الإضرابات المطلبية) يعني منع العاملين إستخدام الإضراب لإنتزاع حقوقهم والمعنى هنا مرتكز إطاري لإفشال الثورة
بابكر فيصل بابكر : هذا هو البرنامج غير المعلن لحكومة التسوية الإطارية للفترة الإنتقالية والمعنى تجميد نقابات العاملين مما يعني ليس إنجاح الإطاري وإنما لإفشال الثورة .

***
سجلت هذه الكبسولة في صفحتي حال فراغي من قراءتي لمقال الأستاذ/بابكر فيصل بابكر عضو الحرية المركزي وعضو لجنة تفكيك النظام الإسلاموي (واسمحوا لي هنا أن أرفع قبعتي تحية لأعضائها فهم نوارة أداء الثورة رغم اللغط الجائر حولها ، وهي اللجنة التي نهض الإنقلاب المشؤوم لإسكاتها ونجح إلى حين) فالأستاذ بابكر فيصل ، في مقاله المعنون (خطة الأخوان لإفشال الإتفاق السياسي وإسقاط الحكومة القادمة) الذي إطَّلعت عليه في صحيفة سودانايل الإلكترونية بتاريخ ٢٥ يناير ٢٠٢٣م ، يحدد فيه وسائل خطط الكيزان في المرحلة القادمة ، التي تبدأ بإعلان حكومة الإتفاق الإطاري والعاجلة التشكيل من جانب المركزي للتغيير ، رغم عدم إستواء الطبخة ، والتي قطعاً ستؤكل نية بشكلها هذا "المطمبج" ، ليست كأكلة شهية ، تفتح نفس الثورة والثوار للتعاطي معها ، دعك من إلتهامها ، فقد تحول بقدرة قادر الصراع في السودان بين كتلتين الحرية والتغيير والحرية والتغيير وأكمل الرابط بينهما ، وضع باقي الثورة والثوار وسط الدائرة بين الشاطر والمشطور ، ويادار/دخلك شرين .

والإستعجال نفسه له غرضين ، سيؤدي بإحتراق الطبخة في نهاياتها ، لأن قَدَّرَها ومَسَّارها الأول ، هو مواصلة شراكة الدم ، أو أقصى إستواء الطبخة ونضجها ، هو الترتيب لإحياء السودان القديم ، وكلا الطبختين مُر ، وستكون غير صالحة لفتح الشهية الوطنية والثورية .

وهذه الطبخة لن تخرج من مسارين . الأول هو ، شراكة دم قديمة جديدة . أو إحياءاً للسودان القديم ، أو بالتحديد العودة لسودان ماقبل عام 83م ، عام الرمادة أو العام الذي صُرِعت فيه القيم الدينية والإجتماعية والثقافية ، وهو العام الذي طبقت فيه القوانين المُعْرَفة بقوانين سبتمبر ، التي قال عنها الراحل الصادق المهدي قولة حق ، " أنها لاتسوى الحبر الذي كتبت به" كما هو العام الذي شنق فيه بحكم الردة شهيد الإنسانية والوطن ، الأستاذ الخالد في مجده ، محمود محمد طه .
لأن الصراع حينها سيكون بين هذا "الجيل الراكب راسو" ، الذي يقود ثورته لبناء السودان الجديد والحديث المتطور والناهض ، ليلحقون به مصاف الدول العظيمة ، أو بالأحرى العظمى ، المؤهل بإمكاناته وقدراته ، لبلوغ هذه المرتبة التى تأتي إليه زاحفة ، عن إستحقاق ، لا تنطعاً كما كانت تدعي الإنقاذ في سنوات مراهقتها الأولى ، وتخليها عن الغنيمة بنهبها وتواريها عند الإياب . فهذا الجيل الذي أرى أنه لن ينكسر ولن يركن خضوعاُ لدعاة السودان القديم ، شُبهاء ذات نخبتهم القديمة "الخالق الناطق" التي أدمنت الفشل وتريد نخبته الحاضرة ، مستجدة النعمة السياسة ، أن تواصل ذات إدمان الفشل .

وقبل أن أناقش لب المقال ، أحب أن أسرد الفقرة التي أزعجني ورودها في ذلك المقال الذي لم يكن عليه غبار ، ولا حتى شبهة مؤاخذة ، تقول الفقرة ، بجزئها الخارج عن سياق المقال بجودته (تستند إسترتيجية فلول جماعة الأخوان الهادفة لإفشال الإتفاق السياسي ، لعرقلة أداء الحكومة القادمة ، على أربعة مرتكزات ، هي تكوين المليشيات الجهوية والقبلية ، المضاربة في أسعار العملة ، "الإضرابات المطلبية" -الأقواس من عندي - فضلاً عن تأجيج الصراعات بين مختلف المكونات الإجتماعية"القبائل" ) . إنتهت الفقرة الواردة بحذافيرها في المقال .

ما لفت نظري في هذه الفقرة هو لجوء الأستاذ/بابكر فيصل ، وله كامل إحترامي ، في إقحامه من ضمن هذه الخطط والمرتكزات المعتمدة من الفلول لإسقاط الإتفاق السياسي وهو بالتأكيد المعنى الإطاري التسووي ، أقول إقحام مرتكز الإضرابات المطلبية ضمن خطط ومرتكزات "الأخوان/الكيزان" ياراجل .. معقول !! ، (وعذراً للخشونة غير المقصودة فقد حبكت النكتة) ، كواحدة من أساسيات هذه المرتكزات ، كيف تكون الإضرابات المطلبية أو السياسية سيان ، وسيلة متاحة للإسلامويين الذين "زمانم فات وغنايم مات " قادرين على إستخدامها من قبلهم ، لإسقاط حكومة حتى لو كانت ولدت هشة وضعيفة وميتة كمان ، والأستاذ بابكر ، يعرف ويعلم من يستخدم وسيلة الإضرابات : إنهم فقط جماهير الشعب السوداني ، وفي مقدمتهم ، الطبقة العاملة و(إستخدامي لهذا الوصف أو المصطلح ، رغم أنه مستفز لطبقة الأرسطقراطية المتبرجزة ، رغم معارفهم وثقافتهم وبعضهم كتاب ومحللين سياسيين، وكأن هذه الطبقة لاتاكل القديد بقربهم ، وعينهم تعاين ) . اواصل : بما فيهم جماهير حزبه ، أعني الإتحادي الموحد ، في كل المعارك التى دارت وستدور في معركة النضال الوطني الشرس منذ اكتوبر المجيد ضد الدكتاتوريات المستبدة عسكرية كانت أو حتى مدنية ، كما عايشناها وخبرناها ، فهو السلاح القاطع البتار في يد الشعوب المقهورة المسلوبة إرادتها وحقوقها .

ولو ورد هذا المرتكز ، في مقال لكاتب مهتم بالشأن العام فقط ، لقلنا هذا رائه الشخصي القابل للأخذ والرد ، فحرية الرأي مكفولة للجميع ، ويحترم ذلك الكل ، ولكن الأستاذ بابكر فيصل يمثل ، مسؤولاً مهماً نافذاً لجهة نافذة هي مركزية الحرية والتغيير ، كما يمثل حزبه الأتحادي الموحد ، ويصل هذا النفوذ ، درجة الفعل الدؤوب القائم الآن ، حتى مستوى التخطيط مع الآخرين ، لتحديد مصير الأمة والوطن ، وهو قاب قوسين أو أدني لتشكيل حكومته المرتجاة .

بداية حين شرع الأستاذ بابكر في تفسير وشرح المرتكزات الأربعة ، بالتفصيل لما قام به الأخوان لتنفيذ هذه المرتكزات وتفعيلها على الأرض ، مر عابراً على مرتكز الإضرابات المطلبية والسياسية ، كأداة من أدوات الفلول لإفشال الإطاري ، وفي هذه الحالة ، من حقي كقارئ للمقال الذي إعتبره كان صادقاً ، وفي كل أجزائه وطن ، يريد الأستاذ بابكر بناؤه بطريقته أياً كانت ، إلا هذا المرتكز الشاذ النشاز ، فعليّ أن أحدد مقصوده ودلالته ، بما وصل فهمي من معنى ، دون أن أتجنى عليه بالباطل ، ومن حقه أن يصححني إذا شطحت بعيداً في فهم مغزاه ، أو شاطحاً ، وشايتاً بعيداً عن مرمى معناه الذي يعنيه ويقصده .
ما فهمته أنا ، وربما كُثّر هم الذين سيفهمون ما فهمته ، فالعبارة جاءت جلية وواضحة ، ومهما حاول قارئ المقال تأويلها بحسن النية لصالح الكاتب ، لن يجد منفذ أمل لمد يد المساعدة في التخفيف من وقع المعنى .
فالواضح أنها ليست عبارة عابرة في مقال ، إنما هي بالواضح الفاضح ، توحي بكل قوة بلاغتها وقوة تركيبتها ، بأنها قرار متخذ تحت الطاولة والعلانية ، ومنتظر تنفيذه في وقته ، من قبل حكومة مركزية الحرية والتغيير ، المنتظر تكوينها قريباً ، رغماً عن أنف الثورة وشوارعها التي لا تخون ، وهو قرار ، لم يتخذ بحسن نية واضحة وصريحة ، إنما هو نية مبيتة للعمل بإصرار وتصميم مقصود ، على محاربة الحركة النقابية بكل مسمياتها ومواقعها وفئاتها ، وهذه صافرة البداية ، والمعلوم لديكم أنها الطبقة ، رأس الرمح والحربة ، في إسقاط كل الديكتاتوريات التي حكمت البلاد بالسنوات الطوال ، ولكم سابقة في ذلك يا أعضاء مركزي الحرية والتغيير ، إبان حضانتكم الباردة ، لحكومة الفترة الإنتقالية بعد الثورة المجيدة ، حين عطلتم عمداً ومع سبق الإصرار ، إجازة قوانين الحركة النقابية المسيرة لأعمالها ، والتي تكفل لها حريتها الكاملة في العمل النقابي ، كان ذلك لو نسيتم أو تناسيتم ، حين طالبت الحركة النقابية ، بالغاء قانون المنشأة 2010 م المعيب الذي عملت بمقتضاه حكومة الإنقاذ وأخضعت به الحركة النقابية ووضعتها في جلباب أبيها المهترئ ، وبعد الثورة دفعت الحركة النقابية بمقترح قانون 2021 م ، وذات أحزابكم ، المُكوِنة بعضها لمركزية الحرية والتغيير ، حين تلاعبت في هذا القانون المنصف ما شاءت لها ، تعديلات الشمولية التي تحبذها وتجيد فنونها ، وجعلت للسخرية ، جماعة المُخدِم ، هم من يتولى أمر التعديلات !! . لتحتوي مواده على ما هو في صالح المُخدِم وضد المُستَخدَم ، وحتى هذا ، لم تستطيعوا إجازته ، للمعارضة التى واجهها من قبل الحركة النقابية المتمرسة والمتمترسة ، في عرين تجاربها المريرة عشرات السنين ، حتى إنتهي أمر القانون ، بالإنقلاب المشؤوم في 25 اكتوبر 2021م ، فأحتوته كحزم ، أضابير مهملة ، ف أدراج المسؤولين ، الظالمة والمظلمة حتى يوم الناس هذا . ويكفي هذا فقط دليل طريق الردة عن الثورة الذي تسلكه قوى مركزية الحرية والتغيير ، مغمضة الأعين ، فقط فاتحة الفاه وحاسة الشم ، لإستعجال الوصول لبهارج السلطة وأضوائها . وقطعاً هذه هي الخطيئة التي لن يفيدها ، فيما بعد عقد جلسات وجلسات ، لنقد التجربة بعد فوات الأوان ، كما إعتدتم وجرت عادتكم التبريرية . وربما تكون لكم العشاء الأخير لا تستبعدون .
وعذراً الأستاذ بابكر فيصل ، فأنا هنا أخاطب مركزي الحرية والتغيير ، وليس شخصك الكريم الذي أكن له فائق الإحترام والتقدير ، ولك تحياتي .

omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////////

 

آراء