لماذا يتشبه الضباط الاداريون بزي القوات النظامية وهم مدنيون؟

 


 

 

==========
من المفارقات العجيبة، في الخدمة المدنية، تمسك كادر الضباط الاداريين بزي القوات النظامية ، خاصة القوات المسلحة، رغم أنهم مدنيون،بحكم القانون، ويمارسون عملا مدنيا ، خدميا، ليست له أية علاقة له علاقة بالقوات المسلحة لا من قريب ولا بعيد.تري...هل هو الإعجاب بالكادر العسكري..أم هي ( عقدة النقص) في ممارسة السلطة و( قهر) المدنيين العزل المسلمين، رغم ان اعمالهم هي أعمال مدنية خدمية تحت سلطة مدنية في تدرجها الوظيفي مرورا بالوالي وحتي الوزير المركزي ؟
وبطبيعة الحال، فإن الجيل الحالي من الضباط الاداريين مسئولا عن هذا الخطأ ( البنيوي) المخالف لمقاصد الحكم المحلي..فقد ورثوه من أسلافهم الذين جاءوا بعد السودنة فابقوا علي هذا الأرث ( التراثي) دون تغيير..ربما حبا في الزي الموروث وربما ايضا احتفاظا بماضي الذكريات عندما كان للسلطة المحلية الكثير من الصلاحيات..بل زادوا عليه ( تأكيدا) بالشريط الأحمر، كما هو الحال في ترقية الضباط من الاداريين للدرجات العلي تماما كما يفعل العسكر مع الضباط العظام.
أقول ذلك، ليس تقليلا من شأن كادر الضباط الاداريين ،ولكنه تمهيد لمقالات لاحقة عن الحكم المحلي وإصلاح منظومته الإدارية والبنائية وصلاحياته الخدمية والتنظيمية بل ودوره الريادي المطلوب وسط حياة الناس..فقد أثبتت التجربة العملية التي مر بها السودان ،ولازالت قائمة، من غياب الحكومة المركزية، وتشاكس القيادات السياسية،أن أجهزة الحكم المحلي ممثلة في حكام الأقاليم والمجالس الوسيطة في المدن والارياف ، قادرة علي إدارة شئونها المحلية وتسيير خدماتها بكل كفاءة واقتدار...وهذا ما يجب أن تركز عليه الورش السياسية والخدمية التي تقوم بها الأطراف الموقعة علي الاتفاق الاطاري ومن اهمها إعادة الصلاحيات كاملة لوزارة الحكم المحلي، كما ورثناها من الانجليز ، وليس الزي العسكري للضباط الاداريين ، فهو يتنافي مع مفهوم السلطة المدنية بأن تدار شئون الخدمات المحلية بسلطة نظامية ولو تمثلت فقط في ذلك الزي ذو
الشرائط باهته الألوان الذي يتمسك به هذا الكادر.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com

 

آراء