لنيدوزا الَّتِي فِي الْقَلْبِ

 


 

 

(لَا شَيْء يُبْقِينَا عَلَى نَارِ الْقَصِيدَةِ غَيْرَ تَرْحَالِ البتفسجِ فِيك)

قالَتْ لِي الْأيَّامُ: سَامِرهَا
سَتُزْهِرُ وَرْدَةٌ فِي لَوْنِ أحْلَاَمِ النِّسَاءِ الْأُمَّهَات
فَيَلْتَقِي الْعُشَّاقُ مَابَيْنَ الرَّصَاصَة وَالْبِنْيَات
المغبرة الْخُدُود
خُذْ وَرْدَ نيدوزا الَّتِي فِي الْقَلْبِ
وَاُكْتُبْ عَنْ حكايا الْثائرين
لَعَلَّهَا تُلْقِي عَلَى كَتِفِ الْمَسَاءِ أَرِيجهَا عَطِرًا
فتمتلء الشَّوَارِعُ بِالْوُرُودِ
كُنْ مَا تَشَاء
ولِلْحَديثِ بَقِّيَّةٌ
قَدْ نَلْتَقِي يَوْمًا فَنُكْمِلُهُ
هُنَالِك عِنْدَ شَطِّ النَّيْلِ
حَيْثُ الحزن يُزْهِرُ
مَرَّةً إِن فَاضَ مَاءُ النَّيْلِ لَحظات البكاءِ
وَمَرَّةً إِن ضَاعَ صَوْتُكَ
بَيْنَ قَعْقَعَةِ الرَّصَاصَةِ وَالْخُلُود
يَا نَار هَذَا الحُزن
تَأْخُذُنِا الدُّموعُ الى يَدِيكَ
فَنَلْتَقِي جَهْرًا بنيدوزا الَّتِي فِي الْقَلْبِ
نُوغِلُ فِي الْهُتَافِ
فَيُزْهِرُ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ النَّيْلِ
مَرَّاتٍ وَتَنْكَسِرُ الْقُيُود
كُنْ مَا تَشَاء
أَنَا وَأَنْتَ وَحُلْمَ نيدوزا
تُطَارِدُنَا الْعَسَاكِرُ
فِي الشَّوَارِعِ وَالدَّفَاتِرِ وَالْمَقَابِر
وَالْمَشَاوِير الَّتِي تُفْضِي لِمَلْحَمَةِ الصُّمُود
حُلْمٌ بِدِفْءِ النَّبْضَةِ الْأَوَّلِيِّ
ونيدوزا حكايا مِنْ صَفَاءِ الْمَاءِ تُورِقُ
حِينَ تَعْلُو النَّيْل أَمْوَاجٌ
وَتَبْتَلُ الْجُرُوف
وَأَنَا وَأَنْتَ وَشُلَّة الأغراب
لا زلنا هنالك نَسْتَجِيرُ
بِظِلِّ نيدوزا الْجَمِيلَة
كَيْ نُرَاقِصَ حُلْمَنَا الشَّمْسِيَّ
مَا بَيْنَ الْبَنَادِقِ وَالسُّيوف
كُنْ مَا تَشَاء فَلِلْهُتَافِ بَقِيَّةٌ
حَتْمًا سَنُكْمِلُهُ هُنَالِكَ
حَيْثُ يَورقُ غصنُ نيدوزا
المعبأ بِالْوُرُودِ وَبِالْحُروف
عبد الله جعفر

abdalla_gaafar@yahoo.com

 

آراء