ليذهب عنكم الرجس !!

 


 

 

 

والله سعدتُ أيما سعادة ومعي كثيرون عندما طالعنا استطلاعاً معتبراً أجرته جهة إعلامية ذات مصداقية مع سودانيين من شتى المناحي والدروب وذلك عندما خرج الاستطلاع بنتيجة تقول إن التوقيع على وثيقة الاتفاق الدستوري يمثل (بداية النهاية للمشروع الإخواني في السودان).. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.. فقد أتعب هذا المشروع الغريب عن تربة السودان الناس وأثقل كواهلهم بما لا عهد لهم به من (النشاف الوجداني) و(الاستوحاش النفسي) واللامبالاة و(اللؤم المؤسسي) والاستكراه والطمع والنهم و(عدم الخجلة) والعادات والسمات الشائهة الكريهة المكروهة التي تخالف الوجدانية السودانية القائمة على حب الخير والتحابب و(روقة المزاج) والأريحية.. وهو مشروع شحيح طمّاع غادر فاجر أناني (قبيح وسنيح) يفارق البنية النفسية السودانية (الضحى الأعلى)..!

ولكن هل كنت أو كان الناس في حاجة لاستطلاع صحفي أو غيره ليؤكد موقف السودانيين في جملتهم الغالبة من هذا المشروع الوافد إلينا من النفوس المريضة سواء كان مصدرها من جماعة حسن البنا وسيد قطب في مصر أو من هضاب أفغانستان وسهوب قندهار أومن أوكار اللصوصية والسرقة باسم الدين..! هل كنّا في حاجة لنعرف طبيعة هذه الجماعة وقد سمعنا ورأينا بأعيننا من يخرج منهم على السودانيين ليهددهم بكتائب الظل والمليشيات وأنهار الدم.. لحماية ماذا؟ لحماية الإنقاذ بفسادها الذي يعلمون هم أنفسهم (قيرو وقعيقيرو) .. ماذا لدى الكتائب والمليشيات لتقدمه للسودانيين غير القتل والسحل والإرهاب والتعدي على الحرمات والمداهمة ونشر أجنحة الشر في البيوت والمضارب والفرقان.. وقد عايش الناس وليس (قول قايل) كيف تجرؤ الكتائب ومليشيات الشر في سابقة غريبة على قتل مئات الآلاف وحرق القرى وتهجير السكان في دارفور وفي جبال النوبة وفي كردفان وفي الشرق وفي الخرطوم وفي الشمال البعيد وعند منحنى النيل بكل دم بارد ثم يخرج علينا زعيم الإنقاذ (بدم أبرد) ليقول إن الإنقاذ لم تقتل غير بضعة آلاف فقط.. فلا داعي للتهويل..!

يقول قائل ان الجماعة لن يقتنعوا وسيملئون الأرض زعيقاً ونعيقاً وسوف يتآمرون بفلوسهم وأثريائهم الذين صنعوهم (من العدم والكدم) وبكتائب طلابهم ونسائهم (المضللين والمضللات) ولكن من قال إننا نتحدث عن بداية النهاية للشخوص والعناصر والإفراد؟ نحن نتحدث عن نهاية مشروعهم الإخواني وموته في أذهان وقلوب وعقول ووجدان ونفوس السودانيين بعد أن تكشّف زيف الشعارات (وأكل الدنيا بالدين) كما يقوا العالم الشيخ أحمد الوائلي.. هذا هو الذي لن ينطلي على السودانيين مرة أخرى بعد أن جاء إليهم الإخوان بأسماء تنظيماتهم الحربائية المتقلبة وهم يتحدثون عن (دولة الطهر والعفاف) ودولة الزهد والرشد والعدالة والإنصاف وعن شريعة السماء ومخافة الله في أرضه وعباده فلم يرَ السودانيون منهم غير السرقة والاحتيال والفساد والإفساد والظلم والجور والقهر و(الموت الزعاف) وتدمير المشروعات والمؤسسات والقوانين ووأد الأعراف والأخلاق، وتقسيم البلاد وسحل الشباب والأطفال وقهر النساء وإذلال العباد.. فمن يجرؤ مرة أخرى ليقول أنا من فرقة الإنقاذ أو أنا مؤتمر وطني ولا فخر..؟! لقد انتهت فرصة تغيير الأسماء واللافتات وتلوين اللحى وفات الأوان.. وتحرّك القطار عن محطة النحس والشؤم و(القباحة والسناحة)..!


murtadamore@yahoo.com

 

آراء