ليست تصرفات فردية ولا حوادث معزولة

 


 

 

بقلم/ شريف محمد شريف علي

الانتهاكات و الجرائم المتواترة والمستمرة والمتكررة - جريمة تلو جريمة- ليست تصرفات فردية وليست حوادث معزولة كما يسوق لها بعض سماسرة الاعلام ويبرر لها السدنة وبعض الغافلين بل هي خلل نظمي وفشل مؤسسي .

كفرد ومجتمع نحن تضررنا من هذا الخلل.

لاسبيل الي الاصلاح الا عبر السلت ومؤسسات ترتكز علي ثلاثية حرية سلام وعدالة ورؤية تستصحب اهداف تشمل تحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي الكامل.

في ناس ومنهم بعض العسكريين كانوا معارضين موضوع اصلاح المؤسسات العسكرية والامنية ويشمل ذلك الاصلاح الهيكلي الذي ادرك اهميته الكثيرون من ابناء الوطن الحادبين .

كان بعضهم بيسخر من مثل هذا الحديث عن الاصلاح ويثير اتهامات غير موضوعية ويتهم المدنيين بانهم ناشطين وعملاء وغيرها من اتهامات سخيفة.

العسكريين كانوا معتزين بخبراتهم وتاهيلهم وتدريبهم العسكري وتدريبهم في الاكاديميات العسكرية وكانت نظرتهم للمدنيين باعتبارهم ناشطين وعديمي خبرة. كان العسكريين بعتبرو انو خبراتهم بتأهلهم لادارة البلد . كان عندهم وهم وقناعة انهم الافضل.

تسمع لاحدهم يقول ( عرق الكاكي لمن يختلط بعرقك بديك خبرات ومعاني بتخليك اقدر علي ادارة البلد) والله العظيم دي قناعة بعض القادة في اعلي مستوي. بعض هؤلاء القادة لا شك احمق وأغبي من هبنقة والعرب في أمثالها تقول فلان أحمق من هبنقة عندما يبلغ بها الحال مراتب متقدمة لوصف سوء التصرف والعاقبة التي تأتي من قبل الحمقى .

واضح ان العسكريين كانوا معزولين وانهم بطبيعتهم العسكرية التي تركز علي انجاز المهام فاقدين للنظرة الشمولية والاستراتيجية بعيدة الامد. يعني اي شخص يقوم بمراجعة لمسيرة الدولة السودانية منذ سنة ٥٦ سيخرج بنتيجة انو المؤسسة العسكرية اثرها كان ضار جدا بالدولة وانها المسؤول الاول عن انحطاط الدولة وانحدارها في الدرك الاسفل للدول. ودا نتيجة طبيعية عندما تترك مؤسسة ( جبل الرماة) وهي رسالتها السامية وتلهث نحو السلطة( الغنائم) وتمارس السياسة. وهذا بالضبط الفشل الذي ادمنت فعله المؤسسة العسكرية ولم تتعلم الدرس فتروج الان لحملة اعلامية من اجل ضرب المدنيين و ( تفويض الجيش) .

لقد هزمت الدولة وانكسرت من ثغرة الجيش والمؤسسة العسكرية ليس في ذلك شك.

المحجوب عندو مقولة شهيرة عن استخدام التاهيل العسكري في ادارة الدولة فقال ( (أن يطلب المرء من عسكري أن يكون رجل دولة؛ هو أشبه بأن يطلب من محامٍ أن يجري عملية جراحية في الدماغ)

رجل الدولة مطلوب يكون نظرته استراتيجية شاملة طويلة الامد ويفضل الادوات التفاوضية والدبلوماسية علي العنف ويستصحب قيم الديمقراطية وحقوق الانسان و يتمتع بمرونة وطولة بال .
هذه الصفات لاتتوافر في العسكريين لان ميزات العسكريين التي يكثفها التدريب والتأهيل هي انجاز المهام وطاعة الاوامر بدون نقاش واحترام التراتيبية واستخدام القوة وهكذا.

اعتقد انو الحرب دي بيان بالعمل كشفت الحجاب عن خطأهم وهم دفعوا ثمن غالي كما نحن وربما ربما ربما ( وارجو) انو يكون وضح لاخوانا العسكريين انو المدنيين و ( حمدوك) كان رحمة بهم وبالشعب وانوا كانت نظرتهم اكثر وضوحا ورؤيتهم هي الافضل وادواتهم في حل المشكلات هي الامثل بالرغم من البطء .

في تقديري الشراكة بين المدنيين والعسكريين فشلت لان العسكريين كانوا مرغمين عليها ولم يدخلوا فيها طواعية بنية صافية لتحقيق اهداف مشتركة. ماحدث للعسكريين الان هو جزاء وفاق علي مكرهم . ونحن كشعب ندفع معهم ثمن مكرهم وغدرهم ونقضهم العقود والمواثيق.

الحقيقة قوي الحرية والتغيير برغم مابها من علات واوجه قصور فيحمد لها انها طرقت موضوع الاصلاح وقطعت فيه اشواط بصورة علمية ومؤسسية الا ان قوي الظلام افسدت العملية وقطعت الطريق واعادتنا لعهود الجاهلية ومازالت تسعي لمزيد من الخراب . قوي الظلام هي الحاضر الغايب في المشهد العام اثرها ومليشياتها واعلامها فاعل ولكن قياداتها احتجبت وهي التي مافتئت تنصب علي الشعب ( انفروا خفافا وثقالا) ولم اجد لقادتها اي نفرة فانطبق فيهم قول « حركة النصابين الاسلامية».

التاريخ ليس كما يظن البعض احداث الماضي التاريخ هو ما افعله انا وانت اليوم فالمطلوب اذا المراجعة والاوبة وضبط البوصلة بمبادئ الحرية والسلام والعدالة والانسانية والعمل سويا مدنيين وعسكريين بروح الاخوة الوطنية والمهنية وقبلها الاحترام والصدق وبناء الثقة والوفاء بالعهود والمواثيق لتحقيق امال وتطلعات الشعب في رؤية شاملة تحقق اهداف السلام الشامل والتحول الديمقراطي الكامل . هذا هو الطريق المستقيم وهذا هو المستقبل الذي ينشده الشعب السوداني و ماسواه هباء منثور ومضيعة للوقت والجهد والموارد .

م/ شريف محمد شريف علي
٥/٦/٢٠٢٤

sshereef2014@gmail.com

 

آراء